أبرز مشاركون في ورشة نظمت في إطار الدورة الأولى لمنتدى جهات إفريقيا الذي تحتضنه مدينة السعيدية من 08 إلى 10 شتنبر الجاري، دور الحكومات الجهوية في الاندماج الافريقي، وتعزيز التعاون بين جهات القارة.
وأكد المشاركون في هذه الورشة، التي تناولت موضوع “الحكومات الجهوية والاندماج الافريقي”، على الأهمية الكبرى لمنطقة التبادل الحر القارية الإفريقية بالنسبة للحاضر والمستقبل، مسجلين أن هذه المنطقة تشكل إطارا أساسيا لاندماج القارة وتنميتها ووحدتها ومكانتها في العالم.
واعتبر المتدخلون أنه بالنظر إلى التجارب التي راكمتها إفريقيا في مجال التعاون اللامركزي، فإن تفعيل منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية لا يمكن إلا أن يعزز بشكل فعال تطوير التعاون متعدد الأشكال بين الجهات الافريقية، لاسيما في مجالات تجارة السلع والخدمات، والاستثمار، والملكية الفكرية، والمنافسة، والتجارة الإلكترونية.
وفي هذا الصدد، أبرز المستشار الاقتصادي الجهوي لمنطقة التبادل الحر القارية الافريقية شوقي الجبالي، الدور الذي يمكن أن تضطلع به الحكومات الجهوية في النهوض بمنطقة التبادل الحر القارية الافريقية، مؤكدا أن هذه الحكومات مدعوة إلى الانضمام إلى هذه المبادرة باعتماد استراتيجيات وعقد شراكات تمكنها من الاستفادة من الفرص التي توفرها هذه المنطقة.
من جهته، توقف منسق الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي الدولي للجماعات الترابية، مصطفى عمور، عند مساهمة هذا الصندوق في النهوض بالتعاون جنوب-جنوب، من خلال دعمه للتعاون اللامركزي بين الجماعات الترابية المغربية ونظيرتها الإفريقية، وتمويل مشاريع مختلفة وإنجازها بشراكة مع هذه الجماعات.
وفي السياق ذاته، سلط نائب رئيس مجلس جهة الشرق، عمر حجيرة، الضوء على تجربة الجهة في مجال الشراكة مع عدد من الجهات الإفريقية، معتبرا أن التعاون اللامركزي الدولي بكل أشكاله، يشكل آلية تعزز الشراكة بين الجماعات الترابية بخصوص مشاريع التنمية المحلية في إطار علاقة قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة.
وأكد السيد حجيرة أن جهة الشرق جعلت من التعاون اللامركزي والاقتصاد التضامني والاجتماعي والتدريب الترابي للموارد البشرية، محورا أساسيا في تحركاتها تجاه الجهات الافريقية، وأصبحت تتوفر على تجربة رائدة يمكن الاستفادة منها، مشيرا في هذا الصدد، على سبيل المثال، إلى مبادرة التعاون بين مركز التدريب الترابي بجهة الشرق وجهة كاولاك بالسنغال.
يذكر أن منتدى جهات إفريقيا، الذي تنظمه جمعية جهات المغرب بشراكة مع منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، ومجلس جهة الشرق، وبدعم من المديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية، يعرف مشاركة أزيد من 20 دولة إفريقية تعتمد نظاما لامركزيا، وحضور نحو 85 رئيس ورئيسة جهات إفريقية.
ويشارك في هذا المنتدى، الذي يحضره رؤساء جهات وحكومات فيدرالية، 400 مشارك وخبراء عالميين، لمناقشة مجموعة من المواضيع من أهمها الشراكات جنوب-جنوب، والتنمية المستدامة، والمنافسة الترابية، والتغيرات المناخية، والمرونة الاقليمية، وإدارة الموارد البشرية والمالية.
