وشدد السيد القادري، خلال جلسة نقاش مفتوح لمجلس الأمن تحت عنوان “السلام والأمن في إفريقيا.. تعزيز القدرات من أجل استدامة السلام”، على أن المغرب، بصفته عضوا في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، يبذل قصارى جهده لمنع النزاعات في إفريقيا وحلها.
وأكد أن جنود حفظ السلام التابعين للقوات المسلحة الملكية، يعملون، ومن خلال المساهمة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الأراضي الإفريقية منذ الستينيات، بشرف ونكران للذات، وأحيانا على حساب حياتهم، على تعزيز السلام في العديد من الدول الإفريقية وتوطيد الاستقرار في القارة.
وأشار إلى أن الدول الإفريقية قطعت أشواطا طويلة وحققت إنجازات هامة في مسار ضمان تحقيق السلام والاستقرار والأمن في قارتنا، مبرزا أن مواكبة هذا الزخم تتطلب من المنتظم الدولي مواصلة دعم ريادة الدول الإفريقية لتعزيز هذه الإنجازات وترسيخها، بما يتماشى مع أولويات هذه الدول وملكيتها الوطنية.
كما أبرز أن هذا الجهد الجماعي يكتسي أهمية كبرى لاسيما في سياق ما بعد كوفيد، وذلك من أجل التغلب، بشكل فعال، على التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية والإنسانية لهذه الأزمة الوبائية، من أجل انبثاق قوي وضامن للسلام والاستقرار.
وشدد، في هذا السياق، على أهمية التمويل المستدام والملائم لجهود التنمية، وكذا للحفاظ على السلام وتعزيزه، مضيفا أنه من الأساسي أن يقوم المجتمع الدولي بتنفيذ التزاماته بتمويل التنمية في إفريقيا.
وفي هذا السياق، أكد أن المغرب لا يزال ملتزما بحزم في إطار مقاربة شاملة ومتماسكة، بدعمه للبلدان الإفريقية لمواجهة الإرهاب، من خلال الجمع بين البعد الأمني ، ولا سيما عبر التعاون الإقليمي والقاري، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية.
وذكر بأن المغرب، الذي يستضيف بالرباط مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب بإفريقيا لتعزيز القدرات في المجال، يهدف إلى تجميع خبراته وموارده من خلال توفير تكوينات ذات جودة في مكافحة الإرهاب وأمن الحدود، بالشراكة مع الأمم المتحدة، لدول القارة الإفريقية، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن المغرب استضاف، بتنسيق مع مكتب البرنامج المذكور، يومي 23 و24 يونيو في مراكش، المؤتمر الأول لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب والأمن ببلدان شمال إفريقيا.
وأضاف أن المغرب، الذي احتضن يوم 11 ماي الماضي الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، يترأس أيضا بشكل مشترك “مجموعة التركيز على إفريقيا” التي تم إطلاقها في إطار التحالف المذكور، والتي تعمل وفقا لمقاربة استباقية واستراتيجية في مجال التعاون ضد التهديد الذي تشكله هذه المنظمة الإرهابية، مع الحرص على ضمان التنسيق مع المبادرات والهياكل الإقليمية ومتعددة الأطراف الموجودة.
الحدث:وكالات