ندوة بالرباط تسلط الضوء على أدوار علوم الأعصاب في خدمة الإبتكار والمجتمع

0

شكل موضوع “علوم الأعصاب في خدمة الابتكار والمجتمع” محور محاظرة نظمتها أكاديمية المملكة المغربية، أمس الجمعة، بشراكة مع أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات وسفارة سويسرا بالرباط.

ويأتي تنظيم هذا اللقاء السابع والأخير في سلسلة محاضرات عقدت حول موضوع “الابتكار وقضايا العصر”، في إطار الاحتفال بمئوية الوجود الديبلوماسي السويسري بالمغرب، الذي يعود لاعتماد أول قنصلية للاتحاد السويسري في المغرب بمدينة الدار البيضاء سنة 1929.

وبهذه المناسبة، قدمت الدكتورة سيرين فهيم فهمي لمحة موجزة عن علوم الأعصاب، موضحة أن الأمر يتعلق بدراسة الجهاز العصبي المركزي وبنيته ووظيفته وتشريحه، مشيرة إلى أن علوم الأعصاب كان تركز في ما مضى على علم الأعصاب والطب النفسي.

وأضافت : “نسعى جاهدين اليوم إلى تقريب علوم الأعصاب من الجمهور العريض، من خلال تسليط الضوء على التقدم المحرز والاكتشافات التي تحققت في خدمة الآباء، والأطفال أو أجداد الأشخاص المصابين بالخرف، من أجل تحسين حياة الأفراد المنتمين لكل الفئات العمرية، والسماح لهم بالتكيف معها بالرغم من بعض الامراض”.

وشددت الدكتورة فهيم خلال هذا اللقاء الذي حضرته ثلة من العلماء والأطباء والطلبة والباحثين في عدة مجالات، على أهمية “علوم أعصاب الفن”، مشيرة إلى أن الأطباء يقومون حاليا بوصف الفن كعلاج لبعض الاضطرابات العقلية، مستشهدة في هذا الصدد بزيارة المتاحف.

وأكدت الدكتورة فهيم أن اط لاع الناس على علوم الأعصاب، بشكل أفضل، سيكون بلا شك تحدي ا كبير ا خلال السنوات القليلة المقبلة، في ضوء التقدم الملحوظ والواعد الذي تم إحرازه في هذا المجال بهدف اكتشاف علاجات للأمراض العقلية أو العصبية، من بين أمور أخرى.

كما ركزت، على أهمية العلاجات المخصصة للأمراض العصبية التنموية والأمراض التنكسية العصبية، وكيفية ابتكار آلات متوافقة مع أدمغتنا، وأهمية تطوير صناعة ومجتمع قائم على تحقيق التقدم في علم الأعصاب.

من جهته ، قال سفير الاتحاد السويسري لدى المملكة غيوم شيرر، إن وجود الدكتورة فهيم في المغرب هو مناسبة لإبراز تطلعات المملكة لتعزيز مكانتها كمحور إقليمي وبوابة ولوج إلى القارة الإفريقية، في ما يخص التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، منها إلى أن عمل السيدة فهيم في سويسرا “يتيح لنا أيض ا آليات ممتازة بإمكاننا – ونحن نرغب في ذلك- إبرازها”.

من جانبه، رحب أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، عبد الجليل لحجمري، بتنظيم هذه المحاضرة، السابعة من نوعها في إطار سلسلة المحاضرات التي تعقد حول موضوع “الابتكار وقضايا العصر”، مبرزا أن هذا اللقاء يشكل فرصة لمعالجة عدد من المحاور المتعلقة بكيفية الوقاية والمعالجة من أمراض اعتلال الجهاز العصبي، وتصميم الأجهزة الخاصة بالدماغ البشري، في ضوء أحدث ما توصل إليه العلم المعاصر.

وتساءل أيضا إن كان من الضروري، على غرار ما أشارت إليه رسالة اليونسكو الأخيرة (يناير-مارس 2022)، التخوف من علوم الأعصاب، مضيف ا أنها تحتل حالي ا مكانة كبيرة لدى المجتمعات المعاصرة، والتي تتجلى من خلال تأثيرها على أنماط الفكر والإبداع المختلفة.

كما أشار إلى التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الدولية لأخلاقيات علم الأحياء التابعة لليونسكو ، والذي قدم سلسلة من التوصيات التي تدعو إلى تعزيز الترسانة القانونية لحماية “حقوق أعصاب” المواطنين.

وتطرق تطرق السيد لحجمري، خلال مداخلته، أيضا، إلى ما حققته علوم الأعصاب من تقدم وانفتاحها على العلوم الأخرى، وعلاقتها بأنماط التدريس وطرق التعلم التي بالإمكان وضعها في خدمة الأخصائيين التربويين والفاعلين المعنيين بالحقل التربوي.

يشار إلى أن الدكتورة شيرين فهيم فهمي، مؤسسة ورئيسة “Endoxa Neuroscience”، أول شركة للاستشارة والخبرة في علم الأعصاب في سويسرا، تعمل باحثة مشاركة في علوم الأعصاب، محور علم الدماغ والتنمية، بالمستشفى الجامعي “سانت جاستين، بمونريال (كندا).

وشغلت، خلال الفترة الممتدة بين عامي 2000 و2009، مناصب باحثة مشاركة في كلية بجامعة كولومبيا والمعهد الطبي النفسي بجامعة نيويورك.

كما شغلت مناصب بحثية وتدريسية في جامعتي لوزان وفريبورغ، وعملت مستشارة لدى منظمة الصحة العالمية في جنيف بين عامي 2010 و2011.

و.مع/ح.ما

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.