إكسبو دبي 2020: مقاعد مستوحاة من كلمات عربية تحمل رسائل إنسانية نبيلة تؤثت موقع إكسبو

0

في جولة بالمعرض العالمي “إكسبو دبي 2020″، أثارت بعض التفاصيل فضول الزائر وغذت رغبته لاكتشاف أسرارها، أراد لها منظمو هذا الحدث العالمي، أن تشكل بصمة خاصة لهذه الدورة التي يسدل ستارها اليوم.

ضمن هذه التفاصيل الملفتة للنظر في فضاء المعرض، ابتكار انبثقت فكرته من كلمات عربية تحولت إلى مقاعد مصممة بشكل فني جميل، تعكس رسائل إنسانية قوية، وقيما نبيلة، وأخرى تجسد مفاهيم تنطوي على الرضا والأمل، كأهم الصفات التي تميز الإنسان، كالحب، والسعادة، والهمة، والفزعة، والنهل، والسلام، والعطاء، والرؤية، والحلم.

فهذا الابتكار المتفرد في إكسبو دبي، احتفى باللغة العربية، بطريقة تؤكد أن هذه الدورة شكلت حدثا جديدا هاما بالمنطقة العربية، التي فازت باستضافته لأول مرة من خلال مدينة دبي، والتي اعتبرها المنظمون، بيئة حاضنة للأفكار والابتكارات الجديدة من حول العالم، فكان لابد من هذا الإبداع لإبراز ملامح تعبر عن الانتماء للمنطقة العربية، دون حصر التنظيم في مواضيع مختلفة، مثل المناخ والتنوع الحيوي والفضاء والتنمية الريفية والحضرية والاستدامة وقضايا النساء.

وقد أخذت المقاعد شكل كل الكلمات العربية، سالفة الذكر، وحولتها إلى تحف فنية تكيف فيها الإبداع مع الهندسة، وأسرت فضول كل جالس عليها من أول وهلة، وأثارت الرغبة في معرفة معنى الكلمة التي يحملها المقعد، الذي اختاره من أجل لحظة راحة وتأمل.

هذه المقاعد، التي صممت بتعاون بين المهندس المعماري الشهير آصف خان، وخبيرة الخط العربي المقيمة في أمستردام لارا كابتان، اقترح متابعون لحسابات “إكسبو دبي 2020 ” على منصات التواصل الاجتماعي، قبل إنجازها، العديد من الكلمات العربية المعبرة، انتقاها ثلاثون شابا من الإمارات بعناية فائقة، فتحولت إلى أعمال إبداعية وعملية، زينت فضاء المعرض البالغ مساحته 4.38 كيلومتر مربع، لتشكل رسائل إنسانية مؤثرة للزوار.

والمقاعد التي بلغ عددها 50 مقعدا، واختير لها اللونان الأبيض والبني، بطول 10 أمتار، استغرق إنجازها حوالي تسعة أشهر، وتم توزيعها بشكل متناسق، على جنبات الممرات العامة للمعرض، خاصة في المناطق الموضوعاتية الثلاث لموقع إكسبو، (الفرص والتنقل والاستدامة) .

وابتكار هذا الإبداع جاء عن قصد، ليعكس الهوية العربية وإبراز مدى أهمية اللغة العربية، كجزء من مكونات التنوع الثقافي عبر العالم، إذ يتحدث بها أكثر من 400 مليون نسمة من سكان المعمور .

وجسدت المقاعد، بتصميمها ثلاثي الأبعاد المستوحاة من كلمات بخط عربي تجمع بين جمالية الشكل، ونبل الرسالة، جزء من مظاهر التقاليد العربية العريقة، التي حرص المنظمون على إبرازها في أرض عربية، والتأكيد على حضورها في رقعة تجمع ما بين 192 دولة مشاركة.

وشكل معقد كلمة “حب “، الذي وضع أمام الرواق المغربي، القريب من منطقة الفرص المحاذية لساحة الوصل، قرب جناح البلد المضيف، الإمارات العربية، عنوانا بارزا لجناح المملكة، بلد المحبة والسلام والكرم، وحفاوة الاستقبال الذي حظي به كل من زاره، ضمن طقس مغربي أصيل.

والمقعد دائري الشكل، أبيض اللون، يسع لأكثر من عشرة أشخاص، يستعمله الزوار، إما عند انتظار دورهم للقيام بجولة في الجناح المغربي، تستغرق ساعات، للوقوف على ما يزخر به المغرب، أو بعد انتهاء الجولة ليأخذوا قسطا من الراحة، حتى يستقر في ذاكرتهم ما شاهدوه واطلعوا عليه من خلال 13 غرفة تربط بين ماضي المملكة وحاضرها ومستقبلها الجاري بناؤه، وتدعو الزائر إلى اكتشاف تاريخهـا وهويتهـا وكفاءاتها، وكذا إنجازاتهـا في مختلف المجالات.

وإلى جانب كل مقعد، وضعت لوحة تفسيرية باللغتين العربية والانجليزية، تتحدث عن فن الخط الذي يحظى بمكانة مرموقة في الثقافة العربية. وعمل كل من المهندس المعماري اصف خان وفنانة الطباعة العربية لارا كابتان وإكسبو 2020 سويا، على إحياء هذا التقليد الجميل والعريق، من خلال ابتكار هذه المقاعد .

وكتب على اللوحة التفسيرية التي تدعو الزائر إلى الجلوس والتأمل، “ستجدون أن الإجابة هي غالبا ما تتعلق بروح الكلمة التي تجلسون عليها”.

جدير بالإشارة إلى أن “إكسبو دبي 2020 “، الذي شهد مشاركة أكثر من 190 دولة وامتد على 182 يوما، معرض عالمي، من فئة المعارض المعروفة رسميا باسم “المعارض الدولية المسجلة”، إذ يعود تاريخ هذه المعارض لقرون عديدة، منذ انطلاقة معرض “إكسبو العالمي الأول” في لندن عام 1851، إذ ساهمت في تقديم حلول للتحديات والمشاكل التي واجهت البشرية، وباتت منصة مهمة لتبادل المعارف والتعاون بين الحكومات والشركات والأفراد.

و.مع/ح.ما

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.