عقدت اللجنة الجهوية للسلامة الطرقية بالداخلة – وادي الذهب، اليوم الجمعة بالداخلة، اجتماعها الثالث لبحث السبل الكفيلة بتعزيز مؤشرات السلامة الطرقية، لاسيما تأهيل وتقوية التشوير الأفقي والعمودي في المجال الحضري.
ويندرج هذا الاجتماع في إطار اللقاءات الدورية التي تعقدها اللجنة الجهوية للسلامة الطرقية، اعتبارا للأهمية التي يكتسيها موضوع السلامة الطرقية، وبالنظر إلى التداعيات السلبية لحوادث السير على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.
وخلال هذا الاجتماع، تابع أعضاء اللجنة دراسة قدمها مكتب للدراسات حول تنظيم حركة السير وتأهيل وتقوية التشوير الأفقي والعمودي في المجال الحضري، بهدف الحد من حوادث السير ومعالجة النقاط السوداء في المدينة.
وتم إعداد هذه الدراسة، التي أجريت في إطار مشروع اتفاقية شراكة مع ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب، والتي قدمت مقترحات وإجراءات كفيلة بتحسين مؤشرات السلامة الطرقية، من طرف مكتب للدراسات والمديرية الجهوية للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية لجهتي العيون – الساقية الحمراء والداخلة – وادي الذهب والجماعة الترابية للداخلة.
وتتضمن هذه الدراسة، على الخصوص، إلغاء إشارات المرور واستبدالها بمدارات وعلامات تشوير طرقي ذات أولوية، وتهيئة الأزقة المخصصة للراجلين وتزويدها بحواجز قابلة للسحب، وإنشاء مواقف خارج المدينة للمركبات الثقيلة، وكذا استغلال الطريق الساحلية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب، لمين بنعمر، أن الهدف الذي حددته الإستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية للعشرية 2017 – 2026، بشأن تقليص عدد القتلى ضحايا حوادث السير بـ 50 بالمئة في أفق 2026، يتطلب اعتماد مجموعة من الإجراءات والتدابير للتقليص من هذه الحوادث، ومن بينها التشوير الطرقي، وتنزيله على أسس علمية سليمة وناجعة.
وفي هذا الإطار، جدد السيد بنعمر الدعوة إلى كافة المتدخلين والمعنيين بمجال السلامة الطرقية من أجل اتخاذ إجراءات عملية وتخصيص موارد مالية للمشاريع التي تندرج في إطار مخطط العمل الجهوي، مؤكدا على ضرورة تضافر الجهود لإنجاز التشوير الطرقي لمدينة الداخلة في أقرب الآجال.
وأضاف أن هذه الإجراءات ستساهم في إعادة تنظيم السير والجولان بصفة سليمة خصوصا على مستوى احترام المعايير اللازمة في تهيئة المجال العمومي مع التركيز على سلامة التنقل، وتهيئة ممرات الراجلين واحترام الأرصفة، وإعادة تنظيم الممرات بالمدينة مع التشوير العمودي والأفقي الملائم.
من جهته، أكد المدير الجهوي للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية لجهتي العيون – الساقية الحمراء والداخلة – وادي الذهب، عمر بوداني، أن الوكالة انخرطت في سلسلة من المشاريع والأعمال المتعلقة بالسلامة الطرقية، مستشهدا في هذا الصدد بتثبيت رادارات ثابتة داخل المجال الحضري للداخلة، وتسوية وضعية الوعاء العقاري الذي سيتم فيه تشييد حلبة للاختبار التطبيقي لنيل رخصة السياقة، وإنشاء مركز تفاعلي لغرس قيم التربية على السلامة الطرقية لدى الناشئة.
وأوضح السيد بوداني أن تحسين مؤشرات السلامة الطرقية في الجهة يستوجب تضافر الجهود وتنزيل توصيات اللجنة الجهوية للسلامة الطرقية، من خلال إدماجها في وثائق التعمير ومختلف المخططات والتصاميم.
كما اعتبر أنه من الضروري إيلاء اهتمام خاص للعنصر البشري في مقاربة موضوع السلامة الطرقية، من خلال تنظيم العديد من اللقاءات التواصلية والتحسيسية الموجهة إلى مستعملي الطرق.
وأوضح أن لجنة مكونة من الوكالة الحضرية والأمن الوطني وجماعة الداخلة والوكالة الوطنية للسلامة الطرقية تم تشكيلها لضمان استمرار التعبئة في هذا المجال، داعيا إلى تعزيز الوعي الجماعي لدى مستعملي الطرق من أجل احترام القانون ووضع حد لمختلف أشكال السلوك المحفوف بالمخاطر.
حضر هذا الاجتماع، على الخصوص، رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، ورئيس المجلس الجماعي للداخلة، بالإضافة إلى ممثلي المصالح الخارجية ومسؤولي المصالح الأمنية.
و م ع/هـ