سعد الدين العثماني: المغرب يزخر بمؤهلات هامة تجعل منه قاعدة لوجستيكية جهوية بفصل موقع جغرافي استراتيجي وربط بحري وجوي مهم بالقارة الإفريقية
أكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ، اليوم الأربعاء بمراكش، أن المغرب يزخر بمؤهلات هامة تجعل منه قاعدة لوجستيكية جهوية بفصل موقع جغرافي استراتيجي وربط بحري وجوي مهم بالقارة الإفريقية بالإضافة إلى توفره على أكبر قاعدة مينائية في جنوب البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة ال24 للمؤتمر الدولي للوجستيك “أورولوغ” المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى ثلاثة أيام حول موضوع “توسيع الآفاق من أجل النمو”، أن العلاقات الجيدة التي تربط المملكة بجل دول القارتين الإفريقية والأوربية والتطور المستمر للمبادلات مع دول شمال وجنوب المغرب، تعد عوامل تزكي طموح المملكة بأن تصبح جسرا بين القارتين وقاعدة لوجستيكية ناجعة.
وأبرز رئيس الحكومة في هذا السياق، أن المغرب أضحى اليوم يتوفر على أولى محطاته اللوجستيكية بمعايير دولية تم تطويرها من طرف متعهدين عموميين وخواص، بالإضافة إلى اعتماد مواصفات دولية لتطوير هذه المحطات اللوجستيكية التي تتميز بطاقة استيعابية مهمة تمكن من تجميع تدفقات بضائع مختلفة وبعرض خدماتي متكامل لمستعمليها.
وسجل أن اللوجستيك يشكل وظيفة أفقية للقطاعات الانتاجية ويعد قطاعا اقتصاديا قائما بذاته يقدم خدمات ذات قيمة مضافة ويوفر فرص شغل عديدة تساهم في النمو الاقتصادي ويوفر مجالات رحبة للتطور، ومحركا لا محيد عنه للتنمية ورافعة لتسريع التنافسية الاقتصادية وعاملا أساسيا لجذب الاستثمارات.
كما أكد العثماني على أن تطوير هذا القطاع بصفته قطاعا أفقيا يهم كافة المجالات الاقتصادية ذات قيمة مضافة مهمة سيدعم مختلف الاستراتيجيات القطاعية التي انخرط فيها المغرب بقوة والتي تروم الرفع من التنافسية الاقتصادية للإنتاج الوطني والارتقاء به إلى المستوى العالمي لاسيما بالنسبة للقطاعات الانتاجية المصدرة.
وأشار إلى أن المغرب أعطى خلال السنوات الأخيرة دفعة كبيرة لتطوير قطاعه اللوجستيكي ، حيث اعتمد منذ سنة 2010 استراتيجية وطنية لتنمية تنافسيته اللوجستيكية ترتكز على التطور الملموس الذي عرفته البنية التحتية الأساسية في إطار سياسة الأوراش الكبرى التي تنفذ في ضوء التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والهادفة إلى تزويد كل جهة أو منطقة ببنية تحتية فعالة.
وأبرز رئيس الحكومة أن الاصلاحات التي قامت بها الدولة في القطاعات الخاصة بالنقل الطرقي والموانئ والنقل الجوي والبحري تعتبر عاملا مساعدا على تنفيذ هذه الاستراتيجية المنسجمة مع خيارات انفتاح الاقتصاد المغربي على محيطه الإقليمي والدولي.
كما ذكر العثماني بالانخراط في تفعيل مجموعة من الأوراش بشراكة مع عدد من الفاعلين المعنيين تهم بالأساس، تسهيل العمليات اللوجستيكية للتصدير والاستيراد ومواءمة العرض بالطلب في التكوين في مهن اللوجستيك وكذا التأهيل اللوجستيكي للمقاولات الصغرى والمتوسطة.
ويشكل هذا المؤتمر المنظم من طرف وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء والوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجستيكية موعدا يلتقي فيه خبراء اللوجستيك وسلاسل الإمداد على المستوى المحلي والدولي للتباحث في عدة مجالات.
ويتضمن برنامج هذا المؤتمر المنظم بالتزامن مع النسخة السابعة من المعرض الدولي للنقل واللوجستيك لإفريقيا والمتوسط، سلسلة من المحاضرات والموائد المستديرة والورشات ولقاءات العمل ينشطها عدد من المتدخلين المتميزين.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الدولي للوجستيك، الذي ينظم هذه السنة ولأول مرة خارج القارة الأوربية، موجه لكل الفاعلين والمعنيين بقطاع اللوجستيك وسلاسل الامداد سواء على المستوى الاستراتيجي أو العملياتي الراغبين في تبادل خبراتهم وتوسيع شبكات علاقاتهم والبحث عن أسواق جديدة للتعرف على آخر المستجدات والحلول اللوجستيكية.
