جاء مركز الإدماج الاجتماعي لأطفال والشباب في وضعية إعاقة بجماعة السطيحات، بإقليم شفشاون، ليسد الخصاص في هذا النوع من المنشآت الاجتماعية المخصصة لدعم ومساعدة الفئات الهشة بهذه المنطقة الجبلية.
ويعتبر هذا المركز فريدا من نوعه على مستوى الجماعات الترابية الساحلية التابعة لإقليم شفشاون، سواء بالنظر للخدمات المقدمة أو التجهيزات المتوفرة لتأهيل الأشخاص في وضعية إعاقة ومساعدتهم على الاندماج الاجتماعي والاقتصادي.
وأبرز محمد المريني، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم شفشاون، في تصريح للقناة الإخبارية M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إنجاز المركز جاء في إطار تنزيل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم شفشاون، موضحا أنه شرع في بناء المركز بجماعة اسطيحات سنة 2019 وتم تجهيزه سنة 2020 في إطار البرنامج الثاني المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة ضمن المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتحرص سلطات إقليم شفشاون، في إطار تنزيل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على أن تصل المشاريع إلى الجماعات الأكثر عزلة والفئات الأكثر هشاشة ، وذلك وفق فلسفة تروم توزيع الثروات على المجالات الترابية وضمان عدالة مجالية تساهم في الرفع من مؤشرات التنمية البشرية في مختلف جماعات الإقليم.
في هذا السياق، سجل السيد المريني أن المشروع يهدف بشكل أساسي إلى تسهيل ولوج الشباب والأطفال في وضعية إعاقة إلى الخدمات الأساسية والتكوينية، عبر تحسين جودة هذه الخدمات وتحديث مراكز الإدماج الاجتماعي بالإقليم، موضحا أنه سيتم الرفع من وحدات الاستقبال والتأهيل بالإقليم وتجهيزها بمعدات حديثة تتماشى ومختلف الإعاقات الجسدية والعقلية للمستفيدين.
وشدد المتحدث على أن هذه المشاريع تروم المساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص في وضعية إعاقة والعمل على دمجهم في المجتمع المحلي والمشاركة الفعالة فيه، بما يساهم في تمكينهم من الاستقلالية الذاتية عبر التأهيل المناسب لحالاتهم ومؤهلاتهم.
ويضم المركز قاعات تأهيل حركي ونطقي ونفسي مخصصة للشباب واليافعين من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تعمل أطر مؤهلة بالمركز على تقديم خدمات شبه طبية في مجال الترويض والتأهيل الجسدي بحصص أسبوعية منتظمة.
في هذا السياق، أشارت إحسان الجيدي، رئيسة جمعية أمل للأشخاص في وضعية إعاقة، أن المركز يقدم خدمات متنوعة لفائدة المستفيدين، سواء تعلق الأمر بأشخاص يعانون من إعاقة حركية أو جسدية، إلى جانب حصص في الترويض الطبي والدعم النفسي للأشخاص الذين يعانون من التوحد أو متلازمة الثلاثي الصبغي.
واعتبرت أن هذا المركز ، الذي يقع بجماعة السطيحات ، ساهم في تقريب الخدمات الاجتماعية لفائدة هذه الشريحة من المجتمع، موضحة أنه سيستفيد من هذه الخدمات سكان حوالي 9 جماعات قروية مجاورة.
وعن الوقع الاجتماعي لهذه المنشأة، أشارت إحسان الجيدي أن جماعة اسطيحات “محظوظة” لكونها استفادت من هذا النوع من المشاريع، لافتة إلى أن استطلاعا استقرائيا قامت به الجمعية أبان عن وجود نسبة مهمة من الأشخاص الذين يعانون من مختلف أنواع الإعاقة على مستوى الجماعات المستفيدة.
وخلصت إلى أن المركز يقرب العناية الطبية اللازمة من الأشخاص في وضعية إعاقة بالمنطقة ويساهم في رفع المعاناة عنهم وتجنيبهم عناء السفر إلى المدن الكبرى المجاورة من أجل الحصول على الخدمات الاجتماعية والطبية الضرورية لتأهيلهم وإدماجهم في المجتمع.
و م ع/هـ