وزير الثقافة والاتصال: الاشتغال على الشعر في ظل الحياة المعاصرة هو مقاومة للتنميط ومظاهر التأحيد المرافقة للعولمة

0

أكد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، أن الاشتغال على الشعر في ظل الحياة المعاصرة هو في حقيقته إبداع وتعبير وجداني ومقاومة للتنميط ومظاهر التأحيد المرافقة للعولمة.

وقال محمد الأعرج، في كلمة خلال افتتاح الدورة الثانية لمهرجان الشعراء المغاربة بتطوان، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بتعاون بين دار الشعر بتطوان ووزارة الثقافة والاتصال ودائرة الثقافة بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة، إن “الاشتغال على الشعر في ظل الحياة المعاصرة يظل في حقيقته إبداعا وتعبيرا وجدانيا كما يحيل في ظل الحياة المعاصرة إلى المقاومة والنضال”، موضحا أنه بمثابة “مقاومة التنميط ومظاهر التأ حيد المرافقة للعولمة”.

وأشار الوزير إلى أن “الشعر يجد نفسه تائها بين روحه التي صاغتها مشاعر التماهي مع جمال الطبيعة وقيم البراءة (…) والحب والشهامة، في الحين الذي خلقت فيه العولمة تلهفا نحو الملذات اللحظية بمعايير العرض والطلب والعلاقات التي تقاس بمدى ترتيبها لربح سريع، لا يضع في حساباته زمن وطقوس تبلور القصيدة”.

وتابع أن “لقاءنا اليوم نابع، بشكل أو بآخر، من تداعيات هذه المفارقة، ومن إصرارنا جميعا على أن يظل الشعر عصيا على الاضمحلال من جهة، وثابتا على روحه الحاضنة للتعدد والتنوع والمحافظة على سمات التعبير الوجداني السليم من كل تحريف أو تنميط، من جهة أخرى”.

ونوه بأن بلوغ هذه الغايات النبيلة يتوقف على “الانخراط الفعلي في جعل الثقافة والفكر والأدب ضمن الممارسات اليومية التي تعلو المشهد المجتمعي وتتسرب في مختلف تجاويفه”، مستحضرا في هذا الصدد تزامن انعقاد المهرجان مع الاحتفاء بوجدة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2018 والاحتفاء بتصنيف مدينة تطوان من طرف منظمة اليونسكو مدينة مبدعة في مجال الصناعة التقليدية والفنون الشعبية.

من جهة أخرى، أشاد السيد محمد الأعرج ب “عمق العلاقات التي تربط المملكة المغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة وحرص قائدي البلدين على إحاطتها بمضامين التجسيد الواقعي والفعل الملموس”، معتبرا أن هذا الملتقى “يشكل تتويجا سنويا لعلاقات التعاون الثقافي التي تجمع وزارة الثقافة والاتصال بدائرة الثقافة بالشارقة والتي أسفرت عن إحداث دارين للشعر في كل من تطوان ومراكش وما ترتب عنهما من حركة دؤوبة تتخذ الشعر محورا لفعل ثقافي ينشد التوسع والإشعاع”.

في السياق الثقافي الواعد نفسه، نوه الوزير بالدور الذي تقوم به دائرة الثقافة بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي لا تدخر جهدا في دعم العمل الثقافي وتعزيز علاقات التعاون الثقافي القائمة بين البلدين، مبرزا أن هذه الدينامية ستعرف مزيدا من الأنشطة المتميزة كمهرجان الشعر العربي بمراكش وملتقى الشارقة للسرد بالرباط وليالي الشعر العربي بوجدة وغيرها من التظاهرات الثقافية التي ستساهم في الارتقاء بالعمل الثقافي المشترك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.