عمر هلال لمجلة “نيوزلوكس” الأمريكية: الإصلاحات التي أطلقها جلالة الملك مكنت من تحقيق إنجازات “هامة ” في مجال حقوق الإنسان
أكد السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، السيد عمر هلال، في مقابلة مع مجلة “نيوزلوكس” الأمريكية المرموقة، أن الإصلاحات الواسعة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس مكنت من تحقيق إنجازات “هامة ” في جميع أنحاء التراب الوطني، بما في ذلك الصحراء المغربية.
وأكد السيد هلال خلال هذا الحوار ، الذي أجرته الصحفية البارزة راشيل ألكسندر، أنه “خلال العقدين الماضيين، مكنت الإصلاحات الواسعة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس من تحقيق إنجازات هامة تهدف إلى تعزيز وحماية حقوق كل فرد في جميع أنحاء التراب الوطني دون أي تمييز”.
وأوضح السفير أن المغرب قد أرسى اليوم، أكثر من أي بلد آخر في المنطقة، الضمانات القانونية والمؤسساتية من أجل الاحترام التام والفعال والذي لا محيد عنه لحقوق الإنسان.
وأشار إلى أن حقوق الإنسان تشكل “العمود الفقري” للدستور المغربي الذي ينص على تمسك المملكة بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا، مضيفا أنه بموجب الدستور، فإن الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها المملكة تسمو على القانون الداخلي . وقال السيد هلال: “هذا الأمر في غاية الأهمية، علما أن المغرب قد انضم إلى جميع الآليات الدولية لحقوق الإنسان”.
وشدد السفير على أن وضعية التمتع الكامل بحقوق الإنسان في الصحراء المغربية “لا تختلف” عن باقي مناطق البلاد ، كما تشهد على ذلك انتخابات 8 شتنبر التي نظمت أيضا في الصحراء في جو من الطمأنينة والسكينة ووفق المعايير الديمقراطية الدولية. وقال إن الأمر يتعلق بحقيقة أكدها مراقبون دوليون ومحليون.
وأبرز أن نسبة مشاركة سكان الصحراء المغربية في هذا الاقتراع الثلاثي – وهي الأعلى على المستوى الوطني بنسبة 63 في المئة – تؤكد على تشبث هؤلاء السكان بمغربيتهم، فضلا عن رغبتهم في المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المغرب وبمنطقتهم، من خلال تفعيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس في 2015، موضحا أن هذا النموذج المبتكر تبلغ ميزانيته أكثر من ثمانية ملايير دولار.
وذكر السيد هلال أنه في عام 1975، عندما استرجع المغرب أقاليمه الجنوبية، كان هذا الجزء من المملكة صحراء بشكل كامل، مشيرا إلى أن الصحراء اليوم هي “واحدة من أكثر المناطق تطورا ليس فقط في المغرب ولكن أيضا في جميع أنحاء المنطقة”، وذلك بفضل إنجازات المغرب في البنية التحتية (المطارات ، المنشآت الرياضية الأولمبية ، الجامعات ، الطرق…) وهي كلها إنجازات اعترف بها الأمين العام للأمم المتحدة.
وتابع الدبلوماسي أن المملكة منخرطة على الصعيد الدولي في “تفاعل بناء وإرادي ومستدام” مع منظومة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بكافة مكوناتها، مضيفا أن المغرب استقبل خلال السنوات الماضية أزيد من 13 زيارة، بما في ذلك في الصحراء، لمكلفين بمهام حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
وقال إن الأمر يتعلق ب “أكبر عدد من الزيارات لدولة في المنطقة”، مضيفا أن المملكة وجهت أيضا دعوة مفتوحة لجميع آليات الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، كشف السفير مناورات جماعة “البوليساريو” الانفصالية التي تلجأ باستمرار إلى ادعاءات “لا أساس لها” وأخبار كاذبة في محاولة لتضليل المجتمع الدولي بشأن أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء المغربية.
وفي هذا السياق، شدد على أن قرارات مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك القرار رقم (2602) الذي تم تبنيه في 29 أكتوبر الماضي ، يشكل الرد “الأمثل” على هذه الأكاذيب، مشيرا إلى أن الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة تشيد من خلال هذه القرارات بتفاعل المغرب مع المساطر الخاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذلك دور اللجان الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في الداخلة والعيون.
وقال السيد هلال إنها تبرز أيضا المبادرات التي اتخذها المغرب لفائدة تعزيز وحماية هذه الحقوق في الصحراء، مؤكدا أن المغرب بلد ملتزم “بقوة” بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في جميع أراضيه، بما في ذلك أقاليمه الجنوبية.
و.مع/ح.ما