أكد رئيس معهد أماديوس، إبراهيم الفاسي الفهري، أمس الخميس بالداخلة، أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة الكاملة والتامة للمغرب على صحرائه جاء في سياق دينامية دولية مواتية لترسيخ هذه السيادة.
وقال الفاسي الفهري، خلال مائدة مستديرة في إطار الدورة الأولى من منتدى “المغرب الدبلوماسي- الصحراء”، المنظم بمبادرة من المجموعة الإعلامية ” Maroc Diplomatique “، إنه” كنتيجة مباشرة لقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، جاء الاعتراف الأمريكي في سياق دينامية دولية مواتية لترسيخ سيادة المغرب على صحرائه”.
وشدد رئيس معهد أماديوس ،خلال هذه المائدة المستديرة التي نظمت حول “الجيو-استراتيجية والانفتاح الدبلوماسي للأقاليم الجنوبية”، على أن الاعتراف الأمريكي جاء أيضا في سياق دينامية داخلية حقيقية ، جسدتها الاستثمارات الكبيرة في الأقاليم الجنوبية ، وتضاعف أقطاب التميز ، واعتماد النموذج التنموي الجديد لهذه المناطق ، من بين أمور أخرى.
ولدى تطرقه لهذه الدينامية، أشار إبراهيم الفاسي الفهري أولا إلى افتتاح عدد من القنصليات ، مبرزا ، في هذا الاطار، إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها فتح قنصلية في الداخلة.
وبعد أن أشار إلى تضاعف عدد القنصليات العامة في الأقاليم الجنوبية ، والتي يبلغ عددها اليوم 24 قنصلية، أكد أن الأمر يتعلق بالتعبير الأكثر واقعية ووضوحا في مجال دعم سيادة المغرب.
وسلط السيد الفاسي الفهري الضوء، ثانيا ،على الديناميات الإيجابية داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من خلال التأكيد الثابت لسمو المخطط المغربي للحكم الذاتي ، وتكريس الجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب ، بالإضافة إلى رفض الخيارات التي عفا عنها الزمن ، بما في ذلك الاستفتاء الذي لم يشر إليه منذ أكثر من 20 عاما. وهو إقرار تم تأكيده مرة أخرى بالقرار 2602.
وأكد رئيس معهد أماديوس، ثالثا، على الدعم الدولي الكبير للتدخل المشروع للقوات المسلحة الملكية في الكركرات ، في 13 نونبر 2020 ، لوضع حد للعرقلة غير القانونية التي تقوم بها مليشيات البوليساريو المسلحة أمام تنقل البضائع والأشخاص.
وتابع أن هذا العرقلة اعتبرت أيضا انتهاكا صارخا لوقف إطلاق النار من قبل الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير في أكتوبر حول هذه القضية.
وأضاف السيد الفاسي الفهري بأن اعتراف الولايات المتحدة يعد ثمرة مسلسل بدأ في ظل إدارة كلينتون والتي ، في وقتها ، شجعت مخطط الحكم الذاتي كمبادرة إيجابية.
وهذا الدعم نفسه للحكم الذاتي، يضيف الفاسي الفهري، عبرت عنه أيضا إدارة بوش للخروج من المأزق الناجم عن خطة بيكر 2 ، غير القابلة للتطبيق، مشيرا إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أكد على أن الاعتراف الأمريكي هو نتيجة طبيعية، للدعم المتواصل، للإدارات الأمريكية السابقة.
ويرى السيد الفاسي الفهري أن الاعتراف الأمريكي جاء ليكافئ أيضا شريكا متميزا. وحرص على التأكيد أنه “هل يجب التذكير بأن المغرب حليف رئيسي خارج حلف الناتو منذ 2004 ، وأنه الوحيد في إفريقيا الذي يستفيد من اتفاقية التجارة الحرة وأنه ، على وجه الخصوص ، من خلال التمرين العسكري “الأسد الافريقي” ، فهو يعتبر بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية شريكا رئيسيا في التعاون الأمني والعسكري بالمنطقة “.
ويعتبر معهد أماديوس، الذي أسسه إبراهيم الفاسي الفهري في 2008، مؤسسة فكرية مغربية مستقلة مقرها بالرباط. لها وظيفة مزدوجة: التحليل وخلق النقاشات. ويمثل المعهد اليوم مختبرا للأفكار وفضاء للنقاش بامتياز. ويعد المعهد مركزا للتفكير والمشورة والحوار والاقتراح والتشاور ، ولكنه أيضا منبرا للتبادل وإجراء اللقاءات وإرساء التعاون بين الشمال والجنوب وبين بلدان الجنوب.
وت عقد أشغال الدورة الأولى لمنتدى “المغرب الدبلوماسي- الصحراء” تحت شعار “الأقاليم الجنوبية: انفتاح دبلوماسي كبير وسبل جديدة للتنمية”.
ويتوخى هذا المنتدى السنوي جمع متدخلين مرموقين، وصناع قرار، ومحللين وخبراء، بحضور جمهور مهتم، لمناقشة مواضيع تهم تنمية الأقاليم الجنوبية ودورها باعتبارها مركزا إفريقيا وبوابة على العالم.
و.مع/ح.ما