الإيسيسكو تستعرض حصيلة إنجازاتها في الذكرى السادسة والثلاثين لتأسيسها

0

احتفلت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أمس الخميس، بالذكرى السادسة والثلاثين لإنشائها، حيث تم في الثالث من ماي 1982 الإعلان عن تأسيسها من طرف الدول الثماني والعشرين الأعضاء في المؤتمر التأسيسي الذي عقد في مدينة فاس، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله.

وأوضحت المنظمة في بلاغ لها اليوم الجمعة، أن هذه الذكرى تحل “في ظل التقدم الواسع المطرد الذي تعرفه الايسيسكو، وفي أجواء النجاح الكبير الذي تحرزه في تحقيق أهدافها السامية، وفي أداء رسالتها الحضارية”. وأشارت إلى أن تأسيس الإيسيسكو مع مطلع القرن الخامس عشر الهجري، كان نقلة نوعية في العمل الإسلامي المشترك في إطار منظمة التعاون الإسلامي التي كان اسمها آنذاك (منظمة المؤتمر الإسلامي)، أعطت للتضامن الإسلامي مفهوما متطورا يتناسب مع المتغيرات التي يعرفها العصر، خاصة في المجالات التي تدخل في دائرة اهتماماتها، وهي الأكثر حيوية في بناء النهضة الشاملة على أقوى القواعد، للانتقال بالعالم الإسلامي إلى مرحلة جديدة تعتمد المناهج العلمية الحديثة وسائل لتحقيق التقدم وأدوات للنهوض الحضاري، وصولا إلى امتلاك الشروط العلمية للولوج إلى مجتمع المعرفة.

وأبرزت المنظمة أنها تطورت خلال السنوات الست والثلاثين الماضية، على جميع المستويات، سواء من حيث عدد الدول الأعضاء، أو من حيث تحديث الإدارة وتجديد أساليب العمل فيها وفقا لأحدث المتغيرات في هذا المجال الحيوي، والتنظير المنهجي للمهام المنوطة بها والتخطيط العلمي الذي يستشرف آفاق المستقبل للعمل الذي تنهض به.

وسجلت في هذا الصدد، أنها وضعت ست عشرة استراتيجية غطت مجالات اختصاصها، شكلت خريطة طريق سارت في ضوئها نحو أهدافها، فحققت إنجازات مهمة، وراكمت مكاسب ذات قيمة عالية، وقدمت خدمات كبرى، في دائرة اختصاصاتها، للدول الأعضاء التي وصل عددها اليوم إلى 54 دولة، بعد أن كان في بداية التأسيس 14 دولة، وأحرزت نجاحات كبيرة في تنفيذ خطط العمل الثلاثية التي بلغت اليوم 13 خطة عمل، وثلاث خطط عمل متوسطة المدى أقرها المؤتمر العام الذي يجتمع مرة كل ثلاث سنوات. كما اعتمد المجلس التنفيذي للإيسيسكو في دورته الثامنة والثلاثين مشروع الخطة متوسطة المدى (2019-2027) ومشروع الخطوط العريضة لخطة العمل الثلاثية (2019-2012).

وأكدت المنظمة أنها تخدم برؤية مستنيرة وبإدارة متطورة وبروح عالية من الإحساس بالمسؤولية، الأهداف التي حددها لها ميثاقها، والتي تجمع بين تقوية التعاون وتشجيعه وتعميقه بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، والنهوض بهذه المجالات في إطار المرجعية الحضارية للعالم الإسلامي، وفي ضوء القيم والمثل الإنسانية الإسلامية، وبين تدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولاسيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال. كما تسعى المنظمة -يضيف البلاغ- إلى التعريف بالصورة الصحيحة للإسلام والثقافة الإسلامية وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، والعمل على نشر قيم ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان وفقا للمنظور الحضاري الإسلامي، وتشجيع التفاعل الثقافي ودعم مظاهر تنوعه في الدول الأعضاء، مع الحفاظ على الهوية الثقافية وحماية الاستقلال الفكري.

وتابع المصدر ذاته أن الإيسيسكو تهدف إلى تدعيم التكامل والتنسيق بين المؤسسات المتخصصة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي في مجالات اختصاصها وبين الدول الأعضاء، وتعزيز التعاون والشراكة مع المؤسسات الحكومية المماثلة ذات الاهتمام المشترك، وإغناء الثقافة الإسلامية وإبراز خصائصها والتعريف بمعالمها في الدراسات الفكرية والبحوث العلمية والمناهج التربوية، وتعمل من أجل التكامل والترابط بين المنظومات التربوية في الدول الأعضاء، ودعم جهود المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية للمسلمين في الدول غير الأعضاء في الإيسيسكو.

واعتبر أن الحضور القوي للإيسيسكو في ساحات العمل الإسلامي المشترك، وعلى أصعدة العمل الدولي في هذه المجالات، يعزز حضور العالم الإسلامي في الساحة الدولية، باعتباره كتلة حضارية ذات رسالة إنسانية تخدم السلام والوئام والعيش المشترك بين جميع الأمم والشعوب.

وفي هذا الصدد، عبر المدير العام للايسيسكو، عبد العزيز بن عثمان التويجري، عن شكره وتقديره الكبيرين لقادة الدول الأعضاء على دعمهم للايسيسكو، وإيمانهم برسالتها الحضارية، وخص بالشكر المغرب، دولة المقر، على ما تخص به الايسيسكو من دعم ومساندة منذ سنة 1982 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.