غابة بنسليمان: تنوع إيكولوجي وثروة نباتية وحيوانية تحتاج إلى مزيد من العناية

0

توفر غابة بنسليمان، التي تقدر مساحتها الترابية بـ 240 ألف هكتار ، والغابوية بنحو 58 ألف هكتار، فضاءات خضراء تنضح بتنوع إيكولوجي وثروة نباتية وحيوانية تحتاج إلى مزيد من العناية.

وتتوزع مجالات هذه الغابة على جماعات الشراط، وبنسليمان ، وعين تيزغة ، وسيدي بطاش، وبئر النصر، والمنصورية ، والزيايدة وأحلاف، وهي امتداد طبيعي لغابة المعمورة، مما يستوجب الحفاظ على هذا النظام الإيكولوجي وتحصينه من كل عوامل التدهور والتردي .

ويتوفر المجال الغابوي بإقليم بنسليمان، على العديد من المناطق السياحية ومن أهمها عين الدخلة، وعين لقصب وعين سفرجلة (جماعة عين تيزغة)، وواد النفيفيخ (جماعة المنصورية) وسد الواد المالح (جماعة مالين الواد)، وواد الشراط (جماعة الشراط ).

وبالإضافة إلى هذه المواقع، فإن غابة بنسليمان تضم مواقع صخرية رائعة كـ (صخرة النمرة، وصخرة بوشويطينة، وصخرة الغار، وصخرة بلكراري ..)، إلى جانب عدد من المغارات التي تشكلت إما طبيعيا أو عبارة عن مقالع ومناجم قديمة، مثل منجم الغار الأخضر الموجود بدوار طرفاية (بجماعة الزيايدة )، والذي كان منجما لاستخراج الحديد في عهد الاستعمار، وأيضا غار البارود بعين الدخلة، وكان يستعمل من طرف المقاتلين كمخزن للأسلحة والمؤن.

كما أن هناك ضايات تنتشر بغابات الإقليم، وهي تعتبر مناطق رطبة، وتشكل أوساطا لنمو أنواع نباتية نادرة ونباتات عطرية عديدة تدخل في إنتاج مجموعة من الأدوية.

وتمثل تلك الضايات حوالي 2 في المائة من مساحة الإقليم، إذ يفوق عددها 200 ضاية، ويبقى من أهمها ضاية “بخوش”، وتمتد في أوج امتلائها بالأمطار على مساحة 40 هكتار، وتكون على موعد سنوي مع الطيور المهاجرة حيث تجد فيها الطعام والشراب.

إضافة إلى ذلك هناك ضاية صخرة النمرة ، والتي تمتد عند وفرة التساقطات على مساحة 20 هكتار، وضاية الكريمة التي تمتد على مساحة 5 هكتارات، وضاية دوار العيون، على مساحة 5 هكتارات، إضافة إلى ضايات الترب، وميلحة وغيرها .

وتلعب هذه الضايات دورا إيكولوجيا مهما، فهي مكان عيش للعديد من الكائنات الحية من حشرات وقشريات وبرمائيات ورخويات، وديدان، وطحالب، ونباتات زهرية، تعيش لذاتها أو تساهم في حفظ التنوع من خلال كونها تدخل في إطار سلسلة غذائية محكمة التنوع ، لفائدة طيور وحيوانات متنوعة يشدها للعيش تنوع الغابة.

وعلاوة على أن الضايات تشكل موردا مائيا لكافة الكائنات الحية بالغابة، وتضمن بقاء الرطوبة لمدة أطول، فإنها تساعد على نمو أنواع نباتية نادرة وأخرى مهددة بالانقراض، زهرية وطبية، منها ما ينمو مع وجود مائها ، ومنها ما ينمو ويعيش بعد جفاف مائها، ولعل أهم هذه النباتات والأكثر ندرة “ليبيانوديفلورا”، و” ليتروم تيموفوليا.

أما بالنسبة إلى التنوع الحيواني، فغابة بنسليمان تضم حوالي 700 نوع تقريبا منها الخنزير البري، وابن أوى، والثعلب، أما في ما يخص الطيور فنذكر الهدهد، والصقر، وطائر الحسون ، غير أن غابة بنسليمان، تضم بين أشجارها أندر الطيور وهو طائر الدراج ذو الظفرين الذي لا يوجد في أي منطقة بالعالم، وقد تم تصنيفه من قبل علماء البيئة بأنه طائر في طريق الانقراض.

ويعاني المجال الغابوي لإقليم بنسليمان من عدة إكراهات، منها الكثافة العالية للغابات وقابلية الأصناف المتواجدة للاشتعال كأشجار البلوط الفليني والصنوبريات والأعشاب الثانوية. فالغطاء الغابوي يتعرض لضغط بشري، وهو ما يحتم اتخاذ الحذر اللازم لتفادي الحرائق.

على أن توالي فترات الجفاف خلال السنوات الأخيرة أدت إلى إضعاف الغابات وجعلها أكثر حساسية .

و.مع/ح.ما

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.