استحقاقات 8 شتنبر: المغرب قدم دروسا بليغة في احترام التعددية الحزبية والالتزام بمبادئ دستور 2011

0

 أكد المحلل السياسي، عـتيـق السعيد أن المغرب قدم من خلال نتائج استحقاقات 8 شتنبر دروسا بليغة في احترام التعددية الحزبية وحرية الاختيار السياسي والالتزام بمبادئ وروح دستور 2011.

وأبرز السيد السعيد، في قراءة لنتائج المحطة الانتخابية ل8 شتنبر، أن صناديق الاقتراع أكدت إرادة المواطن في ممارسة حقه الدستوري، بكل حرية، وتمتعه بالشرعية الكاملة في الاختيار التمثيلي، كما وجهت رسائل قوية لكافة الهيئات الحزبية من أجل العمل الجاد والمسؤول خدمة لقضايا الوطن والمواطنين، مفادها أن ” المواطن قادر في الوقت نفسه على وضع الثقة في هيئة حزبية معينة، وسحبها من هيئة أخرى “.

واعتبر أن تدبير استحقاقات 8 شتنبر على المستوى التنظيمي كان ناجحا بجميع المقاييس، حيث جرى الاقتراع في احترام للقواعد الدستورية والنصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالانتخابات والمستجيبة للمعايير الدولية، رغم تزامنها مع ظرفية استثنائية تمثلت في التحديات المرتبطة بالأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد-19.

وأكد ،في هذا الصدد، أن المغرب برهن من خلال هذه الاستحقاقات على الإرادة القوية والوعي الجماعي المشترك بأهمية هذا الحدث الديمقراطي في مسار توطيد الصرح الديمقراطي، بما يواكب التحولات والتطورات المتسارعة التي تشهدها المملكة بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وهكذا، يضيف المحلل السياسي، شكل نجاح هذه الاستحقاقات مدخلا هاما وضروريا في مرحلة تنموية تقتضي من الجميع الانخراط في المجهودات الرامية إلى تجديد النخب السياسية بالمؤسسات التشريعية ، والحرص على جعلها قادرة على الإسهام في رفع التحديات المطروحة لتحقيق التنمية المنشودة .

وسجل أن كافة مراحل هذه الاستحقاقات مرت في أحسن الظروف، وفي احترام تام للمساطر القانونية، وذلك على الرغم من إجراء الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية، في نفس اليوم، “وهو ما شكل تحديا تدبيريا تمكن المغرب من كسبه باقتدار وبحس وطني مسؤول يؤسس لمرحلة جديدة تضع الانتخابات، وفقا للتوجيهات الملكية السامية، في مناخ ديمقراطي تسوده المنافسة العادلة والشريفة ويضمن تخليق المسلسل الانتخابي”.

من جهة أخرى، اعتبر المحلل السياسي أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية والجهوية البالغة 50.18 في المئة تكتسي دلالات عميقة، ابرزها الاهتمام المتزايد لمختلف الفئات العمرية، وخاصة الشباب، بالمشاركة في العملية الانتخابية التي تعتبر مدخلا من مداخل ترسيخ الديمقراطية وآلية فعالة لتجديد النخب و تفعيل المشاريع و الأوراش التنموية على المستوى الترابي.

وسجل، بهذا الخصوص، أن المشاركة الكثيفة بالأقاليم الجنوبية للمملكة تعد إشارة قوية على متانة روابط التشبث القوي والمستدام لأبناء الصحراء ببلدهم وحرصهم الدائم على الانخراط الميداني في اختيار مؤسساتهم المنتخبة.

كما أشار المحلل السياسي إلى أن الانتخابات تميزت بحضور عدة منظمات وهيئات دولية، ممثلة في 129 ملاحظا أجنبيا، تابعوا سير العملية الانتخابية في مختلف جهات المملكة، كما عرفت مواكبة واسعة لوسائل الإعلام الدولية والعربية، واهتماما كبيرا لمختلف الوسائط التواصلية، “التي أشادت بشفافيتها ونزاهتها وبما حققه المغرب من نجاح يضعه كنموذج فريد في مجال تعزيز وترسيخ الانتقال الديمقراطي بين دول المنطقة”.

وخلص المحلل السياسي إلى أن نجاح هذه الانتخابات يعد حافزا على إفراز نخب سياسية مؤهلة وقادرة على تفعيل الأوراش والمبادرات الاجتماعية والاقتصادية، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس.

الحدث/ماب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.