العمل من أجل مكافحة الأزمة المناخية لا يمكنه الانتظار حتى انتهاء الوباء

0

أفاد تقرير نشرته المجلات الطبية الرئيسية في العالم، اليوم الاثنين، أنه رغم وباء “كوفيد-19″، لا يمكن للعالم تأجيل الإجراءات “العاجلة” التي يجب اتخاذها لمكافحة الاحترار المناخي وتدمير الطبيعة، العاملان اللذان يهددان صحة البشر.

وذكرت افتتاحية نشرت في أكثر من 220 مجلة طبية رائدة من بينها “ذي لانسيت” و”بريتيش ميديكل جورنال” و”ناشونال ميديكل جورنال أوف إنديا”، إن “صحة البشر تضررت بالفعل جراء ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتدمير الطبيعة”.

ومنذ عصر ما قبل الثورة الصناعية، ارتفعت درجة الحرارة العالمية بنحو 1,1 درجة مئوية، ما أدى إلى تداعيات خطيرة على صحة الإنسان.

وأضافت “تسببت درجات الحرارة المرتفعة بزيادة حالات الإصابة بالجفاف ومشاكل الكلى وأورام جلدية خبيثة والتهابات ومشكلات عقلية ومضاعفات في الحمل وحساسية ووفيات وأمراض قلب وأوعية الدموية وأمراض رئوية”، بالإضافة إلى تراجع الإنتاج الزراعي، ما أدى إلى تباطؤ جهود مكافحة سوء التغذية.

وحسب الافتتاحية، ليست هذه التداعيات التي أصابت الفئات الأكثر ضعفا بشكل أكبر (الأقليات والأطفال والمجتمعات الأكثر فقرا…) إلا البداية.

وتابعت أن ارتفاع الاحترار العالمي بمعدل 1,5 درجة مئوية بحلول 2030 وفق تقرير خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ المنشور في أوائل غشت، واستمرار فقدان التنوع البيولوجي “قد يؤديان إلى أضرار كارثية لا رجعة فيها على الصعيد الصحي”.

وشدد مؤلفو هذه الافتتاحية، التي نشرت قبل شهرين من مؤتمر الأطراف “كوب 26” الحاسم في غلاسكو، على أنه “رغم انشغال العالم بجائحة كوفيد-19، لا يمكننا الانتظار حتى ينتهي الوباء لخفض انبعاثات غازات الدفيئة بسرعة”.

وعلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في بيان أن “أخطار تغير المناخ قد تفوق أخطار أي مرض. سينتهي وباء “كوفيد-19″، لكن ليس هناك لقاح مضاد لأزمة المناخ. كل خطوة تتخذ للحد من الانبعاثات والاحترار تقربنا من مستقبل أكثر صحة وأمانا”.

وبالإشارة إلى المبالغ “غير المسبوقة” التي أنفقت أثناء الجائحة، دعت المجلات الطبية إلى زيادة كبيرة في التمويل المخصص لحماية الكوكب.

وإلى جانب التمويل، طالبت بـ “تغيير جوهري في طريقة تنظيم مجتمعاتنا واقتصاداتنا وفي طريقة حياتنا” : إصلاح أنظمة النقل والأنظمة الصحية وطرق إنتاج الغذاء و”ما إلى ذلك”.

وّ.مع/ح.ما

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.