دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، السيد سعد الدين العثماني، اليوم الثلاثاء بالرباط، إلى إعادة الثقة في العمل السياسي وفي الأحزاب السياسية بغية تعزيز الانخراط في العملية الانتخابية.
وأكد السيد العثماني، الذي حل ضیفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، لمناقشة موضوع “حزب العدالة والتنمية وانتخابات 2021.. هل دقت ساعة تقديم الحصيلة؟”، أن إعادة الثقة في العمل السياسي يعتبر من أهم محاور البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية، مشددا على ضرورة تعزيز الثقة بين المواطنين والأحزاب السياسية في أفق إنجاح الاستحقاقات المقبلة.
وبعد أن اعتبر أن “السياسة بدون ثقة لن تكون مجدية بالنسبة للبلاد”، أبرز السيد العثماني أهمية تظافر جهود جميع الفاعلين، بدء من الإعلام والأحزاب السياسية والحكومة والدولة ووصولا إلى المجتمع المدني والمواطنين، لتعزيز الانخراط في المشهد السياسي وإثراء النقاش “الصريح والمفيد”.
وسجل السيد العثماني في هذا الصدد، أن ضعف المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية يعد تحديا كبيرا في جميع الديمقراطيات العالمية، وأن العمل على رفع نسبتها يقوم بالأساس على إعادة الثقة للعمل السياسي من خلال جذب اهتمام المواطنين إليه، محذرا من مخاطر “المال الانتخابي والترحال السياسي”.
واعتبر السيد العثماني، في السياق نفسه، أن اعتماد القاسم الانتخابي وإلغاء العتبة سيساهم في زيادة تشتت المشهد السياسي والحزبي، وسيعقد مهمة التحالفات بين الأحزاب.
وأضاف أن القاسم الانتخابي “غير ديمقراطي، إذ لا يأخذ نسبية المقاعد مقارنة مع أصوات المواطنين”، ويساهم في “تبخيس العمل السياسي وتقليص ثقة المواطن في العملية الانتخابية التي لم تعد حاسمة”، مشيرا إلى أن الهدف منه هو “تسقيف نتائج حزب معين” وتقليص حظوظه في الانتخابات المقبلة.
وبخصوص رهان الأحزاب السياسية للرفع من التمثيلية السياسية للمرأة، أكد السيد العثماني أن حزبه واحد من الأحزاب القليلة التي تضم وكيلات للوائح المحلية، إضافة إلى اللوائح الوطنية والجهوية، مبرزا أن حزب العدالة والتنمية “سيبرهن على هذا التوجه مرة أخرى في الاستحقاقات القادمة”.
وسجل، في هذا السياق، أن البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية يحمل “نفحة تجديدية” ويبني على الإصلاحات التي تمت وعلى مواصلة تنفيذها في المستقبل للارتقاء بالمغرب في المستقبل، مشيرا إلى أن المحطات السابقة أظهرت أن حزب العدالة والتنمية “من الأحزاب الأكثر تجددا” في المشهد السياسي.
وعن عملية اختيار حزب العدالة والتنمية لمرشحيه في الاستحقاقات المقبلة، قال السيد العثماني إن “الحزب ديمقراطي وحي ومفتوح للنقاش”، موضحا أن عملية الاختيار تتم عبر تفعيل مسطرة كاملة تمكن من إشراك أكبر قدر ممكن من أعضاء الحزب المعنيين بالترشيح، بدء من لجان ترشيح محلية مرورا بلجان ترشيح إقليمية وجهوية وصولا إلى هيئة التزكية التي تشكلها الأمانة العامة للحزب.
وحول التحالفات التي يمكن أن يعقدها حزب العدالة والتنمية في أفق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، اعتبر السيد العثماني أنه “من السابق لأوانه الخوض في هذا الأمر حاليا”، مؤجلا الحديث عنها إلى ما بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات.
يشار إلى أن ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، الذي یعد فضاء للنقاش حول المواضیع الراهنة في مجالات السیاسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع، يشهد مشاركة ممثلي السلطات العمومیة وشخصیات من مختلف الآفاق، إلى جانب ممثلي وسائل الإعلام الذين تمت دعوتهم.
و.مع/ح.ما