رئيس منظمة مؤسسات التعاضد بالأمريكيتين: ريادة المغرب قاريا في مجال التعاضد جعلت المملكة نموذجا يحتذى بالنسبة للعديد من بلدان العالم

0

أكد رئيس منظمة مؤسسات التعاضد بالبلدان الأمريكية، السيد ألفريدو سالغيانو أن ريادة المغرب على مستوى القارة الافريقية في مجال التعاضد جعلت المملكة تصبح نموذجا يحتذى بالنسبة للعديد من بلدان العالم.

واعتبر سالغيانو، الذي حل ضيفا على اللقاء الدوري الذي نظمه، اليوم الجمعة ببونيوس أيريس، قطب وكالة المغرب العربي للأنباء بأمريكا الجنوبية لتسليط الضوء على موضوع “التعاون جنوب جنوب في مجال التعاضد: المغرب همزة وصل أساسية بين إفريقيا والأمريكتين”، أن ريادة المغرب قاريا في مجال التعاضد جعلت المملكة تصبح نموذجا يحتذى بالنسبة للعديد من بلدان العالم، لا سيما وأن القطاع بات يكتسي أهمية كبرى في ظل التحولات التي يشهدها العالم على مختلف الأصعدة.

وقال في مداخلته، خلال هذا اللقاء، المنظم بالتزامن مع انعقاد المنتدى القاري التاسع للتعاضد بالعاصمة الأرجنتينية، وذلك بمشاركة مغربية “لقد زرت المغرب في العديد من المناسبات ويمكنني أن أؤكد أن المملكة تتوفر على نظام للتعاضد يضاهي أكثر الأنظمة تقدما في بلدان أمريكا اللاتينية، والأدل على ذلك هو أن المغرب يتولى منذ 2009 رئاسة الاتحاد الافريقي للتعاضد الذي يتخذ من العاصمة الرباط مقرا له”.

وأضاف أن التعاون في مجال التعاضد بين افريقيا والبلدان الأمريكية، حيث تشكل فيه الارجنتين والمغرب قطبين أساسيين، يعود إلى نحو عقد من الزمن، مذكرا في هذا السياق بالتوقيع على اتفاقية شراكة بين الاتحاد الافريقي للتعاضد ومنظمة مؤسسات التعاضد بالبلدان الأمريكية سنة 2010 وهو ما مهد، برأيه، الطريق أمام تبادل التجارب والخبرات وتنظيم دورات تكوينية لفائدة أطر المنظمتين القاريتين.

وسجل أن التعاون جنوب-جنوب للاتحادين التعاضديين وجد له مكانا خصبا لا سيما في المحافل الدولية، مشيرا إلى أن المغرب والأرجنتين بصما على تعاون ناجح ومثمر بين الاتحاد الافريقي للتعاضد و منظمة مؤسسات التعاضد بالبلدان الأمريكية. كما شدد بالمناسبة على أن تعزيز التعاضد يظل أفضل السبل للنهوض بتحقيق التنمية المستدامة بالنسبة لشعوب المنطقتين.

ولاحظ رئيس منظمة مؤسسات التعاضد بالبلدان الأمريكية، أن التعاون بين المنظمتين قد تجاوز الحدود من أجل الانطلاق نحو أفق أرحب مع الاعداد لاحداث اتحاد عالمي للتعاضد سيرى النور قريبا وستنضوي تحت لوائه جميع بلدان العالم من القارات الخمس، على أساس أن يتم أيضا توسيع دائرة التعاضد لتشمل إلى جانب الصحة مجالات أخرى كالتعليم والتربية والسكن والسياحة وغيرها.

وأكد خلال هذا اللقاء، الذي تميز أيضا بحضور ثلة من الخبراء الدوليين في مجال التعاضد، أن التعاون بين افريقيا والأمريكتين في هذا المجال مازال ينتظره مسار طويل من العمل الجاد من أجل تحقيق ازدهار شعوب المنطقتين.

وقال إنه سيكون حدثا تاريخيا الاعلان عن تأسيس الاتحاد العالمي للتعاضد يوم 5 يوليوز المقبل، حيث من المرتقب أن تنعقد الجمعية التأسيسية لهذا الاتحاد بمقر الأمم المتحدة بجنيف.

ومن جهته، اعتبر السيد عبد المولى عبد المومني، رئيس الاتحاد الافريقي للتعاضد، أن تأسيس هذا التحالف التعاضدي سيشكل ولادة عهد جديد في ما يخص التعاضد، وذلك من أجل النهوض بالشان الاجتماعي وتمكين الاقتصاد الاجتماعي التضامني من تطوير نفسه اعتمادا على ركائز أساسية ووفقا لأهداف محددة، مشيرا إلى أن التعاضد يكتسي أهمية بالغة في تعزيز التنمية المستدامة بشكل عام.

وسجل أن هذه الشراكة النموذجية بين المنظمتين القاريتين هي التي تدفع حاليا في اتجاه تأسيس اتحاد تعاضدي عالمي لا يقتصر فقط على المجال الصحي، بل يشمل مجالات أخرى من قبيل الفلاحة والتعليم والصيد البحري والصناعة التقليدية وغير ذلك من المجالات لأن “التنمية البشرية المنشودة سواء في البلدان الافريقية أو الامركية ليست حكرا على مجال الصحة فحسب”.

و شدد على أهمية الشراكة التي تجمع الاتحاد الافريقي للتعاضد و منظمة مؤسسات التعاضد بالبلدان الأمريكية والتي تندرج في إطار التعاون جنوب جنوب، داعيا إلى إثراء التعاضد وتعزيزه في إفريقيا والأمريكتين لكون ذلك أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المطروحة اليوم أمام شعوب القارتين.

كما أبرز بالمناسبة، أن الاهداف الموحدة والرؤية المشتركة التي تجمع المنظمتين، خاصة في ما يتعلق بتحقيق التنمية المستدامة، شكلت عاملا دفع الاتحادين إلى العمل على استغلال المؤهلات التي تتوفر عليها بلدان القارتين لتحقيق الأهداف المتوخاة، معتبرا أن المغرب يمثل حلقة أساسية في هذه المعادلة بالنظر إلى كون نموذجه التعاضدي يعتبر رائدا على المستوى القاري.

وبعد أن استعرض السيد عبد المومني، الذي يشغل أيضا منصب رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، التجربة المغربية في مجال التعاضد أكد أنه طبقا للتوجيهات الملكية السامية فقد وضع المغرب التغطية الصحية في صلب أولويات مخطط التنمية المستدامة، وذلك، على الخصوص، من خلال اتخاذ خطوات مهمة لتحسين الولوج إلى الرعاية الصحية لفائدة جميع المواطنين، مذكرا بأنه من أجل توسيع نطاق الحماية الاجتماعية، أطلقت المملكة في 18 غشت 2005 التأمين الصحي الإجباري.

وعبر رئيس الاتحاد الافريقي للتعاضد، عن اعتزازه بأن المغرب تمكن من أن يوصل للبلدان الأمريكية رؤية افريقيا ومنتوجها التعاضدي خاصة في مجال الاقتصاد الاجتماعي، مشيرا إلى أن النموذج المغربي في مجال التعاضد، له من المزايا التي جعلته محط إشادة ليس فقط على المستوى القاري بل حتى على المستوى الدولي.

ويندرج هذا الموعد في إطار اللقاءات الدورية التي دأب قطب الوكالة بأمريكا الجنوبية على تنظيمها من أجل خلق فضاء لمناقشة مختلف القضايا الراهنة المحلية والإقليمية.

ويعمل قطب الوكالة بأمريكا الجنوبية، الذي يتخذ من العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس مقرا له، على تنظيم لقاءات بشكل دوري، بحضور مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية، تستضيف فعاليات وشخصيات من مشارب مختلفة، لا سيما من عالم السياسة والثقافة والاقتصاد والإعلام والرياضة، لتسليط الضوء على مواضيع تكتسي طابع الراهنية، وأخرى تهم العلاقات المغربية الأمريكية اللاتينية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.