تخليد ذكرى استرجاع سيدي إفني مناسبة لاستحضار المواقف البطولية لأبناء المنطقة

0

قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، إن تخليد الذكرى ال 52 لاسترجاع سيدي إفني إلى أحضان الوطن، مناسبة لاستحضار المواقف البطولية لأبناء هذه المنطقة المجاهدة.

وأشار السيد الكثيري ، في كلمة ألقاها عن بعد، خلال مهرجان خطابي نظم اليوم الأربعاء بسيدي إفني، إلى أن تخليد هذه الذكرى المجيدة هو مناسبة “لتجديد العهد وصلة الرحم برجال ونساء كتبوا بتضحياتهم ونضالاتهم وبطولاتهم صفحات مشرقة وخالدة في سجل التاريخ الوطني”.

واستحضر المندوب السامي، في هذا السياق ، مختلف المسارات والمحطات النضالية التي سطر من خلالها أبناء قبائل أيت باعمران “أروع صورة المقاومة والنضال”، مشيرا الى المساهمة الفعالة لمنطقة سيدي إفني وبقية الاقاليم الجنوبية في الملحمة الخالدة لثورة الملك والشعب بتزويد المقاومة المسلحة بالشمال بالسلاح والذخيرة ، وكذا دورها الهام في معركة التحرير بتعزيزها للخلايا الفدائية بأبطال أشداء أدهشوا بقوة شكيمتهم وقدرتهم القتالية العالية دهاقنة الاستعمار.

وبعد أن أبرز الحضور القوي لسيدي إفني إبان انتفاضة 23 نونبر 1957، قال السيد الكثيري إن أبناء المنطقة هبوا لخوض غمار المعارك الضارية التي دارت رحاها بالمنطقة والتي حقق فيها المجاهودن الباعمرانيون نصرا وألحقوا بالعدو الهزيمة تلو الأخرى، كما تفاعلت هذه الربوع المجاهدة ، مع كافة المحطات النضالية للشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد لاستكمال مسلسل التحرير الذي أعلن عنه جلالة المغفور له محمد الخامس في خطابه التاريخي بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958.

وأشار إلى أن الوجود الاستعماري الإسباني بمدينة سيدي إفني لم يكن بقصد الاستغلال الاقتصادي فحسب بل كان المستهدف في المقام الأول هم الأهالي إذ استغل المستعمر تواجده بالمنطقة ليزج بأبناء المدينة في أتون الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، كما قام بمحاولات يائسة، دون جدوى، لطمس هوية المنطقة وجعلها منطقة اسبانية خاضعة له من خلال إرغام الباعمرانيين منذ سنة 1947 على حمل الجنسية الإسبانية .

من جهة أخرى، ذكر السيد الكثيري، بمواصلة مسيرات البناء والتشييد الشاملة والمستدامة والدامجة وإرساء أسس دولة الحق والقانون والمؤسسات في العهد الجديد والزاهر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، والانغمار في مسلسل التقدم والازدهار والتنمية للأقاليم الصحراوية لتصبح أقطابا تنموية جهوية وقاطرة للتنمية الشاملة .

بدورهم، اعتبر عدد من المتدخلين خلال هذا اللقاء الذي نظمته النيابة الاقليمية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير بسيدي افني ، بشراكة مع منتدى إفني أيت باعمران للتنمية والتواصل ، ومؤسسة أيت بعمران للثقافة والعلوم ، ومركز “أزايكو” للدراسات والابحاث في التاريخ والعلوم الاجتماعية، أن هذه الذكرى محطة مضيئة في مسيرة كفاح أبناء قبائل ايت باعمران من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة.

وأشاروا إلى أن هذه الذكرى التي شكلت منعطفا مفصليا في مسار الكفاح الوطني، ستبقى معلمة وضاءة لاستحضار أرواح شهداء ملحمة الاستقلال والوحدة .

وفي نهاية هذا اللقاء ، جرى تكريم سبعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم سيدي إفني تقديرا لما قدموه من التضحيات الجسام في سبيل تحرير البلاد من الاستعمار.

كما تم توزيع إعانات مالية على عدد من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير بما مجموعه 145 الف درهم والتي ستوزع على شكل دفعات.

وبالإضافة إلى هذا المهرجان الخطابي، تنظيم ندوة علمية عن بعد ، بعنوان “ذكرى استرجاع مدينة سيدي إيفني: من قيم المقاومة إلى رهانات التنمية” .

الحدث/ومع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.