خلافات حادة بين مكونات الطبقة السياسية الجزائرية حول خيار الولاية الرئاسية الخامسة

0

حميد أقروط: دعا حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، رسميا، عبد العزيز بوتفليقة (82 سنة)، إلى الترشح لولاية خامسة على التوالي، خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2019، مما جعل الطبقة السياسية وكافة الجزائريين في حالة ذهول، وإن كان هذا الإعلان لم يفاجئ في الحقيقة أحدا، على اعتبار أنه كان متوقعا .

وقال الأمين العام للحزب، جمال ولد عباس، “إننا ندعو، نحن في جبهة التحرير الوطني، باسمي، وباسم الحكومة والشعب، السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لولاية جديدة”. وبرر الحزب الحاكم، الذي جمع، بالمناسبة، هيئته التنسيقية التي تضم وزراء ونوابا وغيرهم، هذه الدعوة إلى الاستمرارية ب”حصيلة عمل الرئيس بوتفليقة “.

ويرى البعض أن الدعوة إلى الترشح لولاية أخرى هي بمثابة دعوة إلى اغتيال آمال شعب بأكمله، وشباب تائه، ملاحظين، في هذا الصدد، أنه إذا كان الإعلان عن هذا الترشح لم يتم دفعة واحدة، فذلك خشية إثارة رد فعل جماعي وعفوي على هذا الخرق الجديد لمبدأ التناوب.

كما أن رؤساء أحزاب المعارضة لم يفوتوا الفرصة ليلاحظوا، في هذا الصدد، إنه إذا كان مبرر الحملة قد سبق الإفصاح عن الرغبة في الترشح، فلأن الطبقة السياسية والنظام منقسمان حول الحصيلة الاقتصادية والاجتماعية لحكم بأكمله، حيث يرون أن الحصيلة ستستغل لتمرير الترشيح عوض إضفاء الشرعية عليه، معللين ذلك بأن “النظام لم يعول إطلاقا على حصيلة عمله” لتسيير البلاد .

ودعت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، في هذا الصدد، رئيس الجمهورية إلى انتخاب مجلس وطني تأسيسي، قصد إيجاد مخرج للأزمة التي تعيشها البلاد. وأكدت، في رسالة موجهة مباشرة إلى رئيس الدولة، “أقولها وأكررها، إما أن نسير باتجاه مجلس وطني تأسيسي، أو نسير باتجاه ثورة”.

وبالفعل، فقد اعتبرت السيدة حنون أن “الديمقراطية السياسية في خطر”، وأن هذا المجلس قد يعيد المصداقية للمؤسسات، والاستقلالية للنقابات وللفضاءات الديمقراطية التي يعبر الشعب الجزائري عن تطلعاته إليها.

وقالت بالجلفة، حيث نشطت تجمعا خطابيا، إن “الدعوة إلى ولاية خامسة، هي دعوة لا محالة إلى الثورة، لأنه ليس هناك أي جزائري حر يمكن أن يقبل بهذا النوع من الإهانة و الاحتقار “.

من جهته، قال سعيد السعدي، الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، من مونريال حيث كان مدعوا إلى مؤتمر في إطار الدورة الثالثة للمهرجان الأمازيغي، إنه “باستثناء حدوث معجزة، فإن العهدة الخامسة للرئيس انطلقت “.

وأمام هذا الإخراج السياسي الجديد، تتفق الأحزاب السياسية والمواطنون على القول إن الذين يحكمون البلاد بضمائرهم المنعدمة، لا يمكنهم سوى أن يختزلوا تطلعات المواطنين في رغبات أولئك الذين يخشون من فقدان ذلك النزر القليل الذي يتوفرون عليه. وعبروا عن استيائهم بأنه في جزائر تركت لوحدها في مواجهه مصيرها، وتتعرض للنهب المنظم ولأطماع رجال شرهين، وعاجزة حتى على ضمان حياة كريمة أو مجرد أمل لأطفالها، فإن النظام الحالي، وبدعوته إلى ولاية خامسة، يدخل نفسه في لعبة غير محمودة العواقب .

ويلاحظ أنه لا تحذيرات المعارضة والخبراء، ولا شكاوى المواطنين، ولا بؤر التوتر الاجتماعي التي تتنامى عبر أنحاء البلاد، وفي جميع القطاعات، استطاعت أن تقنع، لحد الآن، الماسكين بزمام الحكم بضرورة التعجيل بإيجاد حل سياسي للأزمة السياسية بالبلاد .

ويعتبر البعض أنه، خلافا للوحة “الايجابية بنسبة 90 في المائة” التي يرسمها المتملقون للدفاع عن خيار ولاية خامسة، فإن حصيلة أربع ولايات رئاسية، التي يحاولون التباهي بها، غنية عن أي تعليق. وتساءلوا بنبرة ساخرة أي مبرر ما يزال بحوزة الماسكين بزمام الحكم للمرافعة وإقناع غالبية المواطنين بضرورة ولاية خامسة؟ عندما يعجزون حتى عن توفير كيس من الحليب، بعدما تم إنفاق مبالغ ضخمة وصلت إلى 1000 مليار دولار .

و م ع/الحدث

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.