أعيد، مساء أمس الخميس، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، افتتاح مسجد الحسن الثاني، والمركز الثقافي المغربي، بعد انتهاء أشغال صيانتهما وإصلاحهما.
ودعا سفير المغرب بنواكشوط، السيد حميد شبار، في كلمة خلال حفل نظم بهذه المناسبة، إلى العمل على الحفاظ والارتقاء بالموروث المشترك، الروحي والثقافي، بين المغرب وموريتانيا، باعتباره إحدى الركائز الأساسية لعلاقاتهما المتجذرة.
وقال السيد شبار، خلال هذا الحفل الذي حضره، على الخصوص، وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الموريتاني، الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب، ورئيسة جهة نواكشوط، فاطمة بنت عبد المالك، وممثلون عن وزارتي الشؤون الخارجية والثقافة الموريتانيتين، والأمانة العامة لهيئة العلماء الموريتانيين، ونخبة من العلماء والمثقفين والمفكرين والفنانين، “نحن مطالبون اليوم بالعمل على الارتقاء بالموروث الديني والحضاري والثقافي والتاريخي المشترك، خدمة للعلاقات الوجدانية والروحية الوطيدة بين البلدين الشقيقين”.
وأبرز الدور الهام الذي يضطلع به هذا المركب الديني الثقافي المغربي، باعتباره معلمة حضارية كبرى بنواكشوط، تحظى باهتمام الفاعلين الدينيين والثقافيين الموريتانيين، بمختلف مواقعهم ومشاربهم.
وأوضح أن هؤلاء الفاعلين يشاركون ويساهمون في التعريف بالرصيد الديني والحضاري والثقافي والتاريخي المشترك بين البلدين، ويحرصون دائما على تمتين جسور التواصل والارتقاء بمستوى التعاون بين المغرب وموريتانيا.
وأكد أن “طموحنا جميعا هو الحفاظ على الموروث الثقافي والروحي المشترك وتحصينه من كل شائبة، بغية الرقي به كركيزة من الركائز الأساسية التي تقوم عليها العلاقات والروابط المتجذرة بين البلدين، وذلك تماشيا مع تطلعات قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، للنهوض بالعلاقات الأخوية والمتميزة بين البلدين الشقيقين.
وذكر السيد شبار بأن المركز الثقافي المغربي بنواكشوط دأب على تنويع المادة الثقافية والمعرفية الهادفة التي يقدمها لرواده في المجال الديني والتاريخي والفكري والفني، حتى تمكن من توسيع دائرة المستفيدين من خدماته، معبرا عن استعداد سفارة المملكة وبالتنسيق مع المركز، وتجاوبها التام والبناء مع الجهات والمؤسسات الموريتانية القائمة على الشأن الثقافي والديني، لبلورة أنشطة مشتركة.
وأكد أن المركز الثقافي المغربي بنواكشوط سيظل كعادته مفتوحا أمام جميع فئات ومكونات المجتمع الموريتاني، وأن مرافق المركز موضوعة رهن إشارة الفاعلين الثقافيين لتنظيم ندوات، وعروض مسرحية وسينمائية، ومعارض للفنون التشكيلية، وأمسيات شعرية، وصباحيات للأطفال، وأنشطة توعوية، معلنا عن إحداث ورشتين جديدتين، هما ورشة التكوين في المجال السينمائي، وأخرى في المجال السمعي البصري.
يذكر أن المركب الديني الثقافي المغربي بنواكشوط، الذي شيد على النمط المعماري المغربي الأصيل، كان قد تم تدشينه أواخر شهر يناير من العام 1987.
ويضم المركب مكتبة يوجد بها أزيد من 10 آلاف مؤلف ومخطوطات نادرة، وقاعة للمحاضرات، وخشبة للعروض المسرحية والفنية، وأخرى للمطالعة، وأقسام للورشات، وكذا صالون مغربي على الطراز التقليدي، بالإضافة إلى بهو خاص للأمسيات الموسيقية وعروض الأزياء والمعارض التشكيلية، وأخرى للكتاب، وكذا لتظاهرات الطبخ المغربي.
و.مع/ح.ما