التنوع البيولوجي على المحك والحل “بين أيدينا”!

0

هاجر الراجي: كتل مرجانية بكل الألوان، مرصعة بطحالب متلألئة، نباتات ذات مزايا علاجية متعددة، أشجار سخية تنتج ملايين الأطنان من الورق سنويا… سواء تحت الماء، أو في أعماق الغابة، نحن في صلب التنوع البيولوجي الذي يعد جوهر الإنسانية والضامن الأسمى لمستقبل الأجيال القادمة.

ولأنه لا غنى عنه لإنتاج الغذاء والأدوية، للصناعة وكذا للبحث العلمي، يمثل التنوع البيولوجي على هذا النحو موردا طبيعيا ضروريا لمستقبل الجنس البشري، كما يؤكد ذلك الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، السيد محمد بن عبو.

وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، الذي يتم الاحتفال به في 22 ماي تحت شعار “نحن جزء من الحل”، دق بن عبو ناقوس الخطر بشأن تدهور التنوع البيولوجي ودعا إلى العمل الجماعي من أجل إنقاذ الوضع.

وأعرب بن عبو عن الأسف لكون ثلاثة أرباع البيئة الأرضية وحوالي 66 في المئة من البيئة البحرية قد جرى تغييرها بشكل كبير بفعل تدخل الإنسان، وهناك مليون نوع من النباتات والحيوانات مهددين بالانقراض.

وتابع الخبير أن اختلال توازن التنوع البيولوجي والنظم البيئية من شأنه تقويض عملية تحقيق 80 في المئة من أهداف التنمية المستدامة، ومن ثمة فإن الحاجة ملحة للتحرك والعناية بالطبيعة من أجل حماية حياتنا وحياة الأجيال القادمة.

وفي رده عن سؤال بخصوص الشعار الذي تم اختياره هذا العام لليوم الدولي للتنوع البيئي، يؤكد الناشط في منظمة السلام الأخضر (غرين بيس) أنه يجب علينا بالفعل “أن نكون جميعا جزءا من الحل”، وأن نتبنى موقفا مسؤولا تجاه الطبيعة ونشارك طواعية في المشاريع والمبادرات المجتمعية لحماية الطبيعة وتجديدها.

ومن جهتها، فالدول مدعوة لتحسين عملية تدبير التنوع البيولوجي وتعزيز تمويل هذا القطاع. وفي هذا السياق، اعتمد المغرب مجموعة من التدابير لتحسين تدبير وتثمين الموارد الطبيعية وتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي.

ففي ما يتعلق بتنفيذ اتفاقية التنوع البيولوجي، أحدثت المملكة لجنة وطنية للتنوع البيولوجي باعتبارها هيئة للتنسيق والتشاور بين القطاعات والمؤسسات المعنية.

كما تم اعتماد الاستراتيجية الوطنية وخطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي لتلبية الاحتياجات الوطنية في مجال المحافظة والاستخدام المعقلن والمستدام للتنوع البيولوجي.

وبالإضافة إلى ذلك، صادق المغرب ووقع على سلسلة من الاتفاقيات المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية والوسط البحري والغلاف الجوي، مع الانضمام إلى الاتفاقية الدولية حول التنوع البيولوجي، التي حددت كهدف لها تشكيل شبكة للفضاءات المحمية تغطي ما لا يقل عن 10 في المائة من المناطق البحرية والساحلية بحلول عام 2020.

ويواصل الشعار الذي تم اختياره للاحتفال باليوم الدولي للتنوع البيولوجي 2021، الزخم الذي أ عطي السنة الماضية تحت شعار “حلولنا في الطبيعة”، والذي كان بمثابة تذكير بأن التنوع البيولوجي هو الحل للعديد من تحديات التنمية المستدامة.

وتركز هذه الحلول على الطبيعة لمكافحة تغير المناخ والإشكالات الصحية وتحقيق الأمن الغذائي والمائي وضمان سبل العيش المستدامة؛ أي أن التنوع البيولوجي هو الركيزة التي يمكننا أن نبني عليها أسسا أفضل.

ومع استمرار العالم في محاربة الجائحة، سيتم الاحتفال مرة أخرى افتراضيا باليوم الدولي للتنوع البيولوجي 2021. وستبث الأمانة العامة لاتفاقية التنوع البيولوجي، من خلال موقعها الإلكتروني، مقاطع فيديو وبيانات مكتوبة من جميع مناطق العالم حول موضوع “نحن جزء من الحل” وما يعنيه لكل طرف وللأفراد.

ويتمثل الهدف في بثها خلال جميع النطاقات الزمنية يوم 22 ماي، من أجل التأكيد على الأمل والتضامن والحاجة إلى العمل المشترك على جميع المستويات لبناء مستقبل وحياة في انسجام مع الطبيعة.

الحدث. و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.