عبد الحكيم خيران: صنفت منظمة الصحة العالمية هشاشة العظام بين أكثر عشرة أمراض انتشارا في العالم.
وتشير تقارير المنظمة إلى أن هذا المرض، الذي يؤدي إلى تدهور في كثافة وقوة العظام تنجم عنه كسور، يعد من الأمراض الخطيرة الصامتة. وحسب المنظمة، فإن حالات الكسور الناجمة عن هشاشة العظام تزيد على 8.9 ملايين حالة سنويا.
في الحوار التالي، يعر ف الدكتور كريم الزايدي، أخصائي جراحة العظام والمفاصل، هذا المرض، ويعرض أسبابه وأعراضه ومضاعفاته ومدى انتشاره بالمغرب، ويقدم نصائح من أجل الوقاية منه.
1- ما المقصود بهشاشة العظام؟ وما درجة انتشار هذا المرض بالمغرب؟
هشاشة العظام أو تخلخل العظم (باللاتينية osteoporosis) هو مرض روماتيزمي شائع سببه انخفاض كثافة عظام الهيكل العظمي.
وتفيد الدراسات بأن نسبة المغاربة الذين يعانون من هذا المرض تصل إلى 30 في المائة، معظمهم من النساء، كما يصيب هذا المرض 35 في المائة ممن تفوق أعمارهم 50 سنة، و60 في المائة ممن تفوق أعمارهم 60 سنة.
2- ما هي أسباب هذا المرض وأعراضه ومضاعفاته في حال التأخر في العلاج؟
من بين العوامل المتسببة في هذا المرض نقص في بعض المواد كالكالسيوم وفيتامين “دال”، والفوسفور، والمنغنيزيوم، والإفراط في تناول الكافيين والخمور والتدخين.
ومن المسببات الرئيسية للمرض أيضا استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيزون بجرعات عالية لفترة طويلة، وأدوية الصرع وعقار الهيبارين المانع للتجلط. وثمة أشخاص تعود إصابتهم بهذا المرض إلى مشاكل في الغدة الدرقية والغدد التناسلية، وأيضا نقص في هرمون الأستروجين.
ويعاني مرضى هشاشة العظام من مضاعفات مثل انضغاط او انطباق فقرات الظهر، مما يسبب آلاما حادة، وقد يتطور الأمر إلى حدوث انحناء واعوجاج في القامة.
ومن المضاعفات الشائعة، أيضا، حدوث كسور، خاصة في العمود الفقري والورك، مما ينتج عنه عجز دائم جزئي أو كلي لدى المصاب، وقد يؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان بسبب المضاعفات التي قد تتطور بعد العمليات الجراحية وخصوصا لدى كبار السن.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن 20 في المائة من المغاربة يواجهون صعوبات في الوصول إلى العلاج لأسباب تتعلق بالبعد عن مراكز العلاج، و58 في المائة لا يتوفرون على تغطية صحية و51 في المائة يتأخرون عن زيارة الطبيب لمدة تفوق بكثير مدة ثلاثة أشهر بعد ظهور الأعراض الأولى للمرض، و41 في المائة يستشيرون الطبيب بعد سنة من ظهور الأعراض، و8 في المائة فقط يزورون الطبيب المختص خلال ثلاثة أشهر من ظهور الأعراض الأولى للمرض.
3- هل لهذا المرض علاقة بعامل السن؟ وما هي الفئات العمرية الأكثر عرضة لخطر الإصابة به؟
كما سلفت الإشارة، ت عد فئة النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض بمعدل الضعف تقريبا، حيث تفقد النساء كثافة عظامهن في السنوات الأولى بعد انقطاع الطمث أو ما يسمى ب”سن اليأس”. وهكذا فإن امرأة من أصل اثنتين معرضة للإصابة بكسر واحد على الأقل خلال حياتها.
4- ما هي عوامل الوقاية من هشاشة العظام، وما هي سبل العلاج؟ وهل للتغذية دور في الوقاية من هذا المرض؟
للوقاية من المرض ي نصح باتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتينات والكالسيوم وفيتامين “دال” مثل الحليب ومشتقاته والخضراوات الخضراء كالبروكولي واللفت.
ومن الضروري للوقاية من المرض تناول مواد غنية بفيتامين “دال” مثل الأسماك والبرتقال والحبوب، إلى جانب الإقلاع عن التدخين وعن شرب الخمر، والحرص على ممارسة النشاط البدني بانتظام.
الحدث. و م ع