عبد الغني عويفية: تلخص لبنى عيوش، مصممة الأزياء المغربية المقيمة في جنوب إفريقيا، شغفها بفنها قائلة “اللون هو محرك إبداعاتي وطاقة عملي”.
وانطلاقا من ورشتها التي تقع بمرتفعات داينفيرن الخضراء، وهو حي راق يقع بين جوهانسبورغ وبريتوريا، الحاضرتان الكبيرتان بجنوب إفريقيا، تؤكد السيدة عياش بفخر كبير أن الألوان والهندسة المعمارية والروائح المغربية لم تغادر أبدا مخيلتها.
وقالت المصممة “لقد نشأت في بيئة يشغل فيها التصميم الداخلي مكانة مهمة. ومن الطرز اليدوي وحتى الكروشي والخياطة، أردت دائما أن أقدم الأشياء بطريقة مختلفة ومتميزة”.
وانطلاقا من استلهامها الدائم من الإرث الثقافي والحضاري لبلدها الأصلي، فإن هذه الفنانة لا تفتأ تكتسب المزيد من السمعة الطيبة في بلد قوس قزح. هذه السمعة التي تجسدت بجلاء خلال أسبوع الموضة بجنوب إفريقيا، الذي نظم الأسبوع الماضي بالمركز التجاري ساندتون سيتي بجوهانسبورغ.
وأمام العديد من عشاق الموضة، قامت المصممة المغربية بعرض كل عبقريتها وفنها، من خلال مجموعة رائعة تحمل الطابع التقليدي المغربي.
فمن الألوان إلى التصاميم الغارقة في الأصالة الخاصة للبلد الأم، وحتى البلغة المغربية الشهيرة، سافرت المصممة بالجمهور في رحلة تتجاوز الحدود إلى عالم من الجمال والهدوء.
وأوضحت هذه الفنانة، التي ينصب عملها دائما على المرأة وما تتميز به من الذكاء والأناقة والسخاء والرقة، أن “كل ثوب يتحول إلى رحلة أفقد فيها كل إحساس بالواقع والزمن، وحيث الموروث الألفي لبلدي يشكل بوصلتي، ونقطتي المرجعية”.
وغادرت السيدة عيوش المغرب قبل 20 سنة لتجوب العالم انطلاقا من فرنسا مرورا ببريطانيا وروسيا قبل أن تحط الرحال في بلد قوس قزح، لكنها تؤكد أن “المغرب لم يفارقني أبدا”.
ويظل الرسم بالصباغة على الثوب التوجه المميز لهذه الخريجة في اللغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي، التي لم يبد يوما أنها ستبحر بين الأقمشة لرسم شخصيات أو مناظر طبيعية مع الحرص على الحفاظ على التوازن الدقيق بين التقليد والحداثة.
ولا تخفي الفنانة سعادتها برؤية نماذجها من الحرير التي تلبس كأعمال فنية. ومن الفصالة إلى الرسم أو التطريز، تشرف عيوش عن كثب على جميع مراحل إنتاج أعمالها، التي تريدها أن تكون منفتحة على الإبداع مع احترام الأصالة.
وبعد مشاركتها المتميزة في العديد من المعارض بكل من إنجلترا وفرنسا وسويسرا وجنوب إفريقيا، أصبحت مصممة الأزياء تمتلك اليوم دار أزياء تحمل اسم “لوايو آرت آند كريايشن”، والتي تمكنت من فرض وجودها في بلد نيلسون مانديلا.
وفي وقت فراغها، تفضل الفنانة المغربية ممارسة هواية أخرى تعشقها وهي الرسم بالصباغة، فضلا عن تعاطيها للنحت والتصوير الفوتوغرافي.
وتفصح السيدة عيوش أنها “كانت شغوفة جدا باستمرار بالرسم بالصباغة” ، مشيرة إلى أن لوحاتها تم بيعها لأول مرة في لندن سنة 2000.
وبالنسبة لها، يبقى التراث المغربي الذي لا ينضب سلاحها وقاعدتها التي تنطلق منها في اكتساحها لعالم الموضة بجنوب إفريقيا.
وتقول عيوش “هذا العالم يشهد منافسة شرسة جدا”، مشيرة إلى أن الطابع المغربي يسمح بإعطاء أعمالها طابعا مميزا وفريدا في هذه الأرجاء البعيدة في إفريقيا الجنوبية.