طرفاية: مهرجان خطابي بمناسبة الذكرى ال 60 لاسترجاع طرفاية الى الوطن الاب

0

نظمت أسرة المقاومة ومعها ساكنة طرفاية مهرجانا خطابيا بمناسبة الذكرى ال 60 لاسترجاع مدينة طرفاية الى الوطن الاب، والتي يخلدها الشعب المغربي من طنجة الى الكويرة، في أجواء من التعبئة الوطنية الشاملة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وابرز المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري في كلمة له بالمناسبة ،ان تخليد هذه الذكرى يجسد بحق محطة وازنة في سجل التاريخ الوطني الحافل بالامجاد والبطولات ، ومعلمة مضيئة في مسار الكفاح الوطني والنضال المستميت من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.

واضاف  الكثيري ان ابناء المناطق الجنوبية المسترجعة قدموا جسيم التضحيات في مناهضة الوجود الاستعماري الذي جثم مسيرة النضال البطولي في مواجهة الاستعمار الذي بثقله على التراب الوطني، مجسدين مواقفهم الراسخة وارتباطهم الوثيق بمغربيتهم ايمانا ببيعة الرضى والرضوان لملوك الدوحة العلوية الشريفة .

واكد السيد الكثير ان المغرب بكل مكوناته الترابية والبشرية ظل يشكل وحدة متراصة متلاحمة جعلت منه جسما واحدا، مشيرا الى ان الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي، بذل تضحيات كبيرة في غمرة كفاح وطني متواصل الحلقات طويل النفس ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والاستقلال والوحدة والخلاص من الاستعمار بنوعيه والمتحالف ضد وحدة المغرب إلى أن تحقق النصر المبين والهدف المنشود بعودة الشرعية ورجوع بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955 حاملا لواء الحرية والانعتاق من ربقة الاحتلال.

وذكر  الكثيري انتهاء عهد الحجر والحماية لم يكن إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال، مبرزا ان عمليات جيش التحرير بالجنوب انطلقت سنة 1956 لاستعادة باقي الأجزاء المحتلة من التراب الوطني٬ واستمرت مسيرة التحرير بقيادة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس٬ بعزم قوي وإرادة صلبة.

وسجل  الكثيري ان الخطاب التاريخي لجلالة المغفور له محمد الخامس ، بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958 بحضور وفود وممثلي قبائل الصحراء المغربية، جسد موقفا حاسما لتأكيد إصرار المغرب على استعادة حقوقه الثابتة في صحرائه السليبة.

وهكذا٬ تحقق بفضل حنكة وحكمة جلالته طيب الله ثراه وبالتحام مع شعبه الوفي، استرجاع إقليم طرفاية سنة 1958 والذي جسد محطة بارزة على درب النضال الوطني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.

وقد استمرت ملحمة صيانة الوحدة الترابية بكل قوة وإصرار لإحباط مناورات الخصوم٬ وها هو المغرب اليوم بقيادة رائده الهمام باعث النهضة المغربية جلالة الملك محمد السادس يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه الراسخة مبرزا بإجماعه التام استماتته في صيانة وحدته الثابتة ومؤكدا للعالم أجمع٬ من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة٬ إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه وعمله الجاد لإنهاء كل أسباب النزاعات المفتعلة وسعيه إلى تقوية أواصر الإخاء بالمنطقة وخدمة لشعوبها وتعزيزا لاتحادها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود.

وجدد  الكثيري التاكيد على الموقف الثابت لاسرة المقاومة وجيش التحرير من قضية المغرب والمغاربة الاولى، واستعداد افراد هذه الاسرة لاسترخاص الغالي والنفيس في سبيل مواصلة الجهود والمكساعي لتحقيق المقاصد المرجوة في بناء وطن واحد وموحد الاركان قوي البنيان ينعم فيه ابناؤه بالحرية والعزة والكرامة، مثمنا المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للاقاليم الصحراوية في ظل السيادة الوطنية.

وقد تم خلال هذا اللقاء الذي حضره عامل الإقليم السيد جمال الرايس وعدد من المنتخبين والأعيان وفعاليات المجتمع المدني، توشيح ثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير باوسمة ملكية ، وذلك بروروا وعرفانا بما قدمته هذه الاسرة للقضية الوطنية من خدمات ، ووفاء لارواح من استرخصوا دماءهم في سبيل عزة الوطن وكرامته، كما تم توزيع مجموعة من الإعانات المالية لفائدة قدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير وذوي حقوقهم وابنائهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.