أبو الغيط: المنطقة العربية تقف على أعتاب مرحلة جديدة من التحديات تتطلب التصدى لها بشكل جماعي

0

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط ، أن المنطقة العربية تقف على أعتاب مرحلة جديدة لا زال الجميع يتلمس ملامحها ويستكشف أبعادها، مبرزا أن التحديات التي يتعرض لها الامن القومي العربي لا يُمكن مجابهتها والتصدي لها سوى بمنطق جماعي، وبعمل مشترك يتأسس على نظرة شمولية للأمن العربي.

وقال أبو الغيط، في كلمة اليوم الاثنين، أمام الدورة غير العادية لمجس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة، إن الدول العربية في خضم هذه التحديات تتحدث بصوت واحد عندما يتعلق الأمر بفلسطين، مبرزا أنه “لم تكن هناك قضية محل اجماع عربي في تاريخ هذه المنظمة الإقليمية قدَر القضية الفلسطينية”.

وتابع أن تحقيق تسوية دائمة وعادلة لهذا النزاع الطويل، كفيل بأن يخلق دينامية جديدة في المنطقة كلها بما يطلق الطاقات، ويرسم مستقبلا أفضل لأجيال تريد العيش بسلام وأمن.

وشدد على أن التسوية النهائية تمر عبر مسار وحيد، يحظى بتوافق العالم أجمع، هو حل الدولتين، لافتا إلى أنه ليس هناك في الأفق صيغة بديلة عن حلِ الدولتين يمكنها تلبية حاجةِ الفلسطينيين إلى الدولة، وحاجةِ الإسرائيليين إلى الأمن.

وأشار أبو الغيط إلى أن الإجماع الدولي على حل الدولتين لابد أن يُترجَمَ في تحرك عملي يقود إلى إنقاذ هذا الحل من محاولات إسرائيلية مستمرة تهدفُ إلى تقويضه وتهميشه، موضحا أن النشاط الاستيطاني، في الضفة الغربية والقدس الشرقية، يُشكل عقبة خطيرة في طريق حل الدولتين.

من جهته قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن انعقاد اجتماع اليوم، يأتي في ظروف استثنائية، وغير مسبوقة في عالمنا العربي، مؤكدا أن القضية الفلسطينية لا تزال وستبقى هي القضية المركزية دولا وشعوبا، وأن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا في ظل سلام دائم وشامل بناء على تسوية عادلة تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني وآماله.

وذكر أن العالم العربي واجه العديد من التحديات خلال العقد الماضي، حيث عانت دول عربية من انهيار مؤسسات الدولة، وويلات الانقسامات العقائدية والفكرية والسياسية، وظهور شبح الإرهاب وتنظيماته التي انتهزت حالة الفراغ السياسي والأمني في بعض الدول للانقضاض على ما تبقى منها، وصولا لجائحة كورونا التي اجتاحت المنطقة والعالم بأسره لتضيف المزيد من الأعباء والتحديات أمام اقتصاداتنا ومجتمعاتنا.

وفي خضم هذا الوضع، أشار الوزير المصري أن القضية الفلسطينية كانت وستظل في قلب الضمير العربي، رغم ما واجهته من ظروف شديدة الصعوبة خلال السنوات الماضية.

ودعا لأن يكون اجتماع اليوم بمثابة رسالة قوية ونقطة انطلاق موجهة إلى كافة الأطراف الفاعلة في القضية الفلسطينية، للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في الوجدان العربي،مشددا على “أننا كدول وحكومات وشعوب متكاتفون من أجل التوصل لتسوية مرضية وعادلة تلبي طموحات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بما يضمن تحقيق الاستقرار والسلام العادل والشامل بالمنطقة”.

أما نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني، أيمن الصفدي فاقل إن الحاجة تبرز اليوم ضاغطة لتحرك عربي مبادر لإسناد الفلسطينيين وإيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام، مسجلا أن هناك أهمية لإطلاق هذا التحرك الآن مع بدء إدارة أمريكية جديدة عملها.

وقال الصفدي في هذا الصدد “نحتاج أن نبلور تحركا مشتركا لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وحقيقية، ولتفعيل دور الرباعية الدولية، للتوصل لحل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس المحتلة، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية، ومعادلة الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية”.

واعتبر أن المستوطنات تشكل اليوم خرقا فاضحا لقرارات الشرعية الدولية يقتل حل الدولتين، ما سيجعل خيار الدولة الواحدة مآلا حتميا سيواجه معه العالم والانسانية نظاما ستكون عواقب استمراره أشد كارثية من الوضع الحالي.

ومن المقرر أن يناقش الاجتماع مشروع قرار تقدمت به مصر والاردن يؤكد على ضرورة الإلتزام بمبادرة السلام العربية لحل القضية الفلسطينية، “وذلك في رسالة دعم وإسناد عربي موجهة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تفيد بأن القضية الفلسطينية قضية مركزية ومحورية بالنسبة للدول العربية وللمنطقة”.

كما يتضمن مشروع القرار أن الدول العربية كيان واحد ممثل في جامعة الدول العربية يدافع عن مصالح مشتركة وعن الأمن القومي العربي وسط التفاعلات والتطورات المختلفة على الساحة الدولية ويحول دون الضغوط والتدخلات من القوى الإقليمية والدولية لتحقيق أجندات ومصالح تلك القوى على حساب المصالح العربية ويسعى للحفاظ على مفهوم ومنطق الدولة تأمينا لوحدة الشعوب بعيدا عن منطق الانقسام داخل المجتمعات العربية.

ماب/الحدث

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.