مشاورات تشكيل حكومة بإيطاليا تتأرجح بين الفشل والنجاح

0

بعد فشل الأحزاب السياسية الكبرى في التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة جديدة خلال الجولة الأولى من مشاورات الرسمية تتجه الأنظار غدا الخميس للرئيس الإيطالي الذي سيستأنف مفاوضات تتأرجح توقعاتها بين الإخفاق والنجاح في إخراج البلاد من مأزق سياسي قد يعصف بمستقبلها وبأوروبا برمتها.

جمود مواقف القوى السياسية بإيطاليا يجعل نجاح الجولة الجديدة من المشاورات مهمة “صعبة للغاية” بالنظر لإصرار حركة خمس نجوم على الانفراد برئاسة الحكومة لكونها الحزب الأول في البلاد ، مقابل تشبث رابطة الشمال (اليمين المتطرف ) المعادية للمهاجرين والمشككة في الاتحاد الأوروبي بقيادة أحزاب اليمين للحكومة القادمة.

وفي تحد لمحاولات حركة خمس نجوم تقسيم تحالف اليمين بتأكيد رفضها تشكيل ائتلاف حكومي مع سيلفيو برلسكوني رئيس حزب فورتسا إيطاليا مع إبقاء الباب مفتوحا للتفاوض مع ماثيو سلفيني رئيس الرابطة ، أعلنت لأحزاب اليمينية الرئيسية الثلاثة (رابطة الشمال وفورتسا إيطاليا وإخوة إيطاليا ) عن تشكيل جبهة موحدة للمشاركة الجولة الجديدة من المشاورات خلافا للجولة السابقة.

وقال قادة الأحزاب الثلاثة في بيان مشترك صدر عقب اجتماع عقدوه مؤخرا ، أن “40 في المئة تقريبا من الإيطاليين اختاروا منح ثقتهم لأحزاب اليمين التي لديها اليوم دون شك مهمة تشكيل حكومة”.

و يؤكد تحالف اليمين أنه “لن يتنازل على حقه” في اختيار رئيس الوزراء الجديد و على الالتزام بالمضامين الرئيسية لبرنامج انتخابي تم الاتفاق عليه قبل الانتخابات يقترح خفض الضرائب وحوافز العمل والتصدي للهجرة غير الشرعية.

وفي ظل تعثر التوصل لاتفاق بين الحركة وتحالف اليمين لتشكيل ائتلاف، تتداول في الأوساط السياسية إمكانية اختيار الرئيس الإيطالي شخصية ثالثة قد تكون من خارج الأحزاب التي تصدرت الانتخابات الأخيرة لرئاسة الحكومة المقبلة، بالنظر للرهانات التي ستواجهها البلاد ابتداء من يونيو القادم .

فمع اقتراب اجتماع مجلس أوروبا المقرر في 28 يونيو المقبل وما يطرحه من قضايا حاسمة لمنطقة الأورو ، تزداد حاجة إيطاليا إلى حكومة لديها الصلاحيات الكاملة للمشاركة في هذا الاجتماع.

وبالنسبة لصحيفة (كوريري ديلا سيرا) فإن اجتماع بروكسيل المقرر في يونيو “لن يكون عاديا” ، إذ سيتعين على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي مناقشة ثلاثة مواضيع أساسية تهم مستقبل الاتحاد. و يتعلق الأمر بإصلاح منطقة الأورو التي يمكن أن تعطي زخما جديدا للسياسة النقدية للاتحاد المثيرة للجدل و “مراجعة معاهدة دبلن ، وهو الاتفاق الذي ينظم سياسة الهجرة في أوروبا ، والتي خلفت خلال السنوات الأخيرة نتائج تعتبر “مدمرة” لإيطاليا.

وأضافت أنه في الأخير سيتم مناقشة ميزانية دول الاتحاد، وهي الميزانية الخاصة بالسنوات السبع 2020-2027.

وكتبت صحيفة (لاستامبا) أن رئاسة الجمهورية الإيطالية تأمل في أن تتمكن قبل موعد انعقاد هذا الاجتماع من تشكيل حكومة تمارس كافة الصلاحيات المخولة لها و تكون مؤهلة لتقديم في قصر بروكسل جوستوس ليبسيوس جميع الوثائق اللازمة للتعامل مع بعض الخيارات الجوهرية بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي.

وتطرح خلافات القوى السياسية الكبرى بشأن رئاسة الحكومة، أسئلة داخل الأوساط الإيطالية والأوروبية حول طبيعة الاتئلاف الحكومي المقبل و مصير المستقبل السياسي لثالث أكبر اقتصاد في منطقة الأورو في حال فشلت هذه المشاورات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.