دعا رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، اليوم الاثنين، النواب “الموالين لأوروبا” و”الليبراليين” إلى تقديم دعم واضح لإنقاذ الائتلاف الحاكم بعد انشقاق حزب “إيطاليا فيفا” .
وطلب كونتي، في خطاب ألقاه أمام مجلس النوب، “دعما واضحا وشفافا” من جميع النواب الذين يعتبرون أنفسهم مؤمنين “بأنبل التقاليد الأوروبية الليبرالية والشعبية والاشتراكية”، محذرا بشكل غير مباشر من وصول يمينيين سياديين إلى الحكم.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي “إلى كل الأشخاص الذين يحرصون على مصير إيطاليا أقول: ساعدونا!”.
وبات الائتلاف الحاكم الذي يتولى السلطة منذ شتنبر 2019، مهددا بالسقوط بعد استقالة وزيرتين ووزير دولة من حزب “إيطاليا فيفيا” الصغير بزعامة رئيس الحكومة الأسبق ماتيو رينزي
وي عتبر تحالف اليمين بزعامة سيلفيو برلوسكوني (حزب فورتسا إيطاليا) واليمين المتطرف – الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني وحزب “فراتيلي ديطاليا” بزعامة جورجيا ميلوني – الأوفر حظا في حال إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
ويحتاج كونتي إلى داعمين جدد في مجلس الشيوخ بعد إعلان أعضاء حزب “إيطاليا فيفا” عن رفضهم التصويت لصالحه، في حين أن غالبيته في مجلس النواب كافية إلى حد بعيد لتجنب حجب الثقة وبالتالي إفشال مخطط اليمين الرامي إلى إجراء انتخابات مبكرة .
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أن الأزمة الحكومية التي تسبب فيها رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق ماتيو رينزي، زعيم حزب “إيطاليا فيفا”، قد تفضي إلى تعديل وزاري في الأسابيع المقبلة كأحد السيناريوهات المحتملة.
وأضافت اليومية أن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، الذي يواجه أصعب اللحظات في حياته السياسية، يرتقب أن يحصل اليوم الاثنين على الأغلبية المطلقة في مجلس النوب خلال عملية تصويت على منح الثقة، ما قد يؤدي إلى تجنب البلاد انتخابات مبكرة وبالتالي إنقاذ مستقبل السلطة التنفيذية الحالية.
لكن الاختبار الحقيقي الذي سيجتازه رئيس الوزراء ومعه الائتلاف الحاكم المكون من الحزب الديمقراطي ( وسط يسار) وحركة خمس نجوم يتمثل في التصويت على تجديد الثقة غدا الثلاثاء بمجلس الشيوخ، إذ بدون النواب الـ18 عن حزب “إيطاليا فيفا”، لم تعد تملك الحكومة الأكثرية في هذا المجلس.
وينتقد زعيم حزب “إيطاليا فيفا” كونتي لانفراده بالقرارات الخاصة بإدارة أزمة وباء كوفيد-19 وكذلك خطته لإنفاق أكثر من مئتي مليار يورو يمنحها الاتحاد الأوروبي لإيطاليا في إطار خطتها الضخمة لانعاش الاقتصاد.
وتأتي هذه الأزمة السياسية في وقت تواجه فيه البلاد وباء فيروس كورونا الذي تسبب بوفاة أكثر من 80 ألف شخص وبأخطر ركود منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
