خالد الحراق: يتناول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الأمريكيتين بمدينة بويبلا المكسيكية، ومدير مركز التفكير حول العولمة “نجماروك”، المغربي محمد بادين اليطيوي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، عدة قضايا تتعلق بحضور المغرب والجامعة المغربية، على الخصوص، في أمريكا الجنوبية، وكذا آفاق التعاون الأكاديمي بين الجامعات المغربية ومثيلاتها في أمريكا اللاتينية، فضلا عن تجربته بالمكسيك وبأمريكا الجنوبية باعتباره أستاذا جامعيا وباحثا.
ويعتبر الأكاديمي المغربي الذي يقيم في المكسيك منذ عدة سنوات، أن المملكة تتوفر على كافة الإمكانيات الكفيلة ببلورة نظرة جيو-سياسية جديدة تجاه شبه القارة تقوم على الدور الاستراتيجي للمحيط الأطلسي وضرورة تعزيز علاقات التعاون بين ضفتي الأطلسي.
1. كيف تقيمون الحضور المغربي والجامعة المغربية على وجه الخصوص في هذه المنطقة؟
يظل حضور بلادنا، مع الأسف، غير بارز في أمريكا الجنوبية، لاسيما في الفضاء الأكاديمي. وقد تم إبرام شراكات بين جامعات البلدين، غير أنها تظل عاجزة عن تغيير هذا المعطى، فضلا عن الغياب شبه التام للجامعيين من هذه المنطقة في المملكة.
2. ما هي آفاق التعاون الأكاديمي بين الجامعات المغربية ومثيلاتها في أمريكا الجنوبية؟
تبدو الآفاق على المدى القصير محدودة مع الأسف، لكنها ليست منعدمة. وقد أسسنا، في هذا الصدد، معهدا بالعيون يعنى بالتعاون جنوب-جنوب، وباعتباري نائبا لرئيس المجلس العلمي، أقنعت عدة جامعيين من المكسيك وكولومبيا بالالتحاق بالمعهد. وهم أعضاء كاملو العضوية بالمعهد، بل ويضطلعون بمسؤوليات داخله. ومنه يتعين المضي في تجسيد شراكات في إطار التعاون جنوب-جنوب على أساس مشاريع أكاديمية ملموسة.
3. إلى أي مدى سيوجه هذا التعاون التبادلات بين الجامعات المغربية والمكسيكية ويعزز الحضور المغربي في هذه المنطقة؟
يرتبط الوجود المغربي في المكسيك، في جزء منه، بطلبة سلك الدكتوراه من المملكة المسجلين في الجامعات المكسيكية. ونأمل أن يتمكنوا من العثور على مناصب للتدريس والبحث في هذا البلد أو على نطاق أوسع في المنطقة ككل، وذلك من أجل التعريف بالمغرب على نحو أفضل.
كما يتعين تطوير المنشورات الأكاديمية المشتركة. الأمر الذي سيطرح الإشكال اللغوي، وسيضطرنا لإيجاد وسيط من خلال اللغة الإنجليزية إذا لزم الأمر.
4. كيف يمكن للمملكة أن تبلور رؤية جيو-سياسية جديدة تجاه شبه القارة المكسيكية؟
شهد القرن الحادي والعشرون تحولا جيو-سياسيا غير مسبوق من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، لاسيما بسبب المنافسة المستمرة بين الولايات المتحدة والصين. وعلى الرغم من ذلك، سيحتفظ المحيط الأطلسي بمكانة جغرافية اقتصادية مهمة.
ويضطلع المغرب بدور كبير في تعزيز هذه الفكرة من خلال التعاون جنوب-جنوب. ولقد أدركت دولة مثل البرازيل هذا الأمر منذ ما يقرب من عشرين سنة بوصول لولا دا سيلفا إلى الحكم.
وينبغي للمغرب أن يطور هذا النوع من العلاقات الثنائية ويوظفه كرافعة لتعاون أوسع مع دول أخرى في هذه المنطقة على المستوى التجاري بشكل أساسي. ويمكن لميناء طنجة المتوسط أن يشكل منصة تواصل مع هذه المنطقة بالإضافة إلى ميناء الدار البيضاء، وقريبا مع افتتاح ميناء الداخلة. إن المغرب يحظى بواجهة أطلسية مهمة وعليه أن “يغتنمها” في إطار استراتيجيته الاقتصادية والتجارية.
5. كيف يمكن للطرفين تبادل الخبرات من أجل وضع العلم في صلب التعاون الدولي وخدمة السياسات العامة؟
من أجل الإفادة من الدور الأساسي للفاعلين الثقافيين، الذين يتعين عليهم تعزيز التنوع الثقافي من خلال تفعيل الأدوات الكفيلة بخلق التقارب وإقامة الحوار بين الثقافات، ثمة حاجة إلى خطة متعددة المستويات، إذ يجب أن تنتهج السفارات المغربية في هذه البلدان مقاربة استباقية.
كما يجب أن تكون الأوساط الثقافية والعلمية المغربية على دراية بالإمكانيات التي توفرها بلدان أمريكا اللاتينية، فضلا عن ضرورة تعزيز التنسيق بين الوزارات. دون أن ننسى أن الهدف النهائي يجب أن يكون التنفيذ الملموس لمشاريع تعاون قائمة على تبادل المعرفة وتقاسمها.
الحدث. و م ع