الأستاذ الجامعي محمد بادين اليطيوي مدافع قوي عن القضية الوطنية في المكسيك

0

خالد الحراق: أمضى محمد بادين اليطيوي، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة المكسيكية للأمريكتين في بويبلا ، والمدافع القوي عن القضية الوطنية حيثما حل ، سواء لتقديم الدروس أو إلقاء محاضرات ، سنوات عديدة من حياته المهنية متنقلا بين ضفتي ثقافتين ومنطقتين جغرافيتين ، المغرب وأمريكا اللاتينية.

ويتمتع اليطيوي ،الذي يتحدث الاسبانية بطلاقة (لكنه أيضا من عشاق لغة موليير ، حيث درس بالجامعة الفرنسية) ، بخاصية نادرة بين المؤلفين مزدوجي اللغة، إذ يقوم بالترجمة بنفسه لمواجهة الأكاذيب والمعلومات المضللة التي تروجها “البوليساريو” منذ أزيد من 40 عاما، خاصة في دول أمريكا اللاتينية.

ومن بين المحطات العديدة التي عبر فيها الأستاذ الجامعي عن حسه الوطني القوي، ما حدث قبل نحو سنتين بالجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك التي ألقى بها محاضرة حول “الاستراتيجية الجيوسياسية والجيو اقتصادية للمغرب في إفريقيا”، استحضر فيها سياق الحرب الباردة وانعكاساتها على قضية الصحراء المغربية، موضحا أن خيار الاستفتاء متجاوز لعدم اتساقه مع الحقائق التاريخية والاجتماعية للمنطقة.

وأجاب اليطيوي على أسئلة الحضور بخطاب رصين، دحض من خلاله الادعاءات المغلوطة التي يروجها الانفصاليون ، مجازفا بالدخول في مواجهة مباشرة مع الانفصاليين ، وهو ما يعرضه أحيانا للعنف اللفظي ، أو حتى محاولات منعه من تقديم مداخلته أمام العموم. ولحسن الحظ ، ثمة أيضا لحظات من الود والصداقة التي يتقاسمها اليطيوي مع نخبة من الأكاديميين والمهندسين والخبراء الماليين والمسيرين الملتئمين في إطار مجلس الأطر المغربية المقيمة بالمكسيك الذي يترأسه، والرامي إلى المشاركة النشطة في تطوير التعاون بين البلدين ، من خلال العمل كمنصة للتبادل وعقد اللقاءات والتفكير وتقديم المقترحات.

وأكد السيد اليطيوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المجلس يهدف إلى تعزيز صورة المغرب في هذا البلد، مستفيدا في ذلك من جودة وتنوع النشاط المهني لأعضائه ، والمساعدة في بناء الجسور بين الشعبين. وبدأ الأكاديمي (الفرنسي- المغربي) ، الذي يتنقل بين طنجة وليون ومكسيكو ، الكتابة في مرحلة أولى باللغة بالفرنسية قبل أن “يجدد الوصل” بأمريكا اللاتينية ويركز على اللغة الإسبانية. وكتب اليطيوي نحو عشرين مقالا عالج فيها مواضيع مختلفة، كما له عدة مساهمات حول القضية الوطنية بثلاث لغات.

وقال الأكاديمي المغربي ” داخل جامعة الأمريكتين في بويبلا، وهي مؤسسة خاصة ، أقوم بالعديد من المشاريع البحثية المكرسة للقضايا الجيوسياسية والحكامة الشاملة والأمن الدولي. وأقوم بتدريس هذه التخصصات باللغات الفرنسية ، الإنجليزية والإسبانية “.

كما أنه أستاذ مشارك في جامعتين عموميتين: BUAP في بويبلا وجامعة UNAM المرموقة في مكسيكو.

واعتبر أن “هذه التجربة كانت غنية جدا، لأنني تمكنت قبل الوباء من السفر كثيرا داخل البلاد لإلقاء محاضرات، واغتنمت الفرصة للحديث عن المغرب ومؤسساته وسياسته الخارجية بالأساس، كما أتيح لي القيام برحلات للبحث في كولومبيا وكوبا أثناء إعداد أطروحة الدكتوراه التي خصصتها للعلاقات بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية. وانتهزت الفرصة أيضا للحديث مع زملائي بالجامعة عن النموذج المغربي وأصالته ونجاعته”. بعد حصوله على شهادة البكالوريا عام 2001، نال محمد بادين اليطيوي الإجازة فضلا عن شهادتين للماجستير: الأولى في التاريخ والثانية في العلوم السياسية/ العلاقات الدولية، من جامعة “جون مولان ليون 3”. وفي عام 2015، ناقش أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، من نفس الجامعة التي يقوم فيها بالتدريس حاليا منذ 2012.

وأضاف “أثناء اشتغالي على الدكتوراه، قمت بأبحاث في كوبا وكولومبيا وأكسفورد، وانطلق مساري المهني بالمكسيك كأستاذ زائر بجامعة “Universidad de las Américas Puebla” خلال فصل واحد من الموسم الجامعي لعام 2016، ولم أغادر هذا البلد حتى أصبحت أستاذا مساعدا بها، ثم أصبحت مع مرور الوقت أستاذا مساعدا بجامعتين حكوميتين في هذا البلد وهما الجامعة الوطنية المستقلة بالمكسيك و جامعة Benemérita Universidad Autónoma de Puebla “.

ويزور الأكاديمي اليطيوي، المزداد بفرنسا، بلده المغرب مرتين في السنة، حيث يجمع بين الزيارات العائلية والأنشطة المهنية. كما يتعاون مع ALTER FORUM Internacional من أجل تنظيم مؤتمر العيون بواقع مرتين في السنة بمشاركة باحثين من بلدان عديدة منها المغرب، وكذلك من أمريكا اللاتينية، وأوروبا.

وتابع الباحث السياسي أنه “في عام 2019 تم تعييني نائبا لرئيس المجلس العلمي لمعهد Alter Forum الدولي المخصص للدراسات الصحراوية بالعيون. ويمثل ذلك بالنسبة لي مصدر فخر حقيقي، مما يمكنني من تطوير مشاريع بحثية مع بلدي. وتتمثل مهمتي بالأساس في التنسيق بين مشاريع الأبحاث والترويج لها خاصة في أمريكا اللاتينية. هذه المنطقة غير المعروفة بما يكفي والتي لا تحظى بالقدر الكافي من الدراسة في المغرب توفر آفاقا مستقبلية جيدة من حيث التعاون الجامعي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.