الامارات : “مسبار الأمل ” أول مشروع علمي بالمنطقة العربية لاستكشاف كوكب المريخ

0

إبراهيم بنحمو: اعتمدت دولة الامارات العربية المتحدة خلال سنة 2020 عددا من المبادرات والمشاريع المرتبطة بمجال الفضاء أهمها ” مسبار الأمل” الذي تم اطلاقه في 20 يوليوز الماضي من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان في رحلة علمية تعد الأولى من نوعها لمشروع عربي لاستكشاف المريخ.

ويتوقع أن يصل المسبار ، الذي شكل إطلاقه حدثا بارزا بالمنطقة العربية خلال السنة التي يودعها العالم ، إلى مدار الكوكب الأحمر في الربع الأول من العام 2021 في رحلة تستغرق سبعة أشهر يقطع خلالها 493 مليون كيلومتر.

وذكر القائمون على المشروع أن المسبار سيظل في مدار المريخ حيث سيقوم بمهمة علمية تتوخى توفير أول صورة شاملة عن الظروف المناخية على كوكب المريخ على مدار العام ، إلى جانب بحث أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ .

كما يتولى المسبار استقصاء العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ ، ومراقبة الظواهر الجوية على سطح الكوكب ، من بينها رصد العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة ، والكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ ، والبحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديما للكوكب الأحمر.

وسيتم إيداع البيانات العلمية التي يجمعها ” مسبار الأمل ” في مركز للبيانات العلمية في دولة الإمارات بحيث يقوم الفريق العلمي الإماراتي بفهرسة هذه البيانات وتحليلها، ومشاركتها مجانا مع العلماء والباحثين المختصين في مختلف أنحاء العالم.

وقال المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء محمد ناصر الأحبابي ، في تصريح صحفي ، إن القطاع الفضائي الإماراتي استثمر كل جهوده ليصل إلى نقطة تاريخية تمثلت في “مسبار الأمل” ، موضحا أن الإستراتيجية الاماراتية في النهوض بالقطاع تشمل بالإضافة إلى مشروع استكشاف المريخ برنامج رواد الفضاء ، الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع وكالة “ناسا” ويهدف إلى تأهيل رواد الفضاء الإماراتيين ، وتعزيز خبراتهم لمهام فضائية مستقبلية.

وأشار الأحبابي ، إلى أن استثمار دولة الإمارات العربية المتحدة في الفضاء مكنها من التوفر على قطاع يعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط ، مشيرا إلى أن هذا القطاع أضحى مصدرا للإلهام ومنصة للإبداع ونموذجا للتعاون.

بدورها ، اعتبرت سارة بنت يوسف الأميري ، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ ، أن المشروع منذ انطلاقه قبل نحو 6 سنوات شكل رحلة مليئة بالتحديات وكذلك بلحظات التعلم والمعرفة لجميع أعضاء فريق العمل.

وأضافت أن تصميم قمر صناعي لاستكشاف المريخ لم يكن بالأمر السهل ، مشيرة إلى أن التحديات تتضاعف بنحو خمس مرات خلال تصميم وتصنيع أنظمة تستكشف عوالم أخرى مقارنة بأقمار الاستشعار عن بعد.

من جانبه ، اعتبر وزير الدولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء ، أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي ، أن إطلاق “مسبار الأمل ” ليس فقط لإلهام العرب والشباب العربي وتحفيزهم، وإنما هو إنجاز تاريخي بتحويل الحلم إلى واقع، وهذا الإنجاز يقول لمن لديه شغف ويقبل بالتحدي أن هناك فرصة للمشاركة.

ويرى مهتمون بأن قصة نقل المسبار إلى محطة الإطلاق الفضائية في اليابان شكلت تجربة ملهمة بحد ذاتها خاصة وأنها تمت في ظل ظروف صعبة وغير مسبوقة في العالم جراء جائحة “كوفيد – 19” وما ترتب على ذلك من تحديات فنية ولوجستية في مقدمتها تعطل الملاحة الجوية وحركة النقل في مختلف أنحاء العالم.

ورغم ذلك نجح فريق ” مسبار الأمل ” في إتمام عملية النقل حسب الجدول الزمني المقرر في رحلة استغرقت أكثر من 83 ساعة برا وجوا وبحرا ومرت بثلاث مراحل رئيسية روعي خلالها اتخاذ تدابير وإجراءات لوجستية محكمة ، لضمان إيصال المسبار إلى وجهته النهائية قبل الإطلاق في وضعية مثالية لتلتحق بذلك الامارات بكل من الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفياتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية والصين التي نجحت في إرسال بعثات إلى مدار الكوكب الأحمر.

وتجدر الإشارة إلى أن الامارات أرسلت في شتنبر من العام 2019 إلى محطة الفضاء الدولية رائد الفضاء هزاع المنصوري الذي يعتبر أول عربي ضمن طاقم المحطة حيث شارك في عدة أبحاث علمية ، كما أطلقت في أكتوبر 2018 “خليفة سات” أول قمر اصطناعي تم تطويره وتصميمه وتصنيعه بالكامل في الدولة ، وكذا برنامج “نوابغ الفضاء العرب” الذي يسعى إلى احتضان ورعاية نخبة من المواهب العربية وتأهيلها لاستكشاف الفضاء.

ويمكن القول إن من شأن هذه الخطوات التي تتوخى الانخراط في عالم الفضاء والاستفادة من الفرص المستقبلية التي يحملها قطاع الصناعات الفضائية الذي يحظى بأهمية بالغة في تنويع الموارد الاقتصادية ، أن تساهم في تحفيز الشباب العربي بصفة عامة والاماراتي بصفة خاصة على الابتكار وامتلاك المعرفة الضرورية لمواجهة التحديات المختلفة التي يحفل بها عالم القرن ال 21.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.