جهة كلميم واد نون 2020.. مؤشرات ستحول باب الصحراء إلى منطقة استقطاب اقتصادي وسياحي

0

إعداد عبد الله البشواري : بمقومات فريدة ومتنوعة من طبيعة تزاوج بين الصحراء والجبل والسهل، وبحار معظم شواطئها لا زالت بكرا، وموقع استراتيجي بين قطبين كبيرين، أكادير والعيون، وبفضل بنيات تحتية تعززت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وعدد من المؤشرات ، الملاحظة مؤخرا، وجهود فاعلين سياسيين واقتصاديين، تنتقل جهة كلميم واد نون، تدريجيا، وبخطى واثقة، الى نقطة جذب اقتصادي وسياحي ووجهة للاستثمارات، بعد أن كانت منطقة عبور الى الصحراء وافريقيا.

ومن المؤشرات الإيجابية، التي كان لها وقع طيب لدى عدد من المهتمين، هو تأشير وزارة الداخلية، قبل نهاية 2020 ، على برنامج التنمية للجهة، وعلى التصميم الجهوي لإعداد التراب باعتبارهما مرجعين أساسيين لتفعيل مقتضيات الجهوية المتقدمة ، الأمر الذي سيساهم في تحقيق تنمية متوازنة تقوم على تشخيص علمي لواقع الجهة وعلى استهداف المشاريع المهيكلة التي من شأنها أن تقوي من استقطابية الجهة.

وبما أنه لا يمكن الحديث عن التنمية وجذب الاستثمارات دون بنيات تحتية في مستوى تطلعات ساكنة الجهة، فقد أعطى برنامج تنمية جهة كلمم واد نون الأولوية لهذه البنيات ولتجهيزات ومجال الاقتصاد، لا سيما منتجات المجال، وتعزيز جاذبية الجهة، هذا بالطبع دون إغفال مجالات أخرى تحظى بالأهمية القصوى بدورها، كالبيئة والشأن الاجتماعي والفعل الثقافي.

ولم يجانب عامل إقايم طانطان الصواب عندما قال، قبل شهر تقريبا، كأنها بشارة السنة المقبلة ، أن هذا الإقليم، وهو أحد المحاور المهمة في الجهة المعول عليه للاقلاع الاقتصادي، سيصبح “منطقة استقطاب اقتصادي بامتياز (… )” حيث سترى النور قريبا منطقة صناعية بمدينة الوطية (مدينة ساحلية غير بعيد عن طاناطان) ومنطقة خدمات بحاضرة الإقليم.

ولن يكون للمنطقة الصناعية بطانطان أثر إيجابي فقط على هذا الإقليم ، بل ستكون حاضنة لمشرايع، ليس فقط محلية بل جهوية أيضا، وستساهم بشكل كبير في تعزيز الحضور الاقتصادي لجهة كلميم واد نون وطنيا وإفريقيا ودوليا.

 الرهان على الموانئ والمطارات والطريق السريع

يفتح ميناء طانطان، وهو من أهم موانئ الصيد البحري بالمغرب والثالث على صعيد الأقاليم الجنوبية للمملكة بعد الداخلة والعيون، آفاقا جديدة للنمو الاقتصادي الأمر الذي تظهره البيانات والإحصاءات ، حيث وصلت قيمة مفرغات السمك بهذه المنشأة (2019) أزيد من 647 مليون درهم .

واستغلالا لهذه البنية المهمة اقتصاديا، أعلن مؤخرا عن وجود أربعة معامل للتصبير وتجميد السمك في طور البناء بمدينة الوطية الساحلية (حيث يتواجد الميناء).

وبالانتقال الى سيدي إفني، الوجهة البحرية الثانية للجهة، والتي تلعب دورا كبيرا في التنشيط والاقتصادي، بفضل عوامل عديدة منها بالخصوص الميناء.

ونظرا للدور الهام الذي يضطلع به قطاع الصيد البحري في النسيج الاقتصادي المحلي، يلعب الميناء بحاضرة آيت باعمران دورا كبيرا في التنمية وخلق فرص شغل، إذ حقق هذا الميناء السنة الماضية، رقم معاملات إجمالي بلغ 199مليون و533 الف درهم.
وبالإضافة الى الموانئ يراهن المسؤولون والفاعلون الاقتصاديون على الطريق السريع بين تزنيت والعيون، الذي سيربط كلميم واد نون بالجهات الأخرى.

ومن شأن هذا المشروع الضخم، أن يشكل رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة، حيث سيساهم، في ضخ الرساميل بها والرفع من جاذبيتها كوجهة للاستثمار.

كما ستساهم المحطة الجوية الجديدة لمطار كلميم من ربط الجهة بعدد من المدن سواء على المستوى الوطني او الدولي.

 السياحة..تحول نوعي

تعرف السياحة التي ، وإن عانت بسبب أزمة (كوفيد 19 )، بجهة كلميم واد نون تحولا نوعيا إذ بقيت الجهة وجهة مفضلة، بشكل ملحوظ ، للسياح المغاربة، وطبعا السياح الأجانب لا سيما أصحاب القوافل وممارسي الرياضات البحرية والقفز على المظلات الذين يحجون بالخصوص الى منطقة سيدي إفني .

وبالفعل، فقد أكدت التجربة خلال فترة الحجر الصحي الناجمة عن فيروس كورونا ، وفق المندوب الجهوي للسياحة، مدى الاهتمام الذي يوليه هذا النوع من السياح (أصحاب القوافل) ، حيث فضل عدد منهم البقاء بالجهة، حتى بعد فتح البلدان الأوروبية أجوائها لعودة رعاياها.

وسيدعم انطلاقة المنطقة، كوجهة سياحية منافسة، إعطاء الانطلاقة، بدعم من مجلس جهة كلميم، لخط جوي سيربط بين جهة كلميم واد نون و جزر الكناري، وكذا فتح خط جوي جديد بين كلميم والدار البيضاء عبر العربية للطيران ، وكذا بين كلميم والعيون عبر شركة الخطوط الملكية المغربية.

ونتيجة للظرفية التي خلفها (كوفيد 19)، ينكب الفاعلون السياحيون بالجهة، وفق المندوبية الجهوية للسياحة، في التخطيط لبرنامج ترويجي يرتكز، بالخصوص، على خلق منتوج سياحي يتلاءم مع الزبناء الجدد الذين، مع الرهان على أن يشكل السياح المغاربة منهم نسبة تتجاوز 75 في المئة، والذين يحتاجون لمنتوج يتناسب معهم متطلباتهم.

ويرتكز المنتوج السياحي بجهة كلميم واد نون، بالخصوص، على ما هو قروي وعلى ما يقدمه الشريط الساحلي الممتد من سيدي إفني إلي طانطان والذي تبث أن العائلات المغربية تفضله في الاصطياف.
 جماعة أباينو …قطب سياحي واعد

ستتحول الجماعة الترابية أباينو (إقليم كلميم) قريبا الى قطب سياحي استشفائي شبيه بمولاي يعقوب، إذ تم مؤخرا، توقيع اتفاقية شراكة تنمية السياحة الطبيعية والقروية لتهيئة وإنجاز مشاريع سياحية بهذه الجماعة بمبلغ 70 مليون درهم.

وتروم الاتفاقية الموقعة بين مجلس جهة كلميم واد نون ووزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي وولاية جهة كلميم واد نون، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، ووكالة الحوض المائي لدرعة واد نو ن، والجماعة الترابية أباينو، بالخصوص، تهيئة الحامتين المعدنيتين الطبيعيتين بالجماعة أباينو.

وفي إطار السياحة دائما يفتح محور إقليم أسا الزاك واقعا وآفاقا جديدة للسياحة الإيكولوجية والسينمائية والدينية ، وذلك لمقوماته الطبيعية والتاريخية والثقافية، والتي يمكن أن تشكل نواة صلبة لازدهار سياحة ستساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للإقليم وللجهة ككل .

ويتميز الإقليم بفضاءات شبه صحراوية بواحاتها وجبالها (واحة آسا وسلسلة جبال واركزيز…)، وبؤهلات تاريخية ودينية (قصر وزاوية أسا وموسم ملقى الصالحين، والنقوش الصخرية…

وسينمائيا، ونظرا لما يوفره من بلاطو طبيعي أضح الإقليم قبلة للمخرجين والنجوم ، حيث اختارها ، مؤخرا، المخرج المغربي داوود أولاد السيد لتصوير أحدث أعماله.

وهكذا تكون جهة كلميم واد نون قد انخرطت ، وبقوة ، في إنجاز عدد من المشاريع تروم في مجملها تعزيز وتقوية وتطوير بنيات تحتية قوية هدفها تحقيق التنمية وجذب الاستثمارات، لا سيما وأن الجهة هي باب الصحراء المغربية وحلقة وصل بين شمال المغرب وجنوبه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.