فتاح العلوي تدعو إلى تحفيز الاستثمار الخاص لتشجيع الإقبال على فرص الاستثمار السياحي بجهة كلميم واد نون

0

دعت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، نادية فتاح العلوي، اليوم السبت بكلميم، الى تحفيز الاستثمار الخاص لتشجيع الإقبال على فرص الاستثمار السياحي بجهة كلميم واد نون.

وقالت فتاح العلوي خلال لقاء بمقر ولاية جهة كلميم واد نون، على هامش زيارة تستمر ليومين تقوم بها للجهة، “ينبغي تحفيز الاستثمار الخاص والدفع بديناميته عبر إرساء منح للاستثمار من شأنها تشجيع الإقبال على فرص الاستثمار السياحي وتسهيل الولوج إلى العقار”.

وأبرزت أن هذا اللقاء يأتي تنزيلا للحلقة الأولى من استراتيجية القطاع للنهوض بالمنتوج السياحي على مستوى جهة كلميم واد نون، وذلك استجابة إلى متطلبات السوق التي تنصب أكثر فأكثر على استهلاك منتوج السياحة الشاطئية والطبيعية، مضيفة أن الزيارة تروم أيضاء إعطاء دينامية قوية لإنجاز برنامج التنمية السياحية المندرج في إطار برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية الخاص بالجهة والموقع أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وبخصوص المشاريع السياحية الطبيعية الممولة من طرف القطاع العام، بما فيه الشركة المغربية للهندسة السياحية، أشارت فتاح العلوي إلى أن المقاربة المتبعة لخلق عرض سياحي طبيعي تنبني على إرساء مكونات أساسية تعنى بإحداث الاستقبال والإعلام والتوجيه، والإيواء السياحي، والتنشيط والترفيه، علاوة على وضع آلية للتواصل تتجسد في تهيئة وتشوير مختلف المسالك والمدارات والمواقع السياحية بالجهة.

وفي هذا السياق ، قالت إن مشاريع المواقع المزمع خلقها لتثمين المنتوجات بالجهة ستمكن من تحقيق الالتقائية المرجوة بين قطاعات السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، ومن هنا تبرز، تضيف الوزيرة، “أهمية إشراك المجتمع المدني في مسلسل ودينامية تنمية القطاع السياحي بجهة كلميم واد نون”.

وسجلت أن الوزارة ستعمل على تفعيل مضامين الاتفاقية الموقعة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، والتي ستسمح بتثمين فرص الاستثمار ومواكبة حاملي المشاريع السياحية وخلق نسيج اقتصادي غني من مقاولات صغرى ومتوسطة سيمكن من تعزيز الاستثمار والعرض السياحيين والنهوض بهما على مستوى كلميم واد نون .

واستحضرت مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 45 للمسيرة الخضراء المظفرة، الذي أكد فيه جلالته على ضرورة مواصلة العمل على تطوير اقتصاد بحري حقيقي بالأقاليم الجنوبية لما تتوفر عليه، في برها وبحرها، من موارد وإمكانات كفيلة بجعلها جسرا وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي عبر الاستثمار في المجالات البحرية وإعطاء دفعة جديدة للمخطط الأزرق وجعله دعامة استراتيجية لتنشيط القطاع السياحي وتحويل هذه الأقاليم إلى وجهات حقيقية للسياحة الشاطئية، مبرزة أن يتم تدارس الجوانب المتعلقة برؤية الفاعلين المحليين الخاصة بتنمية المنتوج الشاطئي للجهة ، وكذا المنهجية المثلى التي يتعين اتباعها من أجل بزوغ الوجهة السياحية ” الصحراء الأطلسية “.

ودعت، في السياق ذاته، الى ضرورة أن تتسم الخيارات الهيكلية التي سيتم اتخاذها لتطوير المنتجات السياحية المختلفة، برافعة لتنمية الجهة ومصدرا لخلق فرص للشغل، مؤكدة أن المنتجات السياحية التي سيتم خلقها بالجهة يجب أن تترك انطباعات إيجابية في أذهان السياح الذين سيزورون المنطقة.

كما شددت على ضرورة أن تكون هذه المنتجات السياحة بالجهة ملفتة للنظر للعائلات والشباب من أجل تمديد مدة الإقامة بكلمم واد نون، وجذب شرائح جديدة من الزوار، داعية إلى تطوير المنتوج السياحي أخدا بعين الاعتبار البعد التاريخي والطابع الجغرافي للجهة تماشيا مع خصوصيات الهوية المحلية.

وبهدف ضمان نجاعة تنفيذ البرنامج، دعت الوزيرة أيضا، الى القيام بتتبع فعال على مستوى لجنة الريادة، وضرورة إشراك الشركة المغربية للهندسة السياحية، كفاعل مؤسساتي محفز للتنمية المجالية، في مواكبة هذه الاستثمارات ، الأمر الذي سيمكن من إنجاح وتسريع وتيرة تفعيل المشاريع بالنظر للخبرات التي راكمتها هذه المؤسسة بخصوص هندسة وتنفيذ المشاريع السياحية.

وفي معرض حديثها عن المؤهلات التي تتوفر عليها الجهة، أبرزت الوزيرة أنها تزخر بمؤهلات طبيعية وثقافية كفيلة بأن تجعلها في مصاف الوجهات السياحية الطبيعية الأكثر إشعاعا على الصعيدين الوطني والعالمي، لاسيما وأن المنتوج السياحي للجهة يجمع بين المواقع والمناظر الخلابة من شواطئ وواحات خضراء بالإضافة إلى قصبات ومآثر تاريخية تعبر عن العمق التاريخي للجهة والتي يتعين تثمينها.

واستطردت أن الصناعة السياحية تعتبر قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب بحيث حققت نتائج إيجابية ومشجعة بفضل الرعاية والتوجيهات الملكية السامية التي تحظى بها.

وقالت إن الظرفية الحالية الصعبة، تستوجب حسن استغلال الفرص المتاحة في إطار تشاركي والتقائي، متسم بالروح الوطنية وتغليب المصلحة العامة، وتكثيف الجهود للخروج من الأزمة الراهنة بأقل الخسائر الممكنة.

ولم يفت الوزيرة التذكير بأن أهم رهانات القطاع للخروج من هذه الأزمة وتداعياتها تتمثل في تطوير وتحسين تنافسية وجاذبية المناطق السياحية وتثمين الموارد السياحية للاستجابة بشكل دقيق لمتطلبات الأسواق السياحية الوطنية خاصة في الوقت الراهن وكذا الأسواق العالمية.

ودعت الفاعلين المحلين من سلطات محلية ومنتخبين ومهنيين للعمل على تضافر وتوحيد الجهود لتجاوز الإكراهات وتذليل الصعاب التي تواجه القطاع السياحي بالجهة في هذه الفترة الدقيقة حتى يتسنى له استرجاع عافيته ونشاطه المعهود.

وفي سياق آخر ، ذكرت العلوي بالانتصار الدبلوماسي الذي حققه المغرب، في إطار استكماله لوحدته الترابية تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة، والذي يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية.

من جهته، دعا والي جهة كلميم واد نون محمد الناجم أبهاي، الى الترويج للجهة سياحيا ، والعمل على تشجيع القطاع السياحي، مؤكدا في هذا الصدد، على أهمية التركيز على قطاع الطيران على اعتبار أن كلميم، حاضرة الجهة، تتوفر على مطار بمواصفات عالية. وأبرز أن زيارة وزيرة السياحة للجهة تروم “إرجاع القطاع السياحي إلى مساره الحقيقي وخلق نهضة وإقلاع سياحي على صعيد الجهة” .

أما رئيسة الجهة امباركة بوعيدة، فأبرزت أن لقطاع السياحة بالجهة مستقبل واعد ، داعية الى استغلال موقعها الجغرافي المتميز ومؤهلاتها التاريخية و الثقافية والطبيعية الكبيرة ، إلى جانب توفرها على مطارين (كلميم وطانطان) والطريق السريع بين تزنيت والعيون، وذلك لجعل قطاع السياحة قاطرة وقطبا اقتصاديا .

وشددت على خلف دينامية بهذين المطارين لا سيما وأن مطار كلميم هو من الجيل الجديد من المطارات، لتشجيع الاستثمار وتحريك الاقتصاد . وخلال هذا اللقاء، استعرض المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية عماد برقاد، مؤهلات الجهة وفرص التنمية والسياحة بها ، مبرزا أن ما تزخر به هذه الجهة من تنوع طبيعي (شواطئ، جبال ، صحراء، واحات) يجعل منها وجهة سياحية مهمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.