فاس مكناس: عمليات تضامنية طبعت الذاكرة في زمن الجائحة

0

تنصرم سنة 2020 في جهة فاس مكناس والنفوس مثقلة بندوب الجائحة التي استنفرت روحا تضامنية غير مسبوقة عبرت عنها القوى الحية بشكل تلقائي من خلال مبادرات متنوعة.

استقبال السياح العالقين إثر إغلاق حركة النقل الدولي، فتح الفنادق لإيواء الطاقم الطبي والتمريضي، تصنيع معدات الوقاية من كوفيد 19 وتخصيص جلسات استماع للمرضى والطلبة..عمليات تضامنية حركها وازع التعاون والوفادة الذي يطبع سلوك المغاربة وقيمهم منذ قرون.

فأمام الوقع المأساوي للوباء وانعكاساته السوسيو اقتصادية، أبان الفاعلون المحليون على صعيد فاس مكناس، عن روح ابداعية خلاقة وخصال إيثار وتعبئة للمساهمة في المجهود الوطني لمحاربة كوفيد 19.

وحتى لا يكونوا عوامل لتنقل الفيروس في أوساطهم الأسرية، أحيطت الطواقم الصحية بعناية خاصة من قبل عدد من الفنادق المصنفة في مكناس التي وفرت عشرات الغرف لراحة المهنيين الذين يوجدون في الصف الأول للمعركة، وكذا لايواء المصابين والموضوعين رهن الحجر الصحي.

وفي فاس، فتح مالك رياض أبوابه أمام عدد من الأجانب الذين وجدوا أنفسهم عالقين بدون موارد كافية بعد توقف الرحلات الجوية.

وعلى صعيد آخر، انخرطت مدينة الابتكار التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس في تصميم وتصنيع واقيات تمت طباعتها بشكل ثلاثي الأبعاد، موجهة لفائدة الطواقم الطبية للمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، دعما لهم في مواجهة كوفيد 19.

ولمواكبة ذوي الوزرات البيضاء في هذه المعركة على الصعيد النفسي، بادر المركز الاستشفائي الجامعي الى احداث وحدة للدعم النفسي تروم مساعدة المهنيين على تجاوز الانفعالات المرتبطة بالقلق والاجهاد والخوف.

وهكذا تم تشكيل فريق من الاخصائيين النفسانيين يتولون مواكبة الأطر الصحية العاملة في علاج كوفيد 19 من خلال استشارات هاتفية أو في عين المكان. وتمت في هذا السياق تعبئة خط هاتفي للدعم والمواكبة رهن اشارة العاملين.

وفي ذات السياق، تم فتح رقم هاتفي بتعاون مع هيئة الأطباء لفائدة الساكنة عموما، بوتيرة يومية في الفترة ما بين الثانية والرابعة بعد الزوال.

من جهة أخرى، تناسلت المبادرات ذات الطابع الاجتماعي الرامية الى دعم الأشخاص في وضعية هشاشة واحتياج، والتي شملت أساسا توزيع كميات من المواد الأساسية.

في هذا الإطار، سجل فريق من أنصار نادي المغرب الفاسي التفاتة متميزة من خلال التعبئة لجمع التبرعات العينية، خصوصا من المواد الغذائية، لفائدة العائلات المحتاجة المنحدرة من الأحياء الفقيرة للعاصمة العلمية.

وتجسدت هذه الروح التضامنية بتازة في عمليات مماثلة أطلقها شباب المدينة مساهمة في التخفيف من الانعكاسات السوسيو اقتصادية لجائحة كوفيد 19.

وفي بولمان، استفادت عشرات من الأسر من عملية مماثلة نظمها متطوعون من أبناء المنطقة تحت شعار “اولاد البلاد”. واستهدفت العملية أساسا الفئات التي تضررت بتوقف أنشطتها المعيشية في زمن الحجر الصحي.

في زمن الجائحة بانعكاساتها النفسية والسوسيو اقتصادية، تحفزت الإرادات الطيبة على صعيد جهة فاس مكناس لتعلي قيم التآزر والتضامن التي أبانت عن فعاليتها في التقليص من حدة الجائحة والرفع من منسوب القدرة الجماعية على التعايش مع الظرفية الصعبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.