كتبت مجلة (ليسونسيال)، التي تعنى بالعلاقات الدولية، في عدد خاص، بمناسبة مرور 20 سنة على اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، أن المغرب بقيادة جلالة الملك “ذي الرؤية الاستشرافية والحداثية والطموحة”، أضحى، على مدى عقدين من الزمن، “نموذجا للإقلاع الإفريقي”.
وفي افتتاحية هذا العدد، المعزز بمقالات وشهادات لقادة في جميع أنحاء العالم تسلط الضوء على عمل جلالة الملك في جميع المجالات، كتبت المجلة أن “جلالة الملك محمد السادس، وخلال عقدين من الحكم، وضع بلاده، بشكل لا رجعة فيه، على سكة التقدم والتنمية والديمقراطية. مسيرة واثقة وجريئة تندرج ضمن استمرارية الإصلاحات التي بدأها والده الملك الراحل الحسن الثاني، وترتكز على رؤية متبصرة ومقاربة استباقية”.
وذكرت المجلة، من جهة أخرى، أنه “خلال عقدين من الحكم، نسج جلالة الملك علاقات مثمرة مع الغالبية العظمى من بلدان العالم تركز على التعاون والتنمية”، موردة، في هذا الصدد، شهادات لرؤساء دول من إفريقيا ومناطق أخرى، وكذا لشخصيات بارزة من مشارب مختلفة.
واعتبرت المجلة، المتخصصة في الشؤون الجيو-سياسية الدولية، أن “القارة الإفريقية توجد في صلب الدينامية الجديدة للتعاون جنوب -جنوب التي ما فتئ يدعو إليها جلالة الملك”.
وأبرزت أن عمل جلالة الملك في خدمة إفريقيا والتزامه الثابت بالسلم والتنمية هو موضع ترحيب من قبل قادة البلدان الإفريقية، الذين “يرون في المغرب دعامة كبرى للاستقرار والرخاء على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وفي حديث للمجلة، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أن إفريقيا توجد بالفعل في صلب التوجهات الدبلوماسية للمملكة.
وتحت عنوان “دبلوماسية نشطة في خدمة الرؤية الملكية”، أبرز السيد بوريطة كيف أن المغرب “يغذي جذوره الإفريقية، وينخرط في تطوير منطقة جنوب الصحراء بالقارة، دون أن يغفل الحفاظ على علاقاته مع ما وراء المتوسط”.
وقال السيد بوريطة “بالنسبة للمغرب، فإن العلاقة مع إفريقيا هي علاقة مع القارة التي ينتمي إليها، ومع امتداده الطبيعي وعمقه الاستراتيجي. فنحن لم نأت من الخارج، بل نتفاعل مع فضائنا الخاص”، مستشهدا، في هذا الصدد، بمقتطف من خطاب جلالة الملك، بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة الملك والشعب، والذي أكد فيه جلالته أن “إفريقيا بالنسبة لنا ليست هدفا، وإنما هي التزام، من أجل المواطن الإفريقي، أينما كان”.
وفي معرض تطرقها لمشاريع التنمية الشاملة التي أطلقها جلالة الملك على المستوى الوطني، كتبت المجلة أن “المسار الذي تم قطعه منذ سنة 1999 مسار مهم” بفضل الرؤية الملكية التي ترتكز، أساسا، على الاستثمارات المكثفة في البنى التحتية، الضرروية لتعزيز الترابط وضمان أسس التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأبرزت المجلة، التي استقت، في عددها الخاص، شهادات لعدد كبير من الوزراء ولرؤساء مجموعات كبرى ومقاولات لتقديم نظرة عامة عن الإنجازات الكبرى التي تجعل من المملكة اليوم نموذجا حقيقيا للتنمية، أن “المغرب يتوفر اليوم، سواء على مستوى الموانئ أو السكك الحديدية أو الطرق السيارة، على شبكة رائعة من البنى التحتية الخاصة بالنقل”، مشيرة إلى أن “كافة الاستثمارات التي تم إطلاقها خلال العقدين الماضيين تهدف إلى جعل المملكة الشريفة قطبا اقتصاديا إقليميا. ونتائج هذه الاستراتيجية مقنعة اليوم”.