الكثيري: التاريخ المشترك للمغرب والدول الافريقية في مرحلة الكفاح ضد الاستعمار شكل عاملا أساسيا في توجه سياسته الخارجية إزاء هذه الدول

0

قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري إن التاريخ المشترك للمغرب والدول الافريقية في مرحلة الكفاح ضد الاستعمار شكل عاملا اساسيا في توجه سياسته الخارجية إزاء هذه الدول .

وأضاف الكثيري في كلمة له خلال أشغال الدورة الـ 27 للجمعية العمومية و مجلس ادارة الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب التي اختتمت مساء أمس الثلاثاء في أبوظبي أن المغرب كان منذ سنوات استقلاله الاولى من المدافعين عن وحدة واستقلال الدول الافريقية ،مستحضرا الدعم المالي واللوجستي الذي قدمه جلالة المغفور لهما محمد الخامس ومن بعده الحسن الثاني طيب الله ثراهما لحركات التحرر الافريقية .

وتابع أن المغرب يعمل في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تكريس البعد الافريقي في سياسته الافريقية في الحفاظ على علاقات التعاون من خلال تجديد العلاقات الثنائية مع الدول الافريقية إلى أن تمت العودة الى الاتحاد الافريقي باعتباره الاطار المؤسساتي والطبيعي الذي تنتمي إليه المملكة بحكم وشائج الجغرافيا والتاريخ والنضال والماضي المشترك. وسجل السيد الكثيري ،الذي ترأس الوفد المغربي المشارك في هذا اللقاء، انه بالرغم من انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الافريقية ،الذي يعتبر من مؤسسيها، لم تقطع المملكة اللحمة مع القارة الافريقية والانشغال بقضاياها ومشاكلها وتطلعات شعوبها في تحقيق التنمية كما لم تكف عن الانخراط في التعاون مع العديد من الدول الافريقية عن طريق ربط علاقات ثنائية أو متعددة الاطراف .

وذكر بأن عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي بعد 33 سنة جاءت في سياق خاص “تميز بتلاشي مفهوم الزعامات الاقليمية وانحسار الصراعات الايديولوجية وشراء مواقف بعض الدول الافريقية الفاقدة للشرعية لدعم الاطروحة الانفصالية التي يتبناها الكيان الوهمي.

وسجل المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن المغرب حرصا منه على استتباب السلم والأمن بالقارة الافريقية تصدر طليعة الدول المشاركة في عمليات حفظ السلام وتحقيق الانتقال الديمقراطي للدفاع عن الشرعية ببعض الدول الافريقية جنوب الصحراء.

ومن دواعي التفتح على القارة السمراء ،يضيف المندوب السامي،الوعي العميق للمغرب بالثقل الحضاري والسياسي لهذه القارة التي أصبحت أحد أهم مناطق التنافس الاقتصادي العالمي نظرا لما تتوفر عليه من فرص اقتصادية واعدة وثروة بشرية شابة ومواد أولية وثقافة الى غيرها من المقومات الكفيلة بحعلها قوة كبرى ومجالا حيويا لجلب الاستثمار.

وسجل أن التحديات المشتركة التي يواجهها كل من العالم العربي والقارة الافريقية تتطلب في المرحلة الحالية الدفع بالعلاقات بينهما إلى مستويات أعلى من التعاون والشراكة بما يسمح بتبادل المنفعة وصيانة مصالح الطرفين.

وكان الكتيري قد ترأس خلال أشغال هذه الدورة، لجنة إصلاح القوانين واللوائح، وذلك بعضوية الامانة العامة للاتحاد والكويت والاردن حيث تم تدارس القوانين المنظمة للاتحاد منذ نشأته سنة 1960 وأدخلت عليه تعديلات تتعلق بتنظيم الجمعية العمومية ومجلس ادارة الاتحاد وعلاقتها بالامانة العامة بالاضافة الى الاجراءات المتعلقة بطرح القضايا والمواضيع ذات الصلة بقدماء المقاومين والمحاربين في الوطن العربي في كافة جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية وضمان صيانة الذاكرة التاريخية بشقيها الوطني والمشترك.

وبالإضافة إلى الكتيري، ضم الوفد المغربي المشارك في أشغال هذه الدورة كلا من السيدين سبيك نعيم رئيس الجمعية الوطنية لقدماء العسكريين والمحاربين ،وزهير بن قرعاش رئيس مكتب العلاقات الخارجية بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

تجدر الاشارة إلى أن الاتحاد العربي للمحاربين القدماء ، الذي تأسس في 20 فبراير 1960 في القاهرة ، يهدف إلى تعزيز الروابط بين الجمعيات والمؤسسات والمنظمات والروابط الأعضاء في الاتحاد وهو عضو في الفيدرالية العالمية للمحاربين القدامى.

ووصل عدد أعضاء الاتحاد إلى 18 دولة من جملة 22 دولة عربية منضوية تحت لواء جامعة الدول العربية يمثلها 23 منظمة ترعى شؤون المحاربين القدماء وضحايا الحرب وأسر الشهداء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.