وخلال هذا اللقاء، الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بحضور عامل إقليم الدريوش، محمد رشدي، ومسؤولين محليين، ومنتخبين، وفعاليات المجتمع المدني، وكذا منتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، جرى تسليط الضوء على معاني ودلالات هذا الحدث التاريخي، الذي يمثل نموذجا لكفاح المغاربة من أجل الوطن واستقلاله، ضد المتربصين به من القوى الاستعمارية الغاشمة.
وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة تلاها نيابة عنه حميدة معروفي، مدير الأنظمة والدراسات التاريخية بالمندوبية، أن تخليد ذكرى هذه المعركة، التي قادها المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، تشكل مناسبة لاستحضار الأدوار الريادية لأبناء هذه الربوع في مقاومة الوجود الاستعماري والتصدي لمؤامرات الاحتلال الأجنبي وأطماعه التوسعية.
وقال إن معركة أنوال (21 يوليوز 1921)، كانت من أعظم الملاحم البطولية التي سطر روائعها أبناء هذا الوطن الأبي في التحام وثيق مع العرش العلوي المجاهد، لتشكل بذلك نموذجا حيا عن تكلم المعارك والمواجهات البطولية التي خاض غمارها المجاهدون المغاربة عبر كل الأزمنة وفي كل بقاع الوطن في مواجهة الغزاة المحتلين.
وأضاف أن معركة أنوال تشكل أيضا صفحة من صفحات العزة والكرامة التي سطر ملامحها وفصولها أبناء هذا الوطن حينما انتفضوا عن بكرة أبيهم ضد الاحتلال الأجنبي وخاصة بعد توقيع عقد الحماية في 30 مارس 1912، لتندلع ثورات شعبية عارمة في مواجهة التسلط الاستعماري بكل أشكاله وأصنافه.
واعتبر هذه الذكرى مناسبة لاستحضار جلائل الأعمال التي صنعها الاسلاف والأجداد والآباء عبر جهادهم المتفاني وكفاحهم المستميت من أجل نيل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية، مضيفا أنه بنفس العزيمة والإصرار تتواصل الجهود والمساعي وراء عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس من أجل مواصلة تحديث وتنمية الوطن وصيانة وحدته الترابية المقدسة وتثبيت مكاسبه الوطنية.
وأشار إلى أن المندوبية السامية لا تدخر جهدا في سبيل التعريف بالأمجاد وتسليط الضوء على ملحمة الاستقلال ونضالاتها وبطولاتها، وتوثيق وتدوين مضامينها وإبراز دلالاتها وتكريم رموزها وأعلامها، وكذا إشاعة رسائل وقيم الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية في صفوف الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة لتتمسك بأقباس هذه الملحمة الخالدة والذود عن ثوابت الأمة ومقدساتها.
من جهته، أشار المقاوم المختار بوزلماط، باسم أسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليمي الناظور والدريوش، إلى أن معركة أنوال، التي تعتبر من أهم المعارك التي خاضتها قبائل الريف بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي، ستبقى راسخة في ذاكرة الشعب المغربي وفي تاريخ الشعوب المستعمرة، مبرزا أن هذه المعركة كانت درسا للشعوب الاستعمارية وعبرة للشعوب المغلوبة لاستنهاض هممها والدفاع عن حقوقها الوطنية.
وقد عرف هذا اللقاء تكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير من أبناء المنطقة عرفانا لما بذلوه وما قدموه من أعمال جليلة للوطن، بالإضافة إلى توزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة.
وعلى هامش تخليد هذه الذكرى، وبتنسيق مع جمعية الشعلة للتربية والثقافة والسلطات المحلية والمجالس المنتخبة، سيتم بالمركز متعدد التخصصات بابن الطيب، تنظيم الصالون الثقافي في نسخته الثالثة تحت شعار “دور الشباب في تثمين الذاكرة الوطنية.. معركة أنوال نموذجا”.
الحدث:وم ع