أسدل الستار، امس الأربعاء، على فعاليات الدورة ال16 لموسم طانطان الذي نظمته مؤسسة “ألموكار” بين 7 و12 يوليوز الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وشكلت دورة هذه السنة، التي نظمت تحت شعار “موسم طانطان.. تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة”، مناسبة للاحتفاء بمختلف مظاهر وأنماط الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها، وتسليط الضوء على غنى وتنوع التراث الثقافي غير المادي الذي تزخر به المملكة.
كما توخت هذه الدورة تكريس الاحتفاء بثقافة الترحال والمحافظة على الموروث الثقافي للمجتمع الصحراوي وما يكتنزه من فنون تعبيرية وعادات اجتماعية ضاربة في القدم .
وتميزت هذه التظاهرة الثقافية بتنظيم العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة التي احتفت بالموروث الثقافي والتراث الشفهي واللامادي للإنسانية من خلال إبراز مختلف أبعاد الحياة اليومية للإنسان الصحراوي كوسيلة للتنمية المستدامة في إقليم طانطان ووجهة كلميم وادنون ككل.
وهكذا، عرف الموسم تنظيم معرض جهوي لمنتجات الصناعة التقليدية تحت شعار “الصناعة التقليدية تراث وإبداع في خدمة التنمية المستدامة”، والذي شكل فرصة للتعريف والترويج لمنتجات الصناعة التقليدية المحلية والوطنية، وتنظيم كرنفال استعراضي قدمت خلاله لوحات فنية تعكس تجليات حياة الإنسان الصحراوي وتجسد غنى وتنوع الموروث الثقافي الصحراوي والمؤهلات التي تزخر بها المنطقة.
كما تضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم جلسات شعرية شكلت مناسبة للاحتفاء بالشعر والتراث الحساني، وتنظيم خيام موضوعاتية قدمت للزوار مختلف مظاهر وأنماط حياة الإنسان الصحراوي وعاداته وتقاليده، وكذا عروض فلكلورية في فن “التبوريدة” والهجن، بالإضافة إلى مسابقات في الطبخ التقليدي والألعاب الشعبية.
وتم أيضا تنظيم ندوات فكرية منها ندوة ناقشت السبل الكفيلة بتثمين وصيانة التراث الثقافي الحساني وتدوينه وتوثيقه، وكذا تنظيم معارض لمخطوطات وصور ووثائق تاريخية، إلى جانب تنظيم أنشطة رياضية واجتماعية، فضلا عن أمسيات فنية وموسيقية بمشاركة فنانين مغاربة وأجانب.
ومثل موسم طانطان مناسبة أيضا لبحث فرص الاستثمار بإقليم طانطان من خلال “ندوة الاستثمار الأخضر” التي شكلت أبرز حدث ضمن فعاليات الموسم، والتي بحث خلالها فاعلون اقتصاديون ومستثمرون وخبراء مغاربة وأجانب، السبل الكفيلة للاستثمار بإقليم طانطان وجهة كلميم وادنون، ولا سيما في قطاع الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر.
وشاركت الإمارات العربية المتحدة في فعاليات هذه الدورة من خلال جناح تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والذي تضمن منتجات متنوعة تبرز ثراء وتنوع الثقافة والتراث اللامادي الإماراتي وجهود المحافظة عليه.
ويعد موسم طانطان الذي تم إدراجه من طرف منظمة اليونسكو ضمن التراث الشفهي غير المادي والإنساني عام 2005، والمسجل ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي والإنساني عام 2008 ويختزن جميع مكونات الثقافة الحسانية، لحظة مهمة لقبائل الأقاليم الجنوبية المغربية للاعتزاز بتاريخهم، ومرآة حقيقية تعكس قوة وجمالية الثقافة الصحراوية كموروث حضاري مغربي عريق.