أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، امس الاثنين، بمراكش، أن “تسخير الذاكرة التاريخية، من خلال الرموز والأمجاد الوطنية، لمقاربة قضايا الحاضر، يعد فعلا يستحق التنويه”.
وشدد السيد بنسعيد، في كلمة خلال الدورة الرابعة للندوة العلمية الوطنية لمؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش، حول موضوع “الرسالة الكونية للمرأة في الفكر الإنساني عبر العصور”، على أن “تسخير الذاكرة التاريخية، من خلال الرموز والأمجاد الوطنية، لمقاربة قضايا الحاضر في وفاء ثابت لعمقنا الحضاري، الذي يقوم على ربط حلقات التاريخ المغربي الممتد باللحمة الوطنية الداعمة للتماسك والتضامن الوطني والاستقرار البن اء، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعد فعلا يستحق التنويه”.
وأوضح الوزير في هذه الكلمة، التي تلاها نيابة عنه، مدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة، محمد بنيعقوب، أن هذا اللقاء العلمي يسعى إلى “استثمار سياق اليوم العالمي للمرأة للاحتفاء بالمرأة من خلال موضوع رابط بين الماضي والحاضر”، ألا وهو “الرسالة الكونية للمرأة في الفكر الإنساني عبر العصور” “جلسات في حضرة السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها”.
وتابع أن “وضع المرأة في سياق تاريخي يترجم المكانة الثابتة للمرأة في كل الأزمنة والعصور، وأن إصلاح أوضاعها هو اشتغال على إصلاح أوضاع المجتمع ككل”، مبرزا أن “ما نعيشه اليوم ببلادنا من تبويئ المرأة لمكانة مرموقة داخل المجتمع، سواء في الأسرة أو في الدولة، هو نتيجة لمسار طويل من الانفتاح ومن تحرير الطاقات، انتصر فيه المغرب لمنطق التوازن بين الالتزام بالهوية الدينية، والانفتاح على التحولات المجتمعية”.
وانطلاقا من إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل على الشأن الثقافي الوطني، أشاد بالحضور النسائي في كل الإبداعات والمهن الفنية، وفي صناعة التراث الوطني والمحافظة عليه بمختلف جهات المملكة، “بدءا من الأعمال اليدوية البسيطة، إلى الأعمال الفكرية والإبداعية والأكاديمية الأكثر تعقيدا”، مشيرا إلى أن “التنوع الثقافي والتعدد اللغوي المميز للهوية المغربية كان حصنا منيعا ضد كل نزوع نحو الغلو، ولذلك اكتسب المغرب هويته الحضارية كبلد للحوار والتعايش ونبذ التعصب والكراهية بفضل إبداع رجاله ونسائه”.
أما رئيس مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي – باب هيلانة، مولاي سلامة العلوي، فأكد في كلمة له، أن هذه الندوة العلمية تروم إبراز “قضية المرأة ورسالتها الكونية في الفكر الإنساني، والتي تعتبر من القضايا المحورية”.
وتابع “لا تكاد تخلو ديانة أو توجه فكري من تناول جوانب لها علاقة بالمرأة، حيث قدمت كل الرسالات السماوية على غرار اليهودية والمسيحية.. قبل الإسلام، أنماطا مثالية يحتذى بها من النساء، كالسيدة مريم العذراء عليها السلام، التي كرمها الله سبحانه في كتابه الحكيم”.
وسجل أن اكتمال عملية تفعيل أدوار المرأة في المجتمع “تحقق مع رسالة الإسلام التي تمثل مرحلة فاصلة ومتميزة في تاريخ البشرية”، ضاربا مثلا بـ”النص القرآني الذي يتضمن كما هائلا من التشريعات والقيم والتعاليم التي تحرر المرأة من كثير من القيود والأثقال”.
وخلص إلى أن الندوة تتميز بمشاركة ثلة من الأستاذات الجامعيات والأكاديميات والباحثات المختصات في الأنساق الفكرية والثقافية بغرض مقاربة تيمات بحثية مرتبطة بالموضوع، مشيرا إلى أنها تتوخى أيضا “إبراز الدور الرائد للمرأة وتطوره في العصر الحديث في عهد السلاطين، والملوك الثلاثة، جلالة المغفور لهما محمد الخامس، والحسن الثاني، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وفي تصريح لقناة إم 24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبرت الصحافية بإذاعة (ميدي 1)، ماجدولين بنشريف، عن امتنانها لهذا التكريم، مضيفة أن لكل تكريم “خصوصيته وجماليته”.
وكشفت أن هذا العرفان يمكن الفرد من “تأمل مساره ومنجزاته وترصيدها على النحو الأمثل”، مشيرة إلى أنه يمكن، أيضا، من “استشراف المستقبل والطموح في ما هو أكبر”.
وخلصت إلى أن “فعل إبراز عناصر نسوية، يكتسي أهمية بالغة على النحو الذي يسلط الضوء على المجتهدين والمجتهدات، بغرض اتخاذهم نماذج وقدوات”.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الرابعة للندوة العلمية الوطنية لمؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش، المنظمة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجامعة القاضي عياض، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش – آسفي، قاربت موضوع “الرسالة الكونية للمرأة في الفكر الانساني عبر العصور”، وذلك بغرض إبراز دور الذاكرة الجماعية في تعزيز مقاربة النوع، وتسليط الضوء على نماذج نساء كن بحق رائدات في مجالات شتى.
ال/وم