أشاد رئيس كوستاريكا، رودريغو تشافيس، بجودة علاقات الصداقة المتميزة التي تجمع المغرب وكوستاريكا، وثمن الريادة “القوية جدا” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.
وجدد السيد رودريغو تشافيس، في حوار مع قناة الأخبار المغربية M24، بثته يوم الاثنين، بالمناسبة ذاتها، دعم بلاده لحل سلمي للنزاع حول الصحراء في إطار الوحدة الترابية للمملكة.
في ما يلي النص الكامل للحوار مع السيد رودريغو تشافيس:
سؤال:
شكرا جزيلا لكم السيد الرئيس على استقبالنا بمكتبكم بالقصر الرئاسي. إنه لشرف لنا. جلالة الملك محمد السادس أكد في برقية تهنئة بمناسبة انتخابكم رئيسا لجمهورية كوستاريكا حرصه على العمل سويا معكم من أجل إثراء علاقات الصداقة المتميزة القائمة بين البلدين، وإرساء أسس جديدة للتعاون البناء، كيف تنظرون إلى هذا الحرص من قبل جلالة الملك؟
جواب:
بداية وقبل كل شيء تحية قلبية للشعب المغربي وخاصة لجلالة الملك محمد السادس. إنه لشرف لي أن يهنأني جلالة الملك بمناسبة انتخابي رئيسا للبلاد. صحيح، المغرب هو بالفعل بلد كبير للغاية وله تاريخ عريق. لقد كنت أحكي لك عن عشقي لمدينة مراكش، والأطباق المغربية وكل تلك الأشياء الجميلة التي لديكم.
من الواضح أن المغرب بلد مهم في تاريخ العالم، بل مهم جدا. ما هي قواسمنا المشتركة؟ حب عميق لاحترام حقوق الإنسان والتوق لنكون مواطنين صالحين في العالم.
المغرب يتوفر على إمكانات سياحية ومؤهلات فلاحية هائلة. كوستاريكا نفس الشيء. نحن دولة صغيرة حوالي خمسة ملايين نسمة، أنتم نحو 36 مليون نسمة.
وبالاضافة إلى ذلك لقد شرفني كثيرا جلالة الملك عندما أوفد رئيس الحكومة إلى كوستاريكا لتمثيل جلالته في مراسيم التنصيب. لذلك أرى بحماس وأمل كبيرين أن نتمكن من إقامة علاقات ثقافية واقتصادية وأن نعمل مع ا ضمن المجموعة الدولية للمضي قدما في تعزيز مصالحنا المشتركة، لأنه على الرغم من حقيقة أننا مختلفون جغرافيا ومكانيا، أعتقد أن صداقتنا ستمنحنا العديد من المزايا.
سؤال:
تماما كان هذا هو سؤالي الثاني، فكوستاريكا من خلال الانتخابات الرئاسية الجيدة التي نظمتها مؤخرا أصبحت نموذج ا ديمقراطي ا في المنطقة. في حفل التنصيب، حضر رئيس الحكومة بتكليف من جلالة الملك، وهو ما يعكس الاهتمام الذي توليه المملكة لتعزيز علاقات التعاون مع كوستاريكا. كيف يمكن توطيد هذه العلاقات بشكل أكبر؟
جواب:
أولا وقبل كل شيء هناك التعاون الدولي نحن نعمل مع ا، المغرب وكوستاريكا في مركز التنمية لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، التي تعمل على تحقيق أفضل السياسات العامة في العالم وتقاسمها، نحن نعمل بشكل جيد على هذا المستوى. لدينا إمكانات هائلة في مجال السياحة، وكوستاريكا والمغرب، كلاهما مكانان رائعان للغاية، لكنهما مختلفان تمام ا، أنتم لديكم الصحراء، والبحر الأبيض المتوسط ، ولديكم تاريخ تلك الأمة العربية. ونحن لدينا الجبال والغابات والشواطئ الاستوائية، يجب أن نستثمر ونسافر من مكان إلى آخر.
لدينا زراعات مختلفة جدا. تمور المغرب رائعة للإفطار مع وجبة حساء جيدة. يا لها من روعة! كوستاريكا لديها الأناناس والمانغو والموز. إنها فواكه غريبة. نحن بحاجة إلى مزيد من التجارة، والمزيد من الاستثمار المتبادل، والاستثمار الأجنبي المباشر. هناك فاعلون سياحيون في المغرب يمكنهم الاستثمار في كوستاريكا، بالإضافة إلى مواصلة التعاون في الشق الثقافي والدبلوماسي المربح للجانبين في إطار التعاون جنوب جنوب.
سؤال :
كوستاريكا والمغرب بلدان رائدان في منطقتيهما من حيث تعزيز حقوق الإنسان والهجرة والبيئة والسياحة والفلاحة، بالنظر إلى إمكانياتهما، أليس المغرب وكوستاريكا، مدعوان إلى العمل على الرقي بعلاقاتهما الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة؟
جواب :
من دون شك ، إنهما دولتان يتقاسمان قيم ترسيخ حقوق الإنسان والديمقراطية. كلا البلدين يثمننان البيئة. ريادة صاحب الجلالة محمد السادس قوية جدا. أعتقد أن كوستاريكا والمغرب والأصدقاء المشتركين بيننا: الاتحاد الأوروبي وإسبانيا والدول الديمقراطية الأخرى في المنطقة، أعتقد أن الشيء الوحيد الذي يجب القيام به هنا هو بذل المزيد من الجهد في علاقتنا ليس فقط على مستوى المجال الدبلوماسي حيث هي قوية جدا بالفعل، ولكن أيضا في المجال السياسي والاقتصادي والتصديري والاستثماري والثقافي والسياحي ، يجب أن يكون التعاون أقوى. نحن في عالم عجلة التحديث تدور فيه بسرعة والمغرب، على غرار كوستاريكا، بلدان يتطوران بسرعة كبيرة ونريد إقامة علاقات بمصالح متبادلة.
سؤال :
المغرب، بموقعه الجغرافي الاستراتيجي، يمكن أن يكون بوابة كوستاريكا لأفريقيا التي تمثل سوق ا بأزيد من 3ر1 مليار نسمة، كما يمكن لكوستاريكا أن تشكل بوابة المغرب إلى أمريكا الوسطى . كيف يمكن لكلا البلدين العمل على تنزيل هذا المعطى على أرض الواقع؟.
جواب :
تماما، كما قلت سابقا المغرب دولة كبيرة يبلغ عدد سكانها 36 مليون نسمة، لكن إفريقيا قارة تقارب حجم ساكنة الصين أو الهند. توجد مشاكل في أجزاء معينة من إفريقيا، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نقلل من أهمية أسواقها. نفس الشيء بالنسبة للمغرب وأمريكا اللاتينية.
أمريكا اللاتينية هي سوق ناشئة ذات دخل متوسط أعلى للفرد، وفي كثير من الحالات هناك مستهلكون متطورون ومجموعات أعمال قوية في المكسيك والبرازيل وما إلى ذلك.
كوستاريكا، التي تقع في قلب تلك المنطقة يمكنها أن تكون على غرار المغرب ، البوابة إلى القارة الهائلة لافريقيا، بوابة المملكة إلى الأمريكتين. سأعطيك مثالا .. لدى كوستاريكا اتفاقية تجارة حرة مع جميع دول المنطقة تقريب ا، لا سيما مع المكسيك والولايات المتحدة وكندا، حيث بإمكان المستثمرين المغاربة الاستقرار بكوستاريكا، والتصدير إلى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، على سبيل المثال منتجات بدون تعريفات استيراد، مباشرة إلى تلك الأسواق ذات الولوج التفضيلي.
نحن ننفتح أيض ا على دول أمريكا الجنوبية وتحالف المحيط الهادئ ومن هناك نرغب في الانضمام إلى اتفاقية تجارة الشراكة عبر المحيط الهادئ وهي مبادرة التجارة مع شرق العالم التي تشمل رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وتضم على الخصوص اندونيسيا وتايلاند وفيتنام وكمبوديا واليابان ونيوزيلندا الخ. ثم يمكننا أن نكون بوابة لتلك الأسواق الكبرى والإمكانيات الهائلة.
سؤال :
كوستاريكا، انطلاقا من موقفها وقناعتها كبلد يدعو إلى السلام والاستقرار عبر العالم، تتبنى موقفا إيجابيا جدا في ما يتعلق بالوحدة الترابية للمغرب. ماذا يمكن القول بشأن هذا الموضوع؟
جواب :
طيب، بالنسبة للمغاربة الذين لا يعرفون كوستاريكا لسبب من الأسباب، أعتقد أن كوستاريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها جيش ، ولا بحرية ، ولا مشاة ، ولا قوة جوية، ولا قوات خاصة. ليس لدينا سفينة حربية واحدة ولادبابة واحدة ولاطائرة عسكرية واحدة. لذا فإن كوستاريكا بلد نموذج لكيفية التعايش بسلام مع جيراننا، ولكن أيض ا داخلي ا. إن ما قمنا به هو الدعوة لحل سلمي ودبلوماسي حتى تكون هناك وحدة ترابية لجميع الدول. علامة كوستاريكا تعد علامة قي مة لأنها بلد يحرص على إعطاء القدوة. وفي حالة المغرب لن نقوم بالاستثناء ، فنحن نسعى إلى حلول سلمية للنزاعات التي قد توجد في العالم وفي هذا السياق نحن ندعمها.
سؤال: السيد الرئيس، ختاما كيف ترون مستقبل العلاقات بين المملكة المغربية وكوستاريكا؟
جواب : كفرصة رائعة.. علينا أن نعمل بجد أفضل من أجلها. حيث يتعين علينا استثمار المزيد من الوقت والجهد. لقد كان شرف ا لي أن أستقبل رئيس الحكومة الذي نقل تحياتي الصادقة والودية للغاية إلى جلالة الملك محمد السادس. لذا فإن هذا امتنان شخصي للغاية لكل الشعب المغربي ولنعمل على ذلك أكثر. أعتقد أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يجب أن يأتوا إلى أمريكا وأمريكا يجب أن تذهب إلى تلك البلدان الرائعة.
حفظ الله جلالة الملك. أدعو الله أن يحمي كل شعب المغرب، وأن يرزقكم السلام والازدهار والعمل والفرص، فلديكم بلد مبهر فعلا، وأن تتمكنوا من تحقيق الرخاء الذي يستحقه الشعب المغربي.