قال عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي بإيطاليا، سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية ألبير فيلها تشيسلكا، اليوم الخميس بروما، إن المغرب يساهم في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي بإفريقيا من خلال مشاريع تنموية تروم محاربة الفقر وتحسين حياة الأفارقة .
وأضاف الدبلوماسي الكونغولي في تصريح لوكالة للمغرب العربي للأنباء على هامش ندوة تنظمها جمعية (ريزو ) حول “دور الشتات في تحقيق التنمية في إفريقيا” ضمن فعاليات الاحتفال بيوم إفريقيا ، أن المغرب اضطلع بدور “مهم جدا” في النهوض بالاستثمارات ومحاربة الفقر في إفريقيا عبر تعاون فعال يستجيب لحاجيات بلدان القارة وخصوصياتها . وأكد أن المبادرات التنموية التي تحفز التقدم الاجتماعي والاقتصادي تساهم في الحد من هجرة الأفارقة إلى بلدان أخرى وكذا في تحقيق الاستقرار .
من جهة أخرى ، اعتبر تشيسلكا أن أفارقة الشتات الذين يعيشون في المهجر تمكنوا من تطوير معارفهم واستكمال دراستهم و استفادوا من تكوينات أهلتهم للاندماج الفاعل في النسيج السوسيو اقتصادي لبلدان الاستقبال، مشيرا إلى أن العديد من هؤلاء الأفارقة هم علماء و مثقفون و أطباء ناجحون وضعوا خبراتهم في خدمة بلدانهم الأصلية ، لاسيما في مجال خلق المقاولات الصغرى والمتوسطة.
وأجمع المتدخلون خلال هذه الندوة التي تنظم بتعاون مع مجموعة السفراء الأفارقة و الجامعة الإيطالية (سابينزا)، على أن دول إفريقيا ماتزال تحتاج إلى مشاريع ترتكز أساسا على استخدام التكنولوجيات الحديثة ، خاصة في القطاع الفلاحي و رقمنة الخدمات و تطوير قطاع الاتصال والمعلوميات .
من جانبه، انتقد زهير الوسيني صحافي في قناة (راي) الإيطالية في مداخلة له حول “كيفية تعامل وسائل الإعلام الأجنبية مع إفريقيا” تركيز الإعلام الإيطالي على الجانب السلبي لدول إفريقية وعدم توضيحه بالشكل المطلوب للرأي العام أن وضع المهاجرين في إيطاليا هو ليس وليد اليوم بل ناتج عن “تراكمات تاريخية وظروف اقتصادية واجتماعية أفرزت ما نراه الآن” ، مضيفا أن الإعلام لم يضع الهجرة في سياقها العام ، ما “ولد الخوف من المهاجرين وأدى إلى صعود الشعبويين للسلطة”.
وأبرز الصحافي المغربي، أن اتخاذ قرار سياسي صائب يتطلب إعلام دقيق يحرص على تقديم صورة حقيقية عن إفريقيا ، مسجلا أن الإعلام لم يقم بدوره في هذا الباب، ماجعل العديد من الإيطاليين يعتقدون أن المهاجرين هم أصل المشاكل التي يواجهونها وأنهم السبب في تدهور وضعهم الاقتصادي.
واعتبر الوسيني أنه حان الوقت ليتحمل الإعلام الإيطالي “مسؤوليته الكبيرة” كما أن على الأفارقة الذين يعيشون في إيطاليا أو في دولهم الأصلية العمل على إيصال صورة حقيقية للرأي العام حول إفريقيا و إبراز أن هذه القارة هي المستقبل وأنها تزخر بالعديد من الفرص الإيجابية التي ينبغي اغتنامها.
وتتواصل فعاليات الاحتفال بيوم إفريقيا إلى غاية يوم غد الجمعة بإقامة معرض صور ولوحات عن حياة نيلسون مانديلا و تقديم عروض موسيقية تقليدية و عرض أزياء إفريقية.