أعرب المفوض السامي لمنظمة تنمية نهر السنغال، السيد حامد ديان سيميجا، عن فخره البالغ بفوز المنظمة بجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء في دورتها السابعة والتي منحت خلال افتتاح المنتدى العالمي التاسع للماء المنعقد في دكار.
وتم تسليم هذه الجائزة المرموقة يوم الاثنين الماضي خلال افتتاح المنتدى، الذي جمع على مدار ستة أيام أزيد من 5000 من المشاركين، من رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولي منظمات دولية حول محور “الأمن المائي من أجل السلام والتنمية”.
وأعرب السيد حامد ديان سيميجا، الذي تسلم هذه الجائزة الكبرى من وزير التجهيز والماء السيد نزار بركة، عن سعادته بهذا التكريم، مبرزا الخبرة والتجربة التي راكمتها منظمة تنمية نهر السنغال في مجال تدبير المياه على مستوى دول الحوض الأربع.
وقال يوم الخميس خلال الاحتفال “بيوم الماء” الذي أقامته جمهورية مالي، ضمن المنتدى العالمي التاسع، إن “هذه الجائزة تكافئ رؤية الآباء المؤسسين لبلداننا الأربعة، (موريتانيا والسنغال ومالي وغينيا) وكذلك رؤية الخلف. إنه التزام قوي للغاية”.
واغتنم المناسبة للتذكير بأن العديد من الأنهار والأحواض المائية المشتركة والحدودية، تعرف “الكثير من النزاعات”، ولكن فيما يتعلق بحوض نهر السنغال الذي ينبع من غينيا ويمر عبر مالي وموريتانيا والسنغال، فطيلة 50 عاما، لم تحدث أي توترات، لأن قادة هذه الدول ملتزمون بالثقة التي وضعها الآباء المؤسسون لدى إنشاء منظمة تنمية نهر السنغال.
وأضاف أن الرئيس السنغالي ماكي سال لديه حس “الدبلوماسية المائية”، إذ “وضع للمرة الأولى قضية المياه في صميم النقاش الاستراتيجي عندما كانت السنغال عضوا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وقال بهذه المناسبة “إنه لفخر عظيم بالنسبة لنا نحن الأفارقة ولمنظمة تنمية نهر السنغال”، مشيرا إلى أن الرئيس الموريتاني منذ توليه منصبه كان حاسما في تعزيز منظمة تنمية نهر السنغال وتطوير عملها”.
وأشار إلى أن منظمته احتفلت مؤخرا بعيدها الخمسين في أكتوبر الماضي. وقال “لدينا دعم من رؤسائنا. لم يبخلوا أبدا في جهودهم لدعم منظمتنا”.
ومنظمة تنمية نهر السنغال، هي هيئة حكومية للتنمية تم إنشاؤها في 11 مارس 1972 في نواكشوط من قبل مالي وموريتانيا والسنغال، الدول المشاطئة لنهر السنغال، بهدف إدارة أفضل وأنجع لموارد هذا النهر وحوضه. وانضمت إليها غينيا في عام 2006.
وينبع نهر السنغال من هضبات غينيا المطيرة التي يعبرها نحو مالي وموريتانيا والسنغال، على طول 1790 كلم.
وتبلغ مساحة حوضه حوالي 337 ألف كلم مربع. ويمثل السكان الذين يعيشون بالحوض 16 في المائة من سكان البلدان المشاطئة الثلاثة (نصفهم في السنغال، و5 في المائة في مالي، والباقي في موريتانيا).
وتعاني منطقة حوض نهر السنغال من مشاكل التصحر وتباين شديد في الصبيب المائي بحسب التغيرات الموسمية.
وجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء، التي أحدثت في مارس 2000، مبادرة تقودها المملكة المغربية بالاشتراك مع المجلس العالمي للمياه، تكريما للمغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، على رؤيته المستنيرة واستراتيجيته الحكيمة في الإدارة المتكاملة والمستدامة لموارد المياه.
ومنحت لأول مرة خلال المنتدى العالمي الثالث للماء بكيوطو باليابان سنة 2003.
يذكر أن النسخة السادسة من جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء منحت في عام 2018 في برازيليا، لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في شخص أمينها العام، أنخيل غوريا.
وتمنح الجائزة لشخص أو مجموعة من الأشخاص أو مؤسسة أو منظمة قدمت مساهمة كبيرة في مجالات تطوير واستخدام الموارد المائية، على الصعيد العلمي أو الاقتصادي أو التقني أو البيئي أو الاجتماعي أو المؤسسي أو الثقافي أو السياسي.
وهكذا بعد كيوطو في عام 2003، ومكسيكو سيتي في عام 2006 ، وإسطنبول في عام 2009 ، ومرسيليا في عام 2012 ، ودايغو جيونغبوك في عام 2015 ، وبرازيليا في عام 2018 ، منحت الجائزة للمرة السابعة في المنتدى العالمي التاسع للمياه في دكار.
وتكتسي هذه الجائزة الكبرى صبغة تاريخية وفريدة من نوعها، سواء من خلال رمزها الذي يكرم ذكرى جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، عرفانا بسياسته الحكيمة والاستباقية في مجال التعاون والتضامن من أجل تدبير مستدام للموارد المائية والمحافظة عليها، أو من خلال محتواها الذي يهدف الى مكافأة التميز في الإنجازات والمساهمات لإيجاد حلول مستدامة لإشكاليات الماء على جميع الأصعدة.
و.مع/ح.ما