تنظيم يوم ثقافي مغربي في مدينة مادان بجنوب بلغاريا

0

نظمت سفارة المغرب ببلغاريا ،بتعاون مع عمودية مدينة مادان مؤخرا، يوما ثقافيا مغربيا بالمركب الرياضي لمادان ،ذات الغالبية المسلمة والواقعة جنوب البلاد على الحدود مع اليونان.

ونظم هذا اليوم الثقافي ،الذي عرف مشاركة وحضورا هامين بتعاون مع النائب الأوروبي إلهان كوشوك ، نائب رئيس رابطة الديمقراطيين والليبراليين بالبرلمان الأوربي وعمدة المدينة فهري مولاسينوف ،وعرف أيضا حضور السيدة لطيفة باعلا (مهاجرة مغربية) رئيسة ديوان الوزير الأول البلجيكي ونائبة رئيس الحزب السياسي البلجيكي (حركة الإصلاحيين) وهاري ساداكوف النائب عن حركة الحقوق والحريات.

وفي كلمتها الافتتاحية لهذا الحدث الثقافي ،قالت سفيرة المغرب ببلغاريا السيدة زكية الميداوي، إنها أعجبت بجمال “مادان” وكرم ضيافة شعبها ،مضيفة أن “بلغاريا معروفة بالتنوع المجتمعي الكبير وقدرتها على العيش في انسجام مع جميع المكونات العرقية والدينية والثقافية واللغوية والسياسية لشعبها“.

وأضافت أن المغرب يعتبر أن تعزيز التعاون بين الدول والشعوب هام وحيوي ،ويؤكد على أهمية الفعل الثقافي في تطوير الحوار حول الديمقراطية وسيادة القانون ،والإسهام بشكل فعال في القضاء على “أسباب التوتر والعنف وتعزيز السلام والأمن والاستقرار“.

وأوضحت الميداوي أن المغرب وبلغاريا يعرفان بكونهما مقصدين سياحيين عالميين، لأنهما لديهما الكثير من المكنونات السياحية بفعل تاريخهما الغني وعراقة تاريخهما ،الذي يعود إلى أكثر من 12 قرنا.

وقالت إن المغرب لا يتوقف عن إثارة إعجاب السياح والمسافرين من جميع أنحاء العالم، بفعل ما يسوده من استقرار سياسي ،وحيث كان على الدوام مثابة لتعايش العديد من الحضارات خلال القرون الماضية في سلام وأمن واحترام متبادل.

وأشارت المداوي الى الجهود ،التي يبذلها المغرب لمحاربة الإرهاب وكافة أشكال التطرف ،كما أطلعت الحاضرين على الدور الرئيسي الذي يلعبه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في بناء المغرب الحديث المحافظ على هويته الوطنية وتراثه الثقافي وتقاليده ،التي تعود إلى قرون.

ومن جانبه ،قال فهري مولسنوف، عمدة مدينة مادان ، إن “مادان مدينة غنية بالتاريخ والثقافة“، مضيفا أن بين بلغاريا والمغرب علاقات طويلة وتقليدية من مستوى عال لا يزال من الممكن تعميقها وتطويرها”.

وقال إن “مبادرات مثل هذا اليوم الثقافي فرصة رائعة للرقي بالتعاون وتعميق الحوار الثنائي بين شعوبنا ،خصوصا وأن كلا البلدين لديها أشياء كثيرة مشتركة”.

وأضاف ”في كلا البلدين، عاشت مجموعات عرقية مختلفة في سلام وتفاهم لقرون. وتسامح الشعب المغربي وحسن ضيافته خصائص ليست غريبة عنا“.

واعتبر فهري مولسنوف من جانب آخر أن مدينة مادان لديها إمكانات كبيرة لجذب السياح من جميع أنحاء العالم. مدينة لطالما كانت ملهمة للعديد من الفنانين الذين وصفوها بأنها “الجنة الصخرية“. ومن جانبه ، قال النائب الأوربي الهان كيوشيك “إن العلاقات بين بلغاريا والمغرب ممتازة ،ويسرني أن أرى أنها تواصل تطورها بطريقة بناءة. لا توجد دولة أفريقية أخرى مرتبطة ارتباطا وثيقا بأوروبا، سواء في الماضي أو في الوقت الحاضر مثل المغرب“.

وأعرب عن سروره لكون ”التعاون بين البلدين الصديقين يتوطد ويتوسع إلى مجالات أخرى ذات أهمية مشتركة ،ليصبح أكثر إنتاجية وعمقا. وهدفنا ليس فقط تقديم الثقافة المغربية في مادان ، بل أيضا السماح للمواطنين البلغار والمغاربة بالتعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل ،والعمل معا بشكل منتج وبناء على إقامة جسور جديدة وأدوات شراكة تنموية“. بعد ذلك تناولت الكلمة كل من لطيفة ايت باعلا وشخصيات أخرى أجمعت على أهمية هذه المبادرة الثقافية ،التي فتحت نافذة على آفاق التعاون الثنائي والإقليمي بين المغرب وبلغاريا. وأعربوا عن رغبتهم في أن يعزز هذا اليوم الثقافي للمغرب في مادان الإنجازات ويفتح آفاقا جديدة لشراكة جديدة.

وأشاروا إلى أن المغرب وبلغاريا مدعوان لمواصلة جهودهما جنبا إلى جنب ، لمراعاة المصالح طويلة الأمد والتخطيط معا لتنمية وتطوير التعاون الثنائي . وقد تمكن الحاضرون إثر ذلك من الاستمتاع بالأداء الفني الرائع لفرق موسيقى هواة مركز إيفان فازوف الثقافي والتربوي / 1958 لقرية بوتوكوفو ، والمركز الثقافي والتربوي “براتان شوكيروف / 1953” من قرية فاربينا ، وكذلك مادان زازوف/1999 المركز الثقافي والتربوي لمدينة مادان.

واختتم البرنامج الشعبي برقصات تقليدية بلغارية وعرض للقفطان المغربي من أداء فتيات المراكز الثقافية البلغارية المذكورة أعلاه ،كما تمكن الضيوف والزورار من تذوق الشاي المغربي الشهير بالإضافة إلى تذوق المأكولات المغربية العريقة على إيقاعات الموسيقى المغربية. وتقع مدينة مادان في رودوبي الغربية جنوب بلغاريا على الحدود مع اليونان.

ويعد 96 في المائة من سكانها مسلمون حيث تحفل بالعديد من المساجد. وهي مركز تعدين سابق ومركز تجاري واقتصادي هام في الوقت الراهن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.