قام القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، ديفيد غرين، اليوم الخميس، بزيارة للموقع الأثري “قلعة الطوريس” بالمنتزه الوطني بالحسيمة.
وأبرز ديفيد غرين أنه في إطار مشروع مشترك بين وزارة الثقافة المغربية وجمعية تثمين الموروث الطبيعي والثقافي بالمنتزه الوطني للحسيمة “جيود” (GEOD)، قدمت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ، من خلال صندوق السفراء الأمريكي للحفاظ على التراث الثقافي، تمويلا قدره 170 ألف دولار لاستكمال مرحلة الترميم النهائية لهذه المعلمة التاريخية.
وأضاف غرين، في تصريح للصحافة في ختام الزيارة، أن هذا الاستثمار “لن يمكن مشروع قلعة طوريس من عرض الثقافة والتاريخ الأمازيغيين للعالم فحسب، بل سيساهم أيضا في التنمية الاقتصادية للحسيمة ، من خلال توفير فرص العمل في مجال السياحة والخدمات ذات الصلة”.
واعتبر أن هذا المشروع يجسد التعاون الثقافي الذي يربط بين الحكومتين الأمريكية والمغربية، مبرزا أن الجانبين يشتغلان معا على 11 مشروعا على صلة بالحفاظ وصون عدد من المعالم بالمملكة.
وأعرب الدبلوماسي الأمريكي في هذا الصدد عن اعتزازه بالشراكة والتعاون بين سفارة الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب والمجتمع المدني ووزارة الثقافة المغربية، على المستويين الإقليمي والوطني بهدف الحفاظ على التراث الثقافي الغني للمملكة.
من جهته، نوه المحافظ الجهوي للتراث بطنجة-تطوان-الحسيمة، العربي المصباحي، بأن هذا مشروع التجديد النهائي لهذا الموقع يأتي استكمالا لمشروع ترميم الموقع نفسه، والذي أنجز في إطار برنامج التنمية المجالية “الحسيمة، منارة المتوسط”.
وتابع أن “قلعة الطوريس، التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثاني، لعبت دورا تاريخيا مهما في العلاقات بين المغرب وبلدان الضفة الشمالية للمتوسط”، مسجلا بأن ترميمها وتجديدها الجاري حاليا يروم الحفاظ على جزء من التاريخ والذاكرة الجماعية لسكان الحسيمة.
واعتبر المصباحي أن هذا المشروع، الذي يكتسي رمزية كبيرة للساكنة المحلية، يأتي لتقوية الدور الاجتماعي للمعالم التاريخية بالمملكة ولتشجيع المجتمع المدني على الانخراط في المشاريع التنموية، خاصة تلك المتعلقة بالحفاظ على التراث الأثري والثقافي للمغرب.
بالنسبة لرئيس جمعية تثمين الموروث الطبيعي والثقافي بالمنتزه الوطني للحسيمة، أنور أكوح، تشمل المرحلة الأخيرة من تجديد قلعة الطوريس ، بشكل أساسي ، أسوار هذه المعلمة، والتي تم اكتشافها خلال عملية التجديد السابقة.
وسجل بأن هذه العملية، التي يجري تنفيذها بتعاون مع وزارة الثقافة وبدعم من صندوق السفراء الأمريكي للحفاظ على التراث الثقافي ، تتم في احترام تام للمواد والطرق المستعملة في البناء الأصلي، لافتا إلى أنها تشمل أيضا التهيئة الخارجية للموقع والعمل على تسويقه محليا ووطنيا.
وتتضمن قلعة الطوريس خمسة أبراج مبنية من الطين، وتقع في أعلى تل على ارتفاع يصل إلى 90 مترا عن سطح البحر شرق باديس، ما يجعل هذه القلعة موقعا ملائما لمراقبة السواحل القريبة والسيطرة على الملاحة البحرية.
يذكر أن صندوق السفراء الأمريكي للحفاظ على التراث الثقافي يدعم عدة مشاريع للمحافظة على التراث الثقافي، بما فيها المباني التاريخية والمواقع الأثرية والقطع الإثنوغرافية واللوحات التشكيلية والمخطوطات واللهجات المحلية، ومجموعة من التعبيرات الثقافية التقليدية.
الحدث.و م ع