ولئن شكلت ظروف الجائحة فرصة للمبتكرين والمبدعين، من أجل إظهار قدراتهم في الابتكار والإبداع كل حسب تخصصه، وتقديم عدد من المبادرات والإنتاجات العلمية في مختلف المجالات، فإن المجال الرياضي لم يشذ عن القاعدة باختراع قارب كاياك ثابت يبقي الرياضيين على تواصل دائم بنشاطهم المفضل دون ملاسمة المياه.
وهكذا كان الأمر بعد إعلان السلطات المعنية بالمملكة وقف جميع الأنشطة الرياضية بما فيها الرياضات البحرية وخاصة قوارب الكاياك، التي لا يمكن ممارستها إلا في المياه سواء في الأنهار أو البحيرات، إذ كان لزاما إيجاد السبل الكفيلة بالحفاظ على الأداء التقني والبدني للممارسين في وضع غير مسبوق،
وكان حسني بنسعيد، عضو الجامعة الملكية المغربية لرياضة قوارب الكاياك، من بين الذين آمنوا بأن الحاجة أم الاختراع، في ظل وضع صحي أصاب الرياضة بشلل تام في مختلف بقاع العالم ودون أن يسلم من تبعات الجائحة نوع دون الآخر من الأصناف الرياضية.
وقال إن بداية التفكير في اختراع قارب للتدريب خارج المياه كان سنة 2017 بمعية رئيس الجامعة الملكية المغربية لقوارب الكياك، مامون بلعباس العلوي، تحسبا لتوقف تداريب المنتخب الوطني المغربي في حالات أحوال الطقس السيئة التي يكون معها أداء التمارين اليومية في المياه وخاصة في فترات الاستعداد للاستحقاقات الكبرى مستحيلا، لكن هذا المشروع لم يكتب له الخروج إلى الوجود لاعتبارات خارجة عن الإرادة آنذاك.
لكن مع الإعلان، يضيف بنسعيد، عن توقيف الأنشطة الرياضية بالمغرب على غرار باقي دول العالم وإلغاء العديد من المسابقات الدولية أو تأجيلها، بسبب تفشي فيروس +كوفيد-19+ أصبح إنجاز هذا المشروع شيئا ملحا، خاصة أن لا أحد كان يعلم متى تنتهي الأزمة الصحية وعودة الأنشطة الرياضية إلى طبيعتها ومنها الرياضات البحرية التي لم تشكل استثناء.
وأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن النموذج الأولي لقارب الكاياك المنزلي كان بدائيا، وتم إدخال تعديلات عليه ليتلاءم مع الظروف المستجدة التي تحتم على الرياضي إجراء تداريبه اليومية في حيز مكاني محدد والذي يكون غالبا إحدى غرف المنزل.
وأشار العضو الجامعي إلى أن هذه الآلة تمكن الرياضي من أداء تمارينه التقنية سواء منها تقنيات التجديف والمناورة والدوران، مضيفا أن النموذج مجهز بكاميرا لتسجيل حصة التدريب المنزلي التي قام بها الممارس، قبل مشاهدة الأطر التقنية للشريط بغية تقويم وتصحيح الأخطاء التي قد يرتكبها المتدرب.
وتمكن هذه الآلة الرياضي، فضلا عن الجانب التقني، من الحفاظ على اللياقة البدنية ومستوى الكتلة العضلية التي تشكل الحلقة الأهم في الإعداد لكبريات التظاهرات، حيث تسمح بتحريك جميع العضلات الأساسية والثانوية منها بدءا من الجزء العلوي من الجسم إلى الساقين، فضلا عن تمكين الممارس من اكتساب مهارات في كيفية الحفاظ على التوازن في الماء.
وعبر حسني بنسعيد عن أمله في تسويق هذه الآلة بعد تسجيل براءة اختراعها الذي تأخر بسبب الحجر الصحي حتى تعم الاستفادة منها سواء داخل المغرب أو خارجه، وخاصة في بعض البلدان الإفريقية التي تمارس فيها رياضة قوارب الكاياك لتوفرها على البحيرات والأنهار المناسبة.