وأوضحت الصحيفة، في مقال رأي نشرته على موقعها الإلكتروني، أن التهديدات الأمنية الكبيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أعقاب ما سمي بـ “الربيع العربي”، والتي أفرزت عددا من التنظيمات المتطرفة، اضطرت المغرب إلى إرساء استراتيجية لمواجهة آفة الإرهاب والتطرف .
وسلط المقال الضوء على محاضرة ألقتها السيدة آسية بنصالح العلوي، السفيرة المتجولة لجلالة الملك، مؤخرا بنيودلهي، حول الاستراتيجية الأمنية للمغرب في ما يخص الوقاية من الإرهاب والتطرف، معتبرة أن ” هذه الاستراتيجية أضحت ملحة بالنظر إلى الزخم الكبير الذي اكتسبته عدد من الجماعات المتطرفة منذ 2014 ” .
وأشار المقال إلى أن السيدة العلوي أكدت أن الاستراتيجية الأمنية الجديدة للمملكة ترتكز على دعائم، من بينها الطموح لمحاربة الإرهاب وفقا للقانون، ونهج مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد إزاء المشكل مع التركيز على الوقاية، وتعزيز الإسلام المعتدل، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب مع الدول الإفريقية الشقيقة وشركاء آخرين.
وأبرزت السفيرة أن هذه التدابير مجتمعة لم تساعد المغرب فقط على الحد من التهديدات الإرهابية الكبرى – حيث تم استباق وتحييد أزيد من 350 هجوما إرهابيا منذ سنة 2002 – بل إنها مكنته من أن يصبح شريكا يعتمد عليه في الهيكل الأمني العالمي الراهن.
وفي معرض حديثها عن هذه التدابير، قدمت السيدة العلوي شرحا للاستراتيجية الأمنية المغربية، مشيرة إلى أنها تقوم على إعادة هيكلة الشرطة تحت قيادة واحدة تشمل انخراط المواطنين في الجهود المبذولة لحماية الأمن، والاعتماد على سياسة عدم التسامح المطلق مع أية مؤامرة إرهابية، وإحداث وحدة للنخبة والتحقيق القضائي.
وأشارت السيدة العلوي، يضيف المقال، الى أن تعزيز الإسلام المعتدل يمثل الرؤية طويلة الأمد لمواجهة جذور التطرف، مؤكدة أن ذلك يتم من خلال توجيه الجهود نحو الحفاظ على المدرسة السنية المعتدلة داخل الفقه الإسلامي، ومراقبة وتجانس الفتاوى وخطب الجمعة عبر المجلس العلمي.
وأضافت، في هذا السياق، أن المغرب عمل على تدريب عدد من الأئمة الأجانب من خلال ” معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات”، حيث يتلقى الأئمة من الدول الإفريقية الشقيقة ومن أوروبا المبادئ الحقيقية للإسلام السمح، التي تتوافق تماما مع القيم الديمقراطية الحديثة.
على صعيد آخر، أكدت السفيرة أن الصحراء المغربية هي بمثابة الجسر البري للمملكة مع إفريقيا، مشيرة إلى أنه من أجل تأمين هذه المنطقة وكذا سعي المغرب – عبر الصحراء – إلى مشاركة ثمار تنميته مع بلدان القارة، فقد استثمرت الحكومة المغربية في تنمية الأقاليم الجنوبية، بالنظر إلى أن نموذج المقاربة الأمنية للمملكة يعتبر أن الاستثمار في الإنسان أفضل ضمان للأمن.
وخلصت السيدة العلوي إلى أن المغرب يقدم مثالا ممتازا لكيفية مواجهة التحديات الأمنية الحديثة، ولذلك فمن المنطقي أن تتضافر جهود عدد من البلدان مع المملكة من أجل تحسين الأمن العالمي الشامل.
الصورة من الارشيف