فمن العلوم والتكنولوجيا، إلى الشعر والأدب، مرورا بالطب والاختراعات، برز المغاربة رقما صعبا في منافسات عربية ودولية، حيث تبوؤوا مراتب متقدمة وتفوقوا على مشاركين من دول مختلفة في مسابقات تكون فيها كلمة الفصل عادة للأفضل أداء والأكثر تميزا.
واحدة من هذه الإنجازات جاءت على يد البروفيسور رشيد اليزمي الذي فاز بجائزة المستثمر العربي (أراب إنفيستور أوارد) في فئة “التطبيقات الخضراء”، وهي الجائزة التي تكافئ الإنجازات المتميزة للأفراد والمقاولات في مجال الاستثمار المستدام، وتهدف إلى تشجيع الاستثمارات المستقبلية والابتكارات في العالم العربي وخارجه، حيث سلمت له الجائزة خلال حفل أقيم بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) بباريس.
منجز آخر بصم عليه فريق من طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة فاز بالمرتبة الأولى في المسابقة العالمية للمحاكاة الطبية (سيمكاب) التي نظمتها الجمعية الأوروبية لطب المستعجلات في أكتوبر المنصرم بالعاصمة التشيكية براغ.
وتقوم فكرة المسابقة على خوض تمرين طبي يواجه فيه الطلبة المتنافسون حالة طوارئ حقيقية ولكن محاكية تتطلب إتقانا ودقة كبيرتين دون تعريض حياة المريض المعني للخطر، وهو التمرين الذي أبان عن الكفاءة العالية التي يتمتع بها الطلبة المغاربة الذين وصفهم وزير الصحة، خالد أيت الطالب، خلال لقاء خصص للاحتفاء بهم، بأنهم “كانوا خير سفراء شرفوا المملكة المغربية وأبانوا عن علو كعبهم في مجال تكوينهم”.
وفي مجال الطب أيضا، برز اسم الطبيب المغربي، يوسف العزوزي، الذي فاز بلقب “أفضل مخترع عربي” عن الموسم الحادي عشر لبرنامج “نجوم العلوم” الذي يبثه تلفزيون قطر، وذلك بفضل اختراعه “دعامة لتعديل تدفق الدم” قد تمكن المريض بقصور القلب من عيش حياة طبيعية تماما، متفوقا على منافسيه من عمان والعراق وقطر والسودان والجزائر وتونس والأردن.
مخترع مغربي آخر برز اسمه خلال سنة 2019، ويتعلق الأمر بالشاب ماجد البوعزاوي الذي حصل على الجائزة الكبرى في مسابقة الاختراعات الدولية “iCAN 2019″، والتي جرت في تورونتو بكندا بمشاركة ممثلين عن 50 بلدا. وهو اختراع يحل مشكلة رئيسية في شبكة الاتصالات من خلال شبكات الجيل الخامس والتقنيات المستقبلية الأخرى، على مستوى رقمنة البيانات المراد إرسالها، وهي الخطوة الأولى في عملية الاتصالات بين اثنين من المستخدمين لأن المعلومات غير متوفرة بشكل رقمي في البيئة الحقيقية (الصوت والصور ودرجة الحرارة والكميات المادية الأخرى).
الباحثة كريمة الازهاري، التي تحضر بحث دكتوراه بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، ساهمت هي الأخرى في رفع راية المغرب في محفل دولي علمي بألمانيا، حيث اختيرت بفضل مشروعها البحثي المتعلق بتثمين مواد العزل الحراري للمباني، ضمن ال 25 فائزا في مسابقة ”Green Talents awards 2019” التي نظمتها وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية، وعرفت مشاركة أكثر من ألف باحث من 97 دولة.
هذا الحضور في المجال العلمي، وازاه حضور متميز على مستوى الفنون والآداب، ولاسيما في المسابقات العربية من خلال تميزه على الخصوص، في محطات تهم الشعر والرواية.
فقد سطع نجم الشاعر المغربي، محمد عريج، مرة أخرى، بفوزه بجائزة “كتارا” الأولى لشاعر الرسول (فئة الفصيح) في دورتها الرابعة (2019) التي انتظمت تحت شعار “تجمل الشعر بخير البشر”. وجاء فوز عريج بالمركز الأول، بعد خوضه طورين من التصفيات قبل النهائيات، ليتفوق بقصيدته في مدح الرسول الأكرم تحت عنوان “الآن أختار غاري”.
وفي مجال الرواية، برز الحضور المغربي في شخص الكاتب محمد المعزوز، الذي بلغ قائمة الكتاب الستة الذين وصلت رواياتهم إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها الـ 12، وذلك من خلال روايته “بأي ذنب رحلت؟”.
الأستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس في الرباط، عبد العالي محمد ودغيري، فاز من جانبه، بجائزة الملك فيصل العالمية في دورتها الحادية والأربعين، في فرع اللغة العربية والأدب، حول موضوع “اللغة العربية وتحديات العصر”، مناصفة مع أستاذ مصري. وقد منحت له هذه الجائزة، حسب أمينها العام، عبد العزيز السبيل، “لمبررات منها الأصالة والابتكار في كثير من أعماله العلمية، ودفاعه عن اللغة العربية في مواجهة الدعوات إلى إحلال اللهجات العامية واللغات الأجنبية محل اللغة العربية”.
حضور المغاربة في مجال التأليف عززه أيضا الباحث عمر التاور، الذي فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ13 ضمن القائمة القصيرة لفرع المؤلف الشاب، وذلك عن كتابه “المعرفة والسلطة .. في الاقتراب من عوالم ميشيل فوكو”.
وغير بعيد عن مجال الإبداع الأدبي، وقعت التلميذة المغربية فاطمة الزهراء أخيار (15 سنة)، على مشاركة متميزة في مسابقة “تحدي القراءة العربي 2019” التي دارت أطوارها بمدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة، وتشرف عليها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.
فقد تأهلت أخيار إلى المرحلة النهائية لهذه المسابقة التي تحتفي بالقراءة رفقة أربعة متنافسين آخرين، حيث أبانت عن تمكن رفيع من مهارات القراءة والتحليل والإلقاء جعلها تحظى بإعجاب لجنة التحكيم والمتابعين من مختلف أنحاء العالم العربي، وتكرس حضور المغرب على مستوى النهائيات، لاسيما بعد فوز مواطنتها مريم أمجون بدورة التحدي لسنة 2018.
مجال آخر ما فتئ المغاربة يكرسون تميزهم فيه في كل المحافل، وهو تجويد وترتيل القرآن، الذي شهد خلال سنة 2019 تميزا للفتيات المغربيات شيماء زروال، وسارة الحيلي، وسلمى الصحصاح، اللواتي فزن على التوالي بالمراتب الثلاث الأولى برسم جائزة “التحبير للقرآن الكريم وعلومه” في مجال “ترتيل القرآن الكريم” بالنسبة لفئة ” الإناث في دورتها الخامسة بأبوظبي.
يضيق المجال للحديث عن كل المغاربة الذين شرفوا بلدهم في مسابقات عالمية خلال سنة 2019، وإلا فإن القائمة تتسع لكثيرين آخرين ضمنهم العازفة، نور عيادي، التي أصبحت أول امرأة تفوز بجائزة كورتو الكبرى للعزف على البيانو (يونيو 2019)، والمهندس إبراهيم أبو العباس الذي حصل على جائزة لجنة التربية والتواصل للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (يونيو بالمنستير)، والباحث محمد الداوودي الذي حاز جائزة “شومان للباحثين العرب 2019” في مجال العلوم الهندسية حول موضوع “الطاقة المتجددة والمستدامة “، وعبد اللطيف بلمقدم، الذي فاز مشروعه (توغيدير/ جميعا) بجائزة القمة العالمية حول مجتمع المعلومات 2019، وهذا المشروع عبارة عن أرضية رقمية تتمحور حول تكوين وتأهيل الشباب من خلال إدماج التكنولوجيا واستعمال المحتوى الرقمي والذكاء الاصطناعي.