و قال الرئيس الشرفي لمنتدى كرانس مونتانا جان بول كارتيرون، في معرض تقديمه للدورة القادمة أمام نخبة من الفاعلين الاقتصاديين الأجانب، بحضور سفيري المغرب في بلجيكا و لدى الاتحاد الأوروبي ، على التوالي محمد عامر و أحمد رحو ، إن “في الداخلة، جوهرة المغرب التي تشهد دينامية تنموية منذ سنوات، “سترون إرادة سياسية تتبعها مبادرات أجرأة كاملة”.
و تابع السيد كارتيرون ” توجد في هذه المنطقة استثمارات، و طاقات هائلة جدا “، داعيا رؤساء المقاولات إلى اغتنام منتدى الداخلة ، الذي يلتئم فيه سنويا 1500 مشارك من اجل تعميق و تطوير علاقاتهم الاقتصادية ، مع هذ البلد العظيم ، هو المغرب “.
و لتبديد المخاوف التي يروج لها “عدد من السيئين المعادين للنجاح الذي يمثله التحول الاقتصادي بالمغرب”، أكد مؤسس المنتدى أنه في الأقاليم الجنوبية”، توجد ساكنة تطمح وتريد أن تتطور”.
و أكد السيد كارتيرون أن “المغرب ليس لديه نفط ، لكن لديه ملك متبصر” ، مسجلا أنه خلافا لبلدان أخرى مفلسة بالرغم من الموارد التي تمتلكها”، يوجد القطار الفائق السرعة بالمغرب ، و تصنع السيارات و طائرات ، و يوجد أكبر مركز لإنتاج مواد صيدلية في إفريقيا “.
وخلاصة القول ” في كل إفريقيا ، المغرب هو البلد الذي يشهد تحولا كاملا ، و دورنا نحن كمنتدى، هو تقديم المغرب كنموذج يحتذى به”. و بهذه المناسبة، أبرز سفيرا المغرب في بلجيكا و لدى الاتحاد الأوروبي الدينامية التنموية بالمغرب ، خاصة في أقاليم الجنوب ، و لاسيما مدينة الداخلة والتي ستصبح جسرا بين إفريقيا وأوروبا.
و بعد أن ذكر بالعمق التاريخي للمغرب في إفريقيا ، أبرز السيد عامر الالتزام “غير المسبوق” و “الشامل” للمملكة تجاه القارة الإفريقية ، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
و أكد السفير أن المغرب موجود اليوم في جميع أرجاء القارة الإفريقية ، مسجلا أن أزيد من ألف اتفاقية تم توقيعها مع بلدان إفريقية منذ اعتلاء جلالة الملك العرش مع حضور كامل في ميادين متنوعة (الأمن ، الاقتصاد ، مالية ، تكوين أئمة و بيئة ) .
و استعرض مشاريع ضخمة تعكس الالتزام المغربي في إفريقيا ، على غرار مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط نيجيريا بأوروبا وكذلك مجمع إنتاج الأسمدة في إثيوبيا، و ينضاف إلى ذلك مشاريع ذات بعد إنساني : دور للشباب و النساء و قرى للصيادين . و أكد أن “المغرب اليوم ، ومن خلال انخراطه القوي و الشمولي ، يقيم جسرا بين إفريقيا و المتوسط ، و بين إفريقيا وأوروبا”. و في نفس السياق، أكد السيد رحو أن المغرب هو في العمق إفريقي، مبرزا الطابع الأساسي للبعد الإفريقي في علاقاته مع أوروبا ، و بأن ” تنمية إفريقيا هي مستقبل المنطقة بأكملها وضامن استقرارها”.
وقال اليوم ، الأولويات التي تبرز في بروكسيل هي بكل وضوح التغيرات المناخية ، و إشكاليات الهجرة و الاستقرار و الأمن، والأسواق ، و التنمية. وفي كل هذه المجالات، إفريقيا هي المعنية”.
و يرى ، السفير رحو أن مستقبل تنمية إفريقية إفريقيا في قطاع الاتصالات و الكهرباء و خلق شبكات و في القطارات و الطرق و كذلك التبادل الثقافي إلى جانب منظومة تعليم وتكوين “مشتركة ومنسجمة ” تمكن من رفع مستوى فعالية الشباب.
وقال إن “هذه المشاريع سبق للمغرب أن أطلقها . و اليوم و بناء على هذه الأسس يمكننا المضي قدما نحو أمور أكبر “. و انطلاقا من ذلك ، يعتبر الدبلوماسي المغربي أن موقع الداخلة هو أساسي . “فهي قطب رحى وعبرها سيمر الربط الجوي و الطرقي و السككي و الاتصالات .
وتم تقديم في بروكسيل خلال الفترة ما بين 14 و 16نونبر الجاري الدورة السادسة لمنتدى كرانس مونتانا التي ستستضيفها الداخلة. يذكر أن منتدى “كرانس مونتانا” وهو منظمة غير حكومية ، تأسس سنة 1986 ، ويتوخى بناء عالم أفضل ،للمضي “نحو عالم اكثر إنسانية “.
و يهدف المنتدى إلى تشجيع التعاون الدولي من خلال التحفيز على الممارسات الجيدة و التمكين من فتح حوار دائم بين الفاعلين في القطاعين الخاص و العمومي .
وبعد سنوات عن انطلاقه، أصبح هذا الحدث موعدا مرجعيا لأصحاب القرار الحكوميين ومن عالم الأعمال، يجتمعون خلاله لمناقشة الرهانات الكبرى لإفريقيا واندماجها في العالم.