وأبرز الدكالي، في مداخلة له خلال حفل إعطاء الانطلاقة الرسمية لاعتماد توصيات منظمة الصحة العالمية حول الرعاية الصحية الذاتية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، التزام المغرب من أجل اعتماد تدخلات الرعاية الصحية الذاتية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، وفق ما أوصت به منظمة الصحة العالمية، وذلك اعتبارا لأهميتها في المساهمة في تحسين صحة الشباب، والنساء والأزواج.
وأشار الدكالي إلى أن هذه المبادرة تشكل، ليس فقط، مناسبة ثمينة لوزارة الصحة من أجل تعبئة الوسائل واتخاذ التدابير، والارتقاء بأداء أنظمة قياس الأداء، لكن أيضا فرصة للمنظمات غير الحكومية والمنتخبين المحليين للمساهمة على نحو أكبر في تحسين صحة ومستوى عيش الساكنة.
وأوضح الوزير في هذا السياق أن وزارة الصحة واعية بأهمية تطوير تدخلات الرعاية الذاتية في المجال الصحي، بالنظر إلى أنها تستهدف استقلالية عرض العلاجات بناء على مقاربة تتمحور حول الشخص، وتعترف على الخصوص بحق الأشخاص في اتخاذ قرارات وإجراءات لحماية أنفسهم والتكفل بصحتهم، وذلك تماشيا مع توصيات مانحي الخدمات الاستشفائية.
وقال الدكالي “إننا على قناعة بأن هذه العلاجات الذاتية من شأنها تغيير الأنظمة الصحية وتسريع أوجه التقدم من أجل التغطية الصحية العالمية”.
من جهته، أعرب مدير برنامج الأمم المتحدة لمحاربة السيدا، كمال العلمي، عن اهتمامه بهذه المبادرة، مشيرا إلى أن مقاربة الرعاية الصحية الذاتية التي تتمحور حول الشخص، تروم تحسين الولوج إلى باقة مندمجة من خدمات مجال الصحة الجنسية والإنجابية، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجيات الأشخاص طوال مسار حياتهم.
وأضاف العلمي أن “المغرب يعتبر نموذجا في مجال التصدي للسيدا، وذلك بفضل ريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، مؤكدا أن “اعتماد وتنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية سيكون ذا أثر أكيد على تسريع التصدي لداء فقدان المناعة المكتسبة، والرفع من التغطية، واعتماد الوقاية والكشف والعلاجات”.
من جانبه، قال ممثل مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان، السيد لويس موار، “إننا نرى أن المصادقة على توصيات منظمة الصحة العالمية حول الرعاية الصحية الذاتية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، تأتي لتشكل حلا مبتكرا من أجل تجاوز حدود التدخل الكلاسيكي في قطاع الصحة”.
وخلص إلى أن تدخلات الرعاية الصحية الذاتية بوسعها تنويع الإمكانيات وفتح المزيد من الآفاق للأشخاص، قصد تمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة في ما يتعلق بصحتهم وعلاجاتهم.
يشار إلى أن تنظيم حفل إعطاء الانطلاقة الرسمية لاعتماد هذه التوصيات يأتي في إطار لقاء يستمر على مدى ثلاثة أيام (16-17 و18 شتنبر الجاري)، ويروم مناقشة تنزيل المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الرعاية الذاتية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، باعتبارها وسيلة واعدة لتحسين صحة ورفاهية الأفراد والمجتمعات.
كما يتوخى اللقاء تحديد المعايير التي تسهل اعتماد تدخلات الرعاية الصحية الذاتية على المستوى الوطني، وكذا مناقشة المقاربات وكيفية دمجها في السياسات العمومية والبرامج الصحية الوطنية.
ويأتي هذا اللقاء عقب انعقاد الجمع العام لمنظمة الصحة العالمية في 24 يونيو 2019 بجنيف، والذي تم خلاله إقرار المبادئ التوجيهية المتعلقة بالرعاية الصحية الذاتية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية.