بقلم: إبراهيم صلاح الدين أمحيل
ويشكل شهر رمضان الكريم بالعاصمة الشيلية فرصة لإقامة الشعائر الدينية في جو يطبعه التبادل الثقافي والاجتماعي، ومناسبة للاطلاع على فن الطبخ الذي يميز بلدان أصل الجاليات المسلمة المقيمة بسانتياغو.
ويعود الجو الرمضاني بأفراد هذه الجاليات المقيمة بالبلد الجنوب أمريكي إلى العادات والطقوس المصاحبة لهذا الشهر بأوطانها. ولا يجد بعض من أفراد الجالية المسلمة بدا من الخوض في ذكريات طفولتهم الرمضانية والحديث عن التقاليد المميزة لوجبتي الفطور والسحور خلال الشهر الكريم، وكذا الطقوس التي تقام فرحا بحلول عيد الفطر بالوطن الأم.
ويلتئم الصائمون طيلة الشهر الأبرك لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح بالمساجد للتعبد والتقرب إلى الله عز وجل، وكلهم أمل في خلق جو إيماني في مجتمع صارت تطبعه الماديات.
وهكذا، تتحول المساجد والمراكز الثقافية والإسلامية بالشيلي خلال رمضان، شهر الإحسان والتضامن، إلى أماكن للقاء والتواصل بين المسلمين القادمين من أقطار مختلفة.
ففي العاصمة سانتياغو، يتوجه المسلمون إلى مسجد السلام، الذي يعد أول مسجد بني في الشيلي وواحد من أكبر بيوت الله في البلاد، لأداء الشعائر الدينية وحضور دروس الوعظ والتأطير الديني والاستماع إلى القرآن الكريم وهو يتلى.
وتقدم الجالية المسلمة، التي يبلغ تعدادها نحو 4300 شخص، صورة للتسامح والتضامن والتعايش والاندماج الاجتماعي بهذا البلد الجنوب أمريكي.
وفضلا عن الجانب التعبدي لرمضان الكريم، فإنه كذلك شهر حافل بالقيم الأخلاقية والدينية كالتسامح والتراحم والإحسان والتضامن، وهي فضائل يحرص أفراد الجالية المسلمة بالشيلي على ترجمتها على أرض الواقع واغتنام فرصة الشهر الفضيل للقيام بصالح الأعمال.
و.م.ع