وتهم الاتفاقية الأولى تحسين الاستقبال بمصلحة العمل الطبي الاجتماعي بالمستشفيات، والذي سيساهم في تحسين الخدمات الاجتماعية الاستشفائية المقدمة للمواطنين، فيما تتعلق الاتفاقية الثانية بتطوير نظام معلوماتي لتدبير الأدوية والمنتجات الصحية عبر تحسين ولوج مختلف الفاعلين إلى المعلومات ذات الصلة بالأدوية والمنتجات الصحية على الصعيد المركزي والجهوي. وتهدف الاتفاقية الثالثة إلى تحسين بنية الاستقبال بالموقع النموذجي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة الجديدة، في حين تروم الاتفاقية الرابعة تأهيل فضاء الاستقبال بمركز تسجيل السيارات بمدينة الرباط، من خلال تدبير عمليات الإرشاد والتوجيه والانتظار والخدمات والشكايات، فضلا عن الفضاء الخارجي الخاص بأماكن ركن السيارات والدراجات، مع تحديد أماكن للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وحسب وثيقة لوزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، تندرج هذه الاتفاقيات في إطار برنامج إصلاح الإدارة للفترة 2017-2021، الذي يستهدف تأهيل الإدارة والمرفق العام، بما يستجيب لانتظارات وتطلعات المواطنين والمقاولات. وتأتي هذه الاتفاقيات أيضا في سياق الجهود التي تبذلها وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية قصد تفعيل برنامج تحسين استقبال المرتفقين بالمرافق العمومية، واستثمار مختلف الآليات والدعامات الكفيلة بترجمة الإصلاحات المنشودة بشكل فعلي على مستوى القطاعات الوزارية.
وتتمثل إحدى هذه الآليات، تضيف الوثيقة، في صندوق تحديث الإدارة العمومية، الذي أحدث سنة 2005 بهدف تمويل البرامج الإصلاحية ذات الصلة بتدبير الموارد البشرية وتنظيم الهياكل الإدارية، وتبسيط المساطر الإدارية، ودعم الإدارة الإلكترونية، وتوطيد قيم النزاهة والشفافية والحكامة الجيدة.
وعمدت الوزارة أيضا، بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى وضع تصور موحد ورؤية مشتركة تجلت في تنفيذ “البرنامج الوطني لتحسين استقبال المرتفقين بالإدارات العمومية”، الذي شمل إعداد منظومة للاستقبال “إدارتي” تتشكل من “ميثاق الاستقبال” و”الإطار المرجعي لتحسين فضاءات الاستقبال” و”الدليل المنهجي” المتعلق به.
وتسعى هذه المشاريع إلى ضمان التقائية البرنامج الحكومي وتفعيله لإحداث دينامية مشتركة تسهم في تأهيل الإدارة لرفع التحديات التي تواجهها لمواكبة الأوراش التنموية بالمملكة.
وفي كلمة بالمناسبة، قال السيد بنعبد القادر إن التوقيع على هذه الاتفاقيات يعكس العمل الدؤوب الذي تقوم به الوزارة بشراكة مع القطاعات المعنية، كما يجسد نوعا من الالتقائية وتضافر الجهود بين مختلف القطاعات بغية تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأشار في هذا الصدد إلى أنه سيتم، في إطار هذه المنهجية الجديدة لتحسين الاستقبال، توقيع اتفاقية شراكة مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، تهم إحداث موقع نموذجي آخر بقنصلية المملكة بمدينة الجزيرة الخضراء للتوفر على نماذج مرجعية قبل تعميمها على كافة فضاءات الاستقبال بالمملكة.
من جانبه، أبرز السيد اعمارة أن القاسم المشترك بين هذه الاتفاقيات هو خدمة المرتفق، الذي جعلته الحكومة في صلب اهتماماتها، والرفع من مستوى هذه الخدمة والاستجابة لانتظارات المواطنين، خاصة في عصر الرقمنة الذي يفرض مجموعة من التحديات.
الجدث/و.م.ع