ففي شتنبر الأخير هز زلزال (بقوة 7,5 درجة على مقياس ريشتر) وموجة تسونامي جزر سيليبس (سيلاوسي في إندونيسيا) ومدينة بالو، وهو ما خلف أزيد من 2000 قتيلا و 5000 مفقودا.
وقبل شهر من ذلك، وقعت سلسلة من الهزات العنيفة في جزيرة لومبوك الإندونيسية (29 يوليوز و 5 غشت )، خلفت دمارا كبيرا تسبب في وفاة حوالي 500 شخص، وتدمير الآلاف من المباني والمساكن بالكامل.
ويزيد الموقع الجيولوجي لهذه الدولة الأرخبيلية الوضع سوءا لكونها تتواجد في الجزء الأكثر خطورة في ما يعرف ب”حزام النار” في المحيط الهادىء،إذ يوجد في إندونيسيا ما لا يقل عن 129 بركانا نشطا بعضها تسبب في مآسي كبيرة في الماضي.
وفي الجزيرة الإندونيسية، بالي، الأكثر شهرة واستقطابا للسياح في الأرخبيل، ثار بركان جبل اغونغ عدة مرات خلال السنة، ونفث الرماد والدخان في الغلاف الجوي وحول فوهته، متسببا في نزوح الآلاف من السكان بما في ذلك القرويين الذين يعيشون في محيط يعتبر منطقة عالية المخاطر.
وبالموازاة مع ذلك، اختار الآلاف من السياح الذين انتابتهم موجة من الذعر مغادرة الأماكن المتواجدين فيها، بينما تخلى آخرون نهائيا عن برنامجهم للسفر إلى البلاد، وألغوا حجوزاتهم، بعد تعليق حركة الطيران على خلفية السحاب الرمادي الذي غطى الأجواء. كما ثارت عدة براكين أخرى في نفس العام، ويتعلق الأمر على الخصوص ببركان جبل سينابونغ في جزيرة سومطرة الاندونيسية، الذي بدأ في النشاط في فبراير الماضي، قبل ثلاثة أشهر من انفجار بركاني في جبل ميرابي، والذي يقع في جزيرة جاوا الإندونيسية ، ويعتبر من بين البراكين الأكثر نشاطا في العالم.
وفي شهر يوليوز الماضي، تصاعدت حمم بركان أناك كراكاتو، فيما نشط بركان سوبيتون في الشمال الشرقي لجزيرة سيليبس (سولاويسي الإندونيسية) فى أكتوبر الماضى قبل أن يبدأ في التصاعد مرة أخرى في منتصف دجنبر.
وإضافة إلى التهديدات البركانية، فإن تكوين التربة الاندونيسية بتقاطع ثلاثة صفائح تكتونية كبرى (الهندية-الهادئ وأوراسيا والأسترالية) يزيد من هشاشة أكبر دولة أرخبيلية في العالم تتوفر على 17 ألف جزيرة، وهو ما يجعلها عرضة لظواهر المناخ والطقس المتقلب.
وغالبا ماتحدث في موسم الأمطار، والذي يمتد من نونبر إلى أبريل، مع ذروة التساقطات من دجنبر إلى فبراير، انزلاقات أرضية قاتلة وفيضانات رهيبة في العديد من مناطق البلاد، مما يزيد من خطر غمر مئات الأجزاء من هذه الدولة الجزرية، التي أضحت أكثر هشاشة أمام التغيرات المناخية.
ويتوقع أن يصبح الجزء الشمالي للعاصمة الاندونيسية تحت مستوى سطح البحر بحلول عام 2050، بحسب دراسات علمية، والتي أظهرت أن التربة تتراجع بـ 1 و 15 سنتمتر، مع حد أقصى هو 25 سنتمتر سنويا، مسجلة تسارعا واضحا في الظاهرة خلال العقد الماضي.
وهكذا ،فإن السمات الجغرافية الخاصة للغاية مضاف اليها الظروف المناخية والإيكولوجية غير المواتية تجعل الأرخبيل الأندونيسي معرض باستمرار لضربات طبيعة فجائية وغير رحيمة.
و.ح